شاعر نجد الكبير محمدالعبدالله القاضي ولد في
عنيزة عام 1224 وتوفي فيها عام 1285 هـ ،
برواية الراويةعبدالرحمن بن إبراهيم الربيعي ولد في عنيزة
عام 1309وتوفي فيها عام1402 هـ،
إعداد وتحقيق وشرحعبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القاضي
*الثريّا والتويبع*
تَرَى أَوَّل نُجُومَ القَيظْ سَبْعٍ رِصايفْ
كِما جَيْبِ وَضْحا ضَيَّع الدَّرْكِ دالِقْ
أَوْ نَعْلِ شاخٍ والتِّويبِعْ تِبيعَها
في بِرْجَها الجَوْزا كِما الدّال دانِقْ
تِرْفَعْ بُهْ عاهات الثِّمار وعُشْبَها
يْغَدِي مِنْ سُمُومَ الحَرِّ مِثْلَ الحَرايقْ
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ بَهْ الظِّلِّ بَصْطِهْ
نِهايَةقِصْرَاللّيلِ عَشْرُودِقايقْ
تَرَى أَوَّل نُجُومَ القَيظْ سَبْعٍ رِصايفْ
كِما جَيْبِ وَضْحا ضَيَّع الدَّرْكِ دالِقْ
إن أول نجوم القيظ سبعٍ رصايف أي سبعة نجوم متقاربة وملتمّة وهي
الثريّا كأنها بياض صدر الجميلة الذي كشفه انفتاح جيبها على آخره،
والجيب هو فتحة العنق من اللباس ودالق معناهامفتوح إلى آخره،
مثل قولهم الباب مدلوق يعني مفتوح إلى آخره،
ومعنى ضيّع الدرك،
اي أن أزرار الجيب ضيعت عراويها التي إذا ربطت بها
سترت الصدر،
والدرك جمع دركة وهي عروة الأزرار. وقول القاضي
أول نجوم القيظ يقصدبالقيظ الفصل الذي تشتد
فيه الحرارة الذي يسميه الناس الآن الصيف،
وعندالعرب الفصول هي الشتاءوالصيف الذي يسميه
الناس الربيع ثم القيظ ثم الصفري الذي هو الخريف.
أَوْ نَعْلِ شاخٍ والتِّويبِعْ تِبيعَها
في بِرْجَها الجَوْزا كِما الدّال دانِقْ
الشاخ هو الفضة،
ولم يتبين لي تشبيه الثريا بـ(نعل شاخ)، وقد فسّرها
البعض بتشبيه الثريا
بنعل من فضة،
وقد وردفي وصف سلاح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعل سيفه من فضة،
ونعل السيف هو الحديدةاوالفضة التي تكون في
طرف غمده،
فإن كان مقصد القاضي تشبيه الثريا بنعل سيف
من فضة فهو مناسب جداً،
لأن نجومها كعنقود العنب على شكل مثلث شبيه
بنهاية غمد السيف.
ويتبع الثريّا التويبع وهو الاسم الشعبي لنجم
الدبران،
والتويبع بمعنى الدبران لأن هذا النجم يتبع الثريا
وهو دائماً في أدبارهاوتسميته جاءت من موقعه
من الثريّا.
والدبران نجم لامع وحوله سطران من النجوم يشكل
معه شكلاً شبيهاً بحرفالدال المائل.
وقوله "في برجها الجوزا"معناه أن هذين الطالعين يطلعان في برج الجوزاءالذي يبدأمن 22 مايو ولمدة 31يوماً. الثريا تطلع في 17 الجوزاء الموافق 7 يونية،
والتويبع يطلع في 30 الجوزاء الموافق 20 يونية.
تِرْفَعْ بُهْ عاهات الثِّمار وعُشْبَها
يْغَدِي مِنْ سُمُومَ الحَرِّ مِثْلَ الحَرايقْ
وقوله ترفع به عاهات الثمار،
ربما يقصد أن العاهات تزول بطلوع الثريا،
يقول ابن قتيبة
وقال طبيب العرب اضمنوالي مابين سقوط
الثرياوطلوعها أضمن لكم سائرالسنة
وذلك أن هذا الوقت هو أكثرأوقات السنة وباء عند
العرب.
وقوله
وعشبها يغدي من سموم الحر مثل الحرايق
يعني أن العشب يصبح هشيما من شدة الحروالسموم
وفي ذلك قالت العرب
إذاطلع النجم فالحر في حدم والعشب في حطم والنجم هو الثريّا.
سِتِّهْ وعِشْرِينٍ بَهْ الظِّلِّ بَصْطِهْ
نِهايَةقِصْرَاللّيلِ عَشْرُ ودِقايقْ
ستةوعشرين يوماً لهذين النجمين الثريّا والتويبع،
ويكون ظل الرجل معتدل القامة وقت الزوال يساوي
بصطة والبصطة هي مقدار الكف المبسوطة مع مد الأصابع وضمها وتساوي نصف شبر،
وهي من المقاييس القديمة حيث يقال أريدمن هذا القماش ذراعين وبصطة.
ولمّا كانت أيام الثرياوالتويبع من أطول أيام السنة فإن الشمس تسامت فيهما الرأس تقريباً في نجد ويكاد الظل يختفي وقت الزوال ولذلك بيّن القاضي أن ظل الرجل وقت الزوال لايتعدى نصف شبر.
وخلال هذه الأيام الستةوالعشرين يبلغ قصر الليل منتهاه ويتوقف ثم يعاودالليل الزيادة
وذلك في أوائل أيام الدبران التي توافق الانقلاب
الصيفي.
ويكون نهايةقصر الليل حوالي عشرساعات وبضع دقائق