تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الأحوال الجوية والفلكية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2010-01-13, 09:28 PM
المفتاح المفتاح غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 9

المفتاح is on a distinguished road
افتراضي رداً على د0المسند كلمات نيرة من إبن عثيمين

الحمد لله الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورًا قدَّره منازل، وقسّم عباده إلى قسمين فمنهم مؤمن ومنهم كافر، وعلى الله قصد السبيل ومنكم جائر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملكُ العظيمُ القاهر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أتْقى مأمورٍ وأهدى آمر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي الألباب والبصائر، وعلى التابعين لهم بإحسان ما آمنَ بالحق مُوقنٌ وشكَّ فيه حائر، وسلَّم تسليمًا .

أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم بما سخَّر لكم من مخلوقاته، فقد سخَّر +لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ" [الجاثية: 23]، +وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ" [إبراهيم: 33-34]، سخَّر لكم الشمس والقمر لِقِيام مصالحكم الدينيَّة، والدنيويَّة، والفرديَّة والجماعيَّة، فكم من مصلحة في تنقّل الشمس في بروجها وتعاقب الفصول ! وكم من مصلحة في تردُّدها في شروقها وغروبها في بزوغها والأفول ! وكم من مصلحة في تنقّل القمر في منازله ومعرفة السنين والحساب في إبداره وإهلاله !
فقد جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه وعزَّته وتمام قدرته وحكمته، تسيران بأمر الله سيرهما المعتاد، الشمس ضياءٌ وسراجٌ وهَّاج، والقمر نورٌ منيرٌ يُضيء الليل للعباد، فإذا أراد الله تخويف عباده من عقوبات تنزل بهم لكثرة معاصيهم، إذا أراد الله ذلك كسفهما بأمره: فانطمس نورهما كله أو بعضه بما قدَّره الله تعالى من أسباب تقتضي ذلك، يقدر الله ذلك تخويفًا للعباد ليتوبوا إليه ويستغفروه ويعبدوه ويعظِّموه.
عباد الله، إن الكسوف في الشمس أو القمر تخويف من ربكم العظيم لكم، يخوفكم من عقوبات قد تنزل بكم انعقدت أسبابها، ومن شرورٍ مهلكةٍ انفتحت أبوابها .
إن الكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه كما قال نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم: «يخوّف الله به عباده»(1)، فهو تخويف من عقوبات وشرور قد تنزل بالناس لمخالفة أمر الله وعصيانه، ولقد ضَلَّ قوم غفلوا عن هذه الحكمة فلم يروا في الكسوف بأسًا، ولم يرفعوا به رأسًا، ولم يرجعوا إلى ربهم بهذا الإنذار، ولم يقفوا بين يديه بالذل والانكسار، وقالوا: هذا الكسوف أمرٌ طبيعي يُعلم بالحساب، فوَ اللهِ ما مَثل هؤلاء إلا مَثل مَن قال الله عنهم من الكفار المعاندين: +وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ" [الطور: 44]، ولَمَّا رأت عاد قوم هود ما أنذرهم من العقوبة، لَمَّا +رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا"- قال الله عزَّ وجل - +بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ" [الأحقاف: 24-25] .
إنني ما أدري عن هؤلاء الذين لا يرون في الكسوف تخويفًا ولا إنذارًا لعقوبة ! ما أدري عن هؤلاء أَهُمْ في شكٍّ مما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! فلْيرجعوا إلى سنّته، فقد ثبت ذلك عنه ثبوتًا لا شكَّ فيه في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما من كُتب الإسلام، وإذًا: فهل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال: «يخوّف الله بهما عباده»(2)، هل قال ذلك على الله من تِلقاء نفسه ؟ أو قال ذلك جاهلاً بما يقول ؟ كلا، واللهِ ما تقوّل رسول الله على الله ولا قال ذلك جاهلاً بمعناه، ونحن نُشهد الله - عزَّ وجل - ونُشهد كلّ مَن يسمعنا من خلقه أنّ ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو حقٌّ، وأنه صلى الله عليه وسلم ما كذَب ولا كُذِب، وأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بالله تعالى وبحكمته، وأنه صلى الله عليه وسلم أنصح الخلق لعباد الله، وأنه صلى الله عليه وسلم أصدقهم قولاً وأفصحهم بيانًا، وأنه صلى الله عليه وسلم أهداهم سنَّةً وطريقةً، فصلوات الله وسلامه عليه .
فيا سبحان الله ! كيف يليق بِمَن يؤمن بالله ورسوله وهو يعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عن الكسوف: «إن الله يخوّف به عباده»(3) ثم يقول هو: كيف يكون التخويف بالكسوف وهو أمر يُعرف بالحساب ؟
إن هذا التساؤل لا يَرِدُ أبدًا على أمرٍ صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يقع أبدًا استبعادًا لِما صحَّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إن على المؤمن أن يسلّم بما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - تسليمًا كاملاً، وعلى المؤمن أن يعْلَم علْمًا يقينًا أنَّ ما صحَّ عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن في واقعه أن يخالف الواقع، وإنما يظن المخالفة مَن قَلَّ نصيبه من العلم والإيمان أو ضعُف فهمه فلم يقدر على التوفيق بين نصوص الشريعة والواقع .
ونحن نقول تنزّلاً مع هذا التساؤل: إن كون الكسوف أمر يُعرف بالحساب لا ينافي أبدًا أن يكون حدوثه من أجل التخويف، فلله تعالى في تقدير الكسوف حكمتان: حكمة قدريَّة يحصل الكسوف بوجودها وهذه معروفةٌ عند علماء الفلَك وأهل الحساب ولم يُبيِّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الجهل بها لا يضُر والعلم بها لا ينفع .
أما الحكمة الثانية فهي: حكمة شرعيَّة وهي تخويف العباد وهذه لا يعلمها إلا الله - عزَّ وجل - أو مَن أطلعه الله عليها من رسله، فهل باستطاعة أحد أن يعلم لماذا قدَّر الله الكسوف إلا أن يكون عنده وحي من الله تعالى بأنه قدَّره لكذا وكذا، وهذا هو ما بَيَّنَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمته؛ حيث قال: «يخوّف الله به عباده»(4)، وهذا يُبطل ظَنَّ مَنْ ظَنَّ مِنَ الجهّال أن الكسوف أمر طبيعي؛ إذ لو كان الكسوف أمرًا طبيعيًّا لكان مُنتظمًا دوريًّا: كل ثلاثة شهور، أو ستة شهور، أو سنة أو سنتين مثلاً، ونحن نشاهد أن الكسوفات يتفاوت ما بينها: فتارة يكون الكسوف في السنة مرَّة، وتارة يكون في السنة مرَّتين، وتارة يكون في السنتين مرَّة أو أكثر من ذلك أو أقل، وتارة يكون على أرض، وتارة يكون على أرض أخرى، وتارة يكون جزئيًّا، وتارة يكون كلِّيًّا، وتارة تطول مدته، وتارة تقصر، ولو كان أمرًا طبيعيًّا لم يكن مُختلفًا هذا الاختلاف كما لا تختلف الشمس في منازلها في البروج ولا يختلف القمر في منازله عند الإهلال والإبدار .
أيها الناس، أيها المؤمنون بالله ورسوله، إن الكسوف حدثٌ خطيرٌ وتنبيهٌ من الله لعباده وتحذير، «فلقد كسفت الشمس في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المدينة مرَّة واحدة فقط ففزع لذلك فزعًا عظيمًا وقام إلى المسجد وبعث مناديًا ينادي: الصلاة جامعة»(5) فاجتمع الناس وصلى بهم صلى الله عليه وسلم صلاة غريبة لا نظير لها في الصلوات المعتادة، كما أن الكسوف لا نظير له في جريان الشمس والقمر المعتاد، فهي آية شرعيَّة لآية كونيَّة صلاها النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين في الضحى: في كل ركعة ركوعان وقراءتان يجهر فيهما، صلاها بدون إقامة، فكبَّر وقرأ الفاتحة، ثم قرأ سورة طويلة نحو سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلاً جدًّا، ثم رفع رأسه وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم قرأ قراءةً طويلة دون الأولى، ثم ركع ركوعًا طويلاً دون الركوع الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد، وقام قيامًا طويلاً نحو ركوعه، ثم سجد سجودًا طويلاً نحو ركوعه، ثم جلس بين السجدتين جلوسًا طويلاً نحو سجوده، ثم سجد سجودًا طويلاً نحو سجوده الأول، ثم قام للركعة الثانية فصلاها كما صلى الركعة الأولى إلا أنها دونها في القراءة والركوع والسجود والقيام والقعود، ثم تشهَّد وسلّم، ثم خطب خطبةً عظيمة بليغة، فحمد الله وأثنى عليه وأخبر «أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنّ الله يخوّف بهما عباده، فإذا رأيتموهما - يعني: خاسفين - فافزعوا إلى الصلاة»(6)، وفي رواية: «فافزعوا إلى المساجد»(7)، وفي أخرى: «فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره»(8)، وفي رواية: «فادعوا وكبِّروا وصلّوا وتصدَّقوا»(9)«حتى ينجلي»(10)، وقال صلى الله عليه وسلم: «يا أمة محمد، واللهِِ لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولَبَكيتم كثيرًا»(11)«وما من شيء توعدونه إلا أُرِيته في مقامي هذا - أو قال: صلاتي هذه - ولقد أوحي إليَّ أنكم تُفتنون في قبوركم قريبًا أو مثل فتنة الدجال»(12) ثم أمرهم أنْ «يتعوَّذوا من عذاب القبر»(13) وقال: «لقد جيء بالنار يحطم بعضها بعضًا»(14)«وذلك حين رأيتموني تأخّرت مخافة أن يُصيبني من لفحها حتى رأيت فيها عمر بن لحي يجرُّ قصبه في النار - يعني: أمعاءه - ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدّمت حتى قمت في مقامي ولقد مدَدْت يدي أُريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أنْ لا أفعل»(15).
أيها المسلمون، هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا فزع وأمر بالفزع، وهكذا عُرض عليه في مقامه ما عُرض من أمور الآخرة، وهكذا خطب أمته تلك الخطبة العظيمة البالغة، فمتى رأيتم كسوف الشمس في أيَّةِ ساعة من ساعات النهار: في أول النهار، أو أوسطه، أو آخره ولو قُبيل الغروب فافزعوا إلى ما أُمرتم بالفزع إليه من الدعاء، والذكر، والتكبير، والاستغفار، والصدقة والصلاة، ونادوا لها: «الصلاة جامعة» بدون تكبير، وكرِّروه مرّتين أو ثلاثًا بقدر ما ينتبِهُ الناس ويسمعون، ومتى رأيتم خسوف القمر في وقت فافزعوا إلى ذلك أيضًا، فإنْ انقضت الصلاة والكسوف باقٍ فاشتغلوا بالدعاء والاستغفار والقراءة حتى ينجلي .
وفَّقني الله وإياكم للعمل بما يرضيه، وجنَّبنا أسباب سخطه ومعاصيه، وجعلنا مِمَّن يتَّعظون بآياته وينتفعون، وجنَّبنا أسباب الذين +قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ" [الأنفال: 21-23] .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم

  #2  
قديم 2010-01-13, 09:41 PM
المفتاح المفتاح غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 9

المفتاح is on a distinguished road
افتراضي يا د0عبدالله المسند مهلاً.. رب كلمة قالت لصاحبها دعني

اخي عبدالله تعقيباً على موضوعك أنه لاعلاقة بين الكسوف و المعاصي والذنوب ,
لنترك الكلام عن هذه الموضوع لأهل العلم الذين هم أعرف الناس بكلام الله وأحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم .
قال ابن باز رحمة الله عن الكسوف :
وكونها آية تعرف بالحساب لا يمنع كونها تخويفاً من الله جل وعلا، وأنها تحذير منه سبحانه وتعالى فإنه هو الذي أجرى الآيات، وهو الذي رتَّب أسبابها كما تطلع الشمس وتغرب الشمس في أوقاتٍ معينة وهكذا القمر وهكذا النجوم وكلها آيات من آيات الله سبحانه وتعالى، فكون الله جعل لها أسباباً كما ذكر الفلكيون يعرفون الخسوف بها لا يمنع من كونها تخويفاً وتحذيراً من الله عز وجل، كما أن آياته المشاهدة من شمس وقمر ونجوم وحر وبرد كلها آيات فيها التخويف والتحذير من عصيان الله على هذه النعم، وأن يحذروه وأن يخافوه وأن يخشوه سبحانه، حتى يستقيموا على أمره، وحتى يدعوا ما حرّم عليهم، فوجود الآيات في السماء من خسوف وكسوف وغير ذلك، وكون الفلكيين والحسابيين يعرفون أسباب ذلك في الغالب، لا يمنع كونها آيات، والحساب قد يغلط، والفلكي قد يغلط في بعض الأحيان وقد يصيب، ولكنه – في الغالب – إذا كان متقناً للحساب يدرك هذا الشيء، وليس هو من علم الغيب؛ لأن له أسباباً معلومة يسبرها الحسّابون بتنقل الشمس والقمر، ويعرفون منازل الشمس والقمر، ويعرفون المنـزلة التي فيها الخسوف والكسوف، وهذا لا ينافي ما أمر الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من الخوف من الله أو الصدقة أو غيرها، هذا كله من مصلحة العباد؛ حتى يخافوا ويحذروا ويستقيموا، وكونها تعرف بالحساب لا يمنع ذلك.

وقال الشيخ / سعيد بن وهف القحطاني في كتاب صلاة الكسوف
السبب الشرعي لصلاة الكسوف: هو تخويف الله تعالى لعباده؛ لحديث أبي بكرة t عن النبي r قال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله تعالى يخوِّف بهما عباده))([1]).
وهذا السبب هو الذي يفيد؛ ليرجعوا إلى الله تعالى، أما السبب الحسي فليس ذا فائدة كبيرة؛ ولهذا لم يبينه النبي r([2]).
قال شيخ الإسلام رحمه الله عن الحديث السابق: ((فذكر أن حِكْمَةَ ذلك تخويف العباد كما يكون تخويفهم في سائر الآيات: كالرياح الشديدة، والزلازل، والجدب، والأمطار المتواترة، ونحو ذلك من الأسباب التي قد تكون عذابًا؛ كما عذب الله أُممًا بالريح، والصيحة، والطوفان، وقال تعالى: ] فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [([3])، وقد قال: ] وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا [([4])، وإخباره بأنه يخوف عباده بذلك يبين أنه قد يكون سببًا لعذاب ينـزل: كالريح العاصفة الشديدة، وإنما يكون ذلك إذا كان الله قد جعل ذلك سببًا لِمَا ينـزل في الأرض))([5]).
ذكر شيخ الإسلام : أن النبي r بيّن أن كسوف الشمس والقمر سبب لنـزول عذاب بالناس([6]).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: ((نعم لا ننكر أنه سبحانه يحدث عند الكسوفين من أقضيته وأقداره ما يكون بلاء لقوم ومصيبة لهم، ويجعل الكسوف سببًا لذلك؛ ولهذا أمر النبي r عند الكسوف بالفزع إلى ذكر الله، والصلاة، والعتاقة، والصدقة، والصيام؛ لأن هذه الأشياء تدفع موجب الكسف الذي جعله الله سببًا لِمَا جعله، فلولا انعقاد سبب التخويف لَمَا أمر بدفع موجبه بهذه العبادات، ولله تعالى في أيام دهره أوقات يحدث فيها ما يشاء من البلاء، والنعماء، ويقضي من الأسباب ما يدفع موجب تلك الأسباب لمن قام به، أو يقلله، أو يخففه، فمن فزع إلى تلك الأسباب أو بعضها اندفع عنه الشر الذي جعل الله الكسوف سببًا له أو بعضه؛ ولهذا قلّ ما تسلم أطراف الأرض حيث يخفى الإيمان وما جاءت به الرسل من شر عظيم يحصل بسبب الكسوف، وتسلم منه الأماكن التي يظهر فيها نور النبوة والقيام بما جاءت به الرسل، أو يقل فيها جدًا، ولمَّا كسفت الشمس على عهد النبي r قام فزعًا مسرعًا يجرُّ رداءه، ونادى في الناس: الصلاة جامعة، وخطبهم بتلك الخطبة البليغة، وأخبر أنه لم يرَ كيومه ذلك في الخير والشر، وأمرهم عند حصول مثل تلك الحالة: بالعتاقة، والصدقة، والصلاة، والتوبة، فصلوات الله وسلامه على أعلم الخلق بالله، وبأمره، وشأنه، وتعريفه أمور مخلوقاته، وتدبيره، وأنصحهم للأمة، ومن دعاهم إلى ما فيه سعادتهم: في معاشهم، ومعادهم، ونهاهم عما فيه: هلاكهم: في معاشهم ومعادهم))([7]).

([1]) البخاري، برقم 1048، وتقدم تخريجه.

[2]) انظر: الشرح الممتع؛ لابن عثيمين، 5/233.

([3]) سورة العنكبوت، الآية: 40.

([4]) سورة الإسراء، الآية: 59.

([5]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام، 35/169.

([6]) مجموع فتاوى شيخ الاسلام، 24/258 259.

([7]) مفتاح دار السعادة، 3/220.

  #3  
قديم 2010-01-13, 10:09 PM
الصورة الرمزية الشيخ
الشيخ الشيخ غير متواجد حالياً

مراقب عام ومساعد المدير التنفيذي

 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: شبكة ومنتديات البراري
المشاركات: 5,565
جنس العضو: ذكر
الشيخ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفتاح مشاهدة المشاركة
اخي عبدالله تعقيباً على موضوعك أنه لاعلاقة بين الكسوف و المعاصي والذنوب ,
لنترك الكلام عن هذه الموضوع لأهل العلم الذين هم أعرف الناس بكلام الله وأحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم .
قال ابن باز رحمة الله عن الكسوف :
وكونها آية تعرف بالحساب لا يمنع كونها تخويفاً من الله جل وعلا، وأنها تحذير منه سبحانه وتعالى فإنه هو الذي أجرى الآيات، وهو الذي رتَّب أسبابها كما تطلع الشمس وتغرب الشمس في أوقاتٍ معينة وهكذا القمر وهكذا النجوم وكلها آيات من آيات الله سبحانه وتعالى، فكون الله جعل لها أسباباً كما ذكر الفلكيون يعرفون الخسوف بها لا يمنع من كونها تخويفاً وتحذيراً من الله عز وجل، كما أن آياته المشاهدة من شمس وقمر ونجوم وحر وبرد كلها آيات فيها التخويف والتحذير من عصيان الله على هذه النعم، وأن يحذروه وأن يخافوه وأن يخشوه سبحانه، حتى يستقيموا على أمره، وحتى يدعوا ما حرّم عليهم، فوجود الآيات في السماء من خسوف وكسوف وغير ذلك، وكون الفلكيين والحسابيين يعرفون أسباب ذلك في الغالب، لا يمنع كونها آيات، والحساب قد يغلط، والفلكي قد يغلط في بعض الأحيان وقد يصيب، ولكنه – في الغالب – إذا كان متقناً للحساب يدرك هذا الشيء، وليس هو من علم الغيب؛ لأن له أسباباً معلومة يسبرها الحسّابون بتنقل الشمس والقمر، ويعرفون منازل الشمس والقمر، ويعرفون المنـزلة التي فيها الخسوف والكسوف، وهذا لا ينافي ما أمر الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من الخوف من الله أو الصدقة أو غيرها، هذا كله من مصلحة العباد؛ حتى يخافوا ويحذروا ويستقيموا، وكونها تعرف بالحساب لا يمنع ذلك.

وقال الشيخ / سعيد بن وهف القحطاني في كتاب صلاة الكسوف
السبب الشرعي لصلاة الكسوف: هو تخويف الله تعالى لعباده؛ لحديث أبي بكرة t عن النبي r قال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله تعالى يخوِّف بهما عباده))([1]).
وهذا السبب هو الذي يفيد؛ ليرجعوا إلى الله تعالى، أما السبب الحسي فليس ذا فائدة كبيرة؛ ولهذا لم يبينه النبي r([2]).
قال شيخ الإسلام رحمه الله عن الحديث السابق: ((فذكر أن حِكْمَةَ ذلك تخويف العباد كما يكون تخويفهم في سائر الآيات: كالرياح الشديدة، والزلازل، والجدب، والأمطار المتواترة، ونحو ذلك من الأسباب التي قد تكون عذابًا؛ كما عذب الله أُممًا بالريح، والصيحة، والطوفان، وقال تعالى: ] فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [([3])، وقد قال: ] وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا [([4])، وإخباره بأنه يخوف عباده بذلك يبين أنه قد يكون سببًا لعذاب ينـزل: كالريح العاصفة الشديدة، وإنما يكون ذلك إذا كان الله قد جعل ذلك سببًا لِمَا ينـزل في الأرض))([5]).
ذكر شيخ الإسلام : أن النبي r بيّن أن كسوف الشمس والقمر سبب لنـزول عذاب بالناس([6]).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: ((نعم لا ننكر أنه سبحانه يحدث عند الكسوفين من أقضيته وأقداره ما يكون بلاء لقوم ومصيبة لهم، ويجعل الكسوف سببًا لذلك؛ ولهذا أمر النبي r عند الكسوف بالفزع إلى ذكر الله، والصلاة، والعتاقة، والصدقة، والصيام؛ لأن هذه الأشياء تدفع موجب الكسف الذي جعله الله سببًا لِمَا جعله، فلولا انعقاد سبب التخويف لَمَا أمر بدفع موجبه بهذه العبادات، ولله تعالى في أيام دهره أوقات يحدث فيها ما يشاء من البلاء، والنعماء، ويقضي من الأسباب ما يدفع موجب تلك الأسباب لمن قام به، أو يقلله، أو يخففه، فمن فزع إلى تلك الأسباب أو بعضها اندفع عنه الشر الذي جعل الله الكسوف سببًا له أو بعضه؛ ولهذا قلّ ما تسلم أطراف الأرض حيث يخفى الإيمان وما جاءت به الرسل من شر عظيم يحصل بسبب الكسوف، وتسلم منه الأماكن التي يظهر فيها نور النبوة والقيام بما جاءت به الرسل، أو يقل فيها جدًا، ولمَّا كسفت الشمس على عهد النبي r قام فزعًا مسرعًا يجرُّ رداءه، ونادى في الناس: الصلاة جامعة، وخطبهم بتلك الخطبة البليغة، وأخبر أنه لم يرَ كيومه ذلك في الخير والشر، وأمرهم عند حصول مثل تلك الحالة: بالعتاقة، والصدقة، والصلاة، والتوبة، فصلوات الله وسلامه على أعلم الخلق بالله، وبأمره، وشأنه، وتعريفه أمور مخلوقاته، وتدبيره، وأنصحهم للأمة، ومن دعاهم إلى ما فيه سعادتهم: في معاشهم، ومعادهم، ونهاهم عما فيه: هلاكهم: في معاشهم ومعادهم))([7]).

([1]) البخاري، برقم 1048، وتقدم تخريجه.

[2]) انظر: الشرح الممتع؛ لابن عثيمين، 5/233.

([3]) سورة العنكبوت، الآية: 40.

([4]) سورة الإسراء، الآية: 59.

([5]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام، 35/169.

([6]) مجموع فتاوى شيخ الاسلام، 24/258 259.

([7]) مفتاح دار السعادة، 3/220.
جزاك الله خير اخوي مفتاح

واقول للدكتور المسند ماهكذا تورد الأبل




لا يخفى على أحد الانفتاح الذي يعيشه العالم اليوم ، توسع الناس وتخالطوا وتداخلت الحضارات والأمم ،
وركض الناس وانكبوا على الدنيا حتى انقلبت الموازين عند الكثير،
وأصبح الأصل هو الحياة الدنيا ، ونسوا أوتناسوا أن الموت قريب ، والأصل هو الخلود في الآخرة.
وتغيرت النظرة عند الكثير ، وأصبح الفقر هو هاجس الأغلب ، فبحثوا عن المال من أي طريق كان دون البحث والتحري عن طيب المطعم والمشرب ،
مع أن نبينا عليه الصلاة والسلام نبهنا أنه ما الفقر يخشى علينا ولكنه يخشى علينا الانغماس في هذه الدنيا ،
فتهلكنا وتفتننا كما أهلكت من كان قبلنا ، يقول الشافعي –رحمه الله- ما فزعت من فقر قط)
لأنه كان يعلم أن الرزق بيد الله ، وأن من ترك شيئاً لوجه الله عوضه الله خيراً منه.


فقد كان التوكل والسعي للأسباب المباحة راسخ في قلوب الكثير ،
كانوا قبل أن يفعلوا الفعل يسألوا عن حكمه في دين الإسلام هل هو يرضي الله عز وجل أو لا؟
لأنهم كانوا يعلمون أن المعاصي تفسد الأرض وتهلك الحرث والنسل ،
قال تعالى:{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} ، وقال تعالى:{ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}.
فالآيات الكونية قد تتغير بسبب المعاصي تخويفاً للعباد ، ومن ذلك كسوف الشمس وخسوف القمر.
لما كسفت الشمس على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام صلى بهم رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم انصرف وقد تجلت الشمس ،
فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال:"إن الشمس والقمر من آيات الله ،
وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ،
فإذا رأيتموهما فكبروا وادعوا الله وصلوا وتصدقوا ،
ياأمة محمد ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ،
ياأمة محمد والله لوتعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً
ألا هل بلغت" وفي رواية:"فصلوا حتى يفرج الله عنكم".رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية:"ولكنهما من آيات الله يخوف الله بهما عباده ، فإذا رأيتم كسوفاً فاذكروا الله حتى ينجليا".


لو تأملنا هذا الحديث لخرجنا بفوائد عظيمة ،
ففي قوله عليه الصلاة والسلام:"لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته"
يقول ابن حجر-رحمه الله فيه دليل على إبطال تأثير الكواكب في الأرض
بخلاف ما عليه حال الكثير اليوم من اعتقاد بالكواكب والله المستعان .
ويقول في الحديث ردعهم عن المعاصي التي هي من أسباب جلب البلاء) ،
وخص منها الزنا لأنه أعظمها في ذلك.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:
(وهذا بيان منه عليه الصلاة والسلام أنهما سبب لنزول عذاب الناس
فإن الله إنما يخوف عباده بما يخافونه إذا عصوه ،
وعصوا رسله ، وإنما يخاف الناس مما يضرهم ،
فلولا إمكان حصول الضرر بالناس عند الخسوف ما كان ذلك تخويفاً ،
قال تعالى:{وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً}
وأمر النبي عليه الصلاة والسلام بما يزيل الخوف ،
أمر بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق حتى يكشف ما بالناس).

ويقول النووي -رحمه الله- في شرح قوله عليه الصلاة والسلام:
"يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً
"أي لو تعلمون من عظم انتقام الله من أهل الجرائم ،
وشدة عقابه ، وأهوال القيامة وما بعدها كما علمت ،
وترون النار كما رأيت لبكيتم كثيراً).
وقال أيضاً-رحمه الله- عند أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالصلاةأي بادروا بالصلاة
وأسرعوا إليها حتى يزول عنكم هذا العارض الذي يخاف كونه مقدمة عذاب).

وروى البخاري ومسلم:
خسفت الشمس في زمن النبي عليه الصلاة والسلام فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة
حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود مارأيته يفعله في صلاة قط ،
ثم قال:"إن هذه الآيات التي يرسل الله لاتكون لموت أحد ولالحياته ،
ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده ،
فإذا رأيتم منها شيئاً فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره
".ففي قوله:
"يخوف" يقول ابن حجر-رحمه اللهفيه رد على من يزعم أن الكسوف أمر عادي لايتأخر ولايتقدم ،
إذ لو كان كما يقولون لم يكن في ذلك تخويف ، ويصير بمنزلة الجزر والمد في البحر).

وهذا ما نلحظه من حال غالب الناس اليوم
حيث يهونون من شأن الكسوف والخسوف ،
ويقولون أنهما ظاهرة طبيعية ،
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-
أن هناك سبب شرعي لا يعلم إلا عن طريق الوحي،
ويجهله أكثر الفلكيين ومن سار على منهاجهم.

والسبب الشرعي هو تخويف الله لعباده،
كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته،
وإنما يخوف الله بهما عباده"
ولهذا أمرنا بالصلاة والدعاء والذكر وغير ذلك كما سيأتي إن شاء الله.
فهذا السبب الشرعي هو الذي يفيد العباد؛
ليرجعوا إلى الله،
أما السبب الحسي فليس ذا فائدة كبيرة،
ولهذا لم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم،
ولو كان فيه فائدة كبيرة للناس لبيّنه عن طريق الوحي؛ لأن الله
يعلم سبب الكسوف الحسي،
ولكن لا حاجة لنا به،
ومثل هذه الأمور الحسية يكل الله أمر معرفتها إلى الناس،
وإلى تجاربهم حتى يدركوا ما أودع الله في هذا الكون من الآيات الباهرة بأنفسهم.
أما الأسباب الشرعية، أو الأمور الشرعية التي لا يمكن أن تدركها العقول ولا الحواس، فهي التي يبيّنها الله للعباد.
وصلى بهم النبي عليه الصلاة والسلام صلاة لا نظير لها؛ لأنها لآية لا نظير لها.

آية شرعية لآية كونية،
أطال فيها إطالة عظيمة،
حتى إن بعض الصحابة - مع نشاطهم وقوتهم ورغبتهم في الخير
- تعبوا تعباً شديداً من طول قيامه عليه الصلاة والسلام،
وركع ركوعاً طويلاً، وكذلك السجود،
فصلى صلاة عظيمة،
والناس يبكون يفزعون إلى الله،
وعرضت على النبي عليه الصلاة والسلام الجنة والنار في هذا المقام،
يقول:
"فلم أرَ يوماً قط أفظع من هذا اليوم" ؛ حيث عرضت النار عليه حتى صارت قريبة فتنحى عنها،
أي:
رجع القهقهرى خوفاً من لفحها ،
سبحان الله!
فالأمر عظيم!
أمر الكسوف ليس بالأمر الهين،
كما يتصوره الناس اليوم،
وكما يصوره أعداء المسلمين حتى تبقى قلوب المسلمين كالحجارة،
أو أشد قسوة والعياذ بالله.
يكسف القمر أو الشمس والناس في دنياهم،
فالأغاني تسمع،
وكل شيء على ما هو عليه لا تجد إلا الشباب المقبل على دين الله
أو بعض الشيوخ والعجائز،
وإلا فالناس سادرون لاهون،
ولهذا لا يتعظ الناس بهذا الكسوف لا بالشمس ولا بالقمر مع أنه أمر هام،
ويجب الاهتمام به .(الشرح الممتع)
ولو كان الكسوف ظاهرة طبيعية وأمر عادي لم فزع عليه الصلاة والسلام منه!
كما جاء في بعض الروايات:
"فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة"
. قال ابن حجر-رحمه الله-فلو كان الكسوف بالحساب لم يقع الفزع).
حتى أنه عليه الصلاة والسلام كما جاء في بعض الروايات:
أخطأ بدرع حتى أدرك بردائه.
ومعناه كما يقول النووي-رحمه الله
-أنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه فأخذ درع بعض أهل البيت سهواً ،
ولم يعلم ذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف ، فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه به).
وقد وردت أحاديث عظيمة كلها عندما كسفت الشمس ،
فأحاديث فتنة القبر ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام عندما كسفت الشمس ،
فبعد أن انتهى عليه الصلاة والسلام قال ماشاء الله أن يقول ،
ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر.رواه البخاري
كما أنه عليه الصلاة والسلام رأى الجنة والنار في صلاته ،
يقول عليه الصلاة والسلام:
"ورأيت النار فلم أرَ كاليوم منظراً قط ،
ورأيت أكثر أهلها النساء" قالوا:بم يا رسول الله؟
قال:"بكفرهن" قيل:أيكفرن بالله؟ قال:
"يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان ،
لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت:
ما رأيت منك خيراً قط".رواه البخاري ومسلم
ورأى عليه الصلاة والسلام المرأة التي عُذبت في هرة.
وذكر فتنة المسيح الدجال.رواه أبوداود
وحث على التوبة فقال عليه الصلاة والسلام:
"أما بعد فإن رجالاً يزعمون أن كسوف هذه الشمس ، وكسوف هذا القمر ،
وزوال هذه النجوم عن مطالعها ،
لموت رجال عظماء من أهل الأرض ؛
وإنهم قد كذبوا ولكنها آيات من آيات الله تبارك وتعالى يعتبر بها عباده ،
فينظر من يحدث منهم توبة".

والمتأمل في الأحاديث الواردة في الكسوف وبيان عظم شأنه وخطره ؛
لأنه يخشى أن يكون سبب من أسباب العذاب ،
يجد أن النبي عليه الصلاة والسلام أرشدنا إلى ماينفعنا ،
وما علينا فعله إذا كسفت الشمس ، فحثنا على:
(1) الصلاة ..
(2) الصدقة ..
أمرنا عليه الصلاة والسلام بالصدقة ،
قال صاحب عون المعبود: ("وتصدقوا" فيه إشارة إلى أن الأغنياء هم المقصود بالتخويف).
(3) الدعاء ..
عن الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ قال:
انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاس انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ ،
فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ" . رواه البخاري ومسلم
يقول صاحب عون المعبودأمر بالدعاء لأن النفوس عند مشاهدة ماهو خارق للعادة
تكون معرضة عن الدنيا فتكون أقرب للإجابة).
(4) ذكر الله والاستغفار قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- :
(وفيه الندب إلى الاستغفار عند الكسوف وغيره لأنه مما يدفع به البلاء).
(5) العتق ..
وإذا لم يكن في هذا الزمان رقابٌ تُعتق ،
فيُعمل بالأولى وهو عتق النَّفس مِن الإثم ، ومِن النار ،
والإنسان عبدٌ لربِّه فليسارع ليحرِّر نفسَه مِن عبوديَّة الهوى والشيطان ،
ولعل هذه المناسبة أن تعيد العقول إلى أصحابها فيتخلوْن عن قتل الأبرياء ،
وظلم الأتقياء ، وتلويث عرض الأنقياء ، وهضم حقوق الأخفياء.
عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْفتلك الحالة غنيمة للمؤمن يطير بها إلى رضا ربه بجناحي الخوف و الرجاء
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات 40-41 )

لكن لا يزال بعض العمى يمرون على الآيات الكونية و كأنها ظاهرة عرضية أو طبيعية ،
تطبعت لها طبائعهم حتى طبع الله عليها ، نعوذ بالله من الخذلان .
( َنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً) (الإسراء : 60 )
فسبحان الله ( مالكم لا ترجون لله وقارا )

ثم كيف لا يخافون و قد سمعوا بالمثلات و العقوبات و الآيات في حق غيرهم ،
وهذا مجرد سماع ، فكيف بمن رآها في غيره ، وكيف بمن وجدها في نفسه ؟؟

(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ ) (فصلت : 53 ) :
"لَقَدْ أَمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ" . رواه البخاري





الله يحفطك يادكتور عبدالله من كل مكروة

التوقيع:
  #4  
قديم 2010-01-13, 10:11 PM
ابو لانا ابو لانا غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 16

ابو لانا is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير اخوي على هذه الموضوع

  #5  
قديم 2010-01-13, 10:16 PM
خالد عبدالله خالد عبدالله غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: حائل
المشاركات: 4,622
جنس العضو: ذكر
خالد عبدالله is on a distinguished road
افتراضي

مضوع ونقاش ووجهات نظر مميمزة وراقية

الف شكر استاذي المفتاح على صياغة الموضوع

واجزم بإن الدكتور سوف يستقبله بصدر رحب
وسوف نجد المتعة والفائدة من هذه التسألات ووجهات النظر الاخوية
فإختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية...كيف لا ونقاشك مع دكتور في العلم
ويدور حول نقاط مهمة لابد ان يدركها كل مسلم..
احترامي للجميع

  #6  
قديم 2010-01-14, 06:44 AM
طيرالفلاة طيرالفلاة غير متواجد حالياً
عـضـو نـشـيـط
 
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: نجد
المشاركات: 320
جنس العضو: ذكر
طيرالفلاة is on a distinguished road
افتراضي

جزى الله الدكتور عبد الله كل خير ...وله كتابات رائعه وبحوث علميه نفع الله بها

لكن لايعني ان نختلف في مجال من المجالات فكل يؤخد منه ويرد الا رسول الله صلى

الله عليه وسلم

والإنسان يصيب ويخطئ والنفوس الراقيه والهمه العاليه مثل الدكتور لاشك انه

متقبل لااي تصويب من اخوانه

وانا اوافق الدكتور في مقاله عدا امر: وهو ارتباط المعاصي بالكسوف

فالصحيح ان هناك ارتباط والدليل ظاهر جدا :

والدليل ان الرسول صلى الله عليه وسلم اشار في خطبته بعد صلاة الكسوف الى الزنا
- خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ، فقام فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قام فأطال القيام ، وهو دون القيام الأول ، ثم ركع فأطال الركوع ، وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ، ثم انصرف ، وقد انجلت الشمس ، فخطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله ، وكبروا وصلوا وتصدقوا . ثم قال : يا أمة محمد ، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا .الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1044
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فتجد الحدث ( ان الشمس والقمر ايتان .....)

وتجد العلاج ( فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ....)

ثم جاءت الإشاره الى معنى من معاني حدوث الكسوف ( يا أمة محمد والله مامن احد اغير

من الله ان يزني عبده ......)

لكن يظهر لي ان الدكتور لم يطلع على هدا الحديث وإلا لانشك ابدا في حرصه على

بيان الحق واتباعه

  #7  
قديم 2010-01-14, 02:33 PM
الصورة الرمزية محمد النجيبان
محمد النجيبان محمد النجيبان غير متواجد حالياً
عضو شرف البراري
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: عنيزة
المشاركات: 8,885
جنس العضو: ذكر
محمد النجيبان is on a distinguished road
افتراضي

من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

فقد جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه وعزَّته وتمام قدرته وحكمته، تسيران بأمر الله سيرهما المعتاد، الشمس ضياءٌ وسراجٌ وهَّاج، والقمر نورٌ منيرٌ يُضيء الليل للعباد، فإذا أراد الله تخويف عباده من عقوبات تنزل بهم لكثرة معاصيهم، إذا أراد الله ذلك كسفهما بأمره: فانطمس نورهما كله أو بعضه بما قدَّره الله تعالى من أسباب تقتضي ذلك، يقدر الله ذلك تخويفًا للعباد ليتوبوا إليه ويستغفروه ويعبدوه ويعظِّموه.
عباد الله، إن الكسوف في الشمس أو القمر تخويف من ربكم العظيم لكم، يخوفكم من عقوبات قد تنزل بكم انعقدت أسبابها، ومن شرورٍ مهلكةٍ انفتحت أبوابها .
إن الكسوف نفسه ليس عقوبة ولكنه كما قال نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم: «يخوّف الله به عباده»(1)
كذلك
سئل الشيخ ابن عثيمين عن اثنين تنازعا في الكسوف : أهو غضب من الله , أم تخويف منه , فقال سماحته: ( المصيب من قال إنه تخويف ; لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – صرح بذلك , فقال : يخوف الله بهما عباده , لكن قد يكون هذا التخويف لعقوبة انعقدت أسبابها , ولهذا أمر الناس بالفزع إلى الصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والتكبير .. )


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


من بحث الدكتور عبدالله المسند حفظه الله

شروق الشمس وغروبها آيتان، والليل والنهار آيتان، والأرض ودورتها آيتان، والبرق والرعد آيتان، والسماوات ونجومها آيات بينات، والآيات على ضربين كما قال أبو بكر ابن العربي رحمه الله " منها مستمرة عادة؛ فيشق أن تحدث بها عبادة، ومنها ما يأتي نادراً فشرع للنفس البطَّالة الآمنة التعبد عند جريان ما يخالف الاعتياد تذكيراً لها وصقلاً لصدئها " أ.هـ. والكسوف (تخويف) في حد ذاته وليس (عقوبة) كما قال صلى الله عليه وسلم (يخوف الله بهما عباده) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "... فذكر أن من حكمة ذلك تخويف العباد كما يكون تخويفهم في سائر الآيات " أ.هـ. قال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا}.


البر والفاجر المسلم والكافر محتاج إلى مشاهد كونية كالكسوف كيما تحمله على التوبة والأوبة، ولذلك يجريها الله تعالى على خلقه كل حين، قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: " وقد أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، والعباد في أشد الحاجة إلى التخويف والإنذار من أسباب العذاب في كل وقت "

&&&&&&&&&&&&&&&&&&




أين الاختلاف وأين التعارض يا إخوان فيما قرأنا للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وابن باز رحمه الله

وللدكتور عبدالله المسند حفظه الله !!!!


عرفنا مما ورد أن الحكمة هي التخويف من رب العباد لعباده من التمادي في المعاصي 0 والآيات التي ينذر الله بها عباده كثيره

وليس العقوبة على كثرة المعاصي 0 ولو كان كذلك لزادت مرات
الكسوف والخسوف عن معدلها بسب كثرة المعاصي في زمننا هذا 0

والدكتور حفظه الله مشهود له بالصلاح والاستقامة ونبل الأخلاق والسيره الحسنة والمكانه العلمية

ولا يحتاج من يزكيه من مجتمعه 0

اللهم ارزقنا الفهم والادراك وحسن الظن بك وبعبادك الصالحين

  #8  
قديم 2010-01-14, 02:44 PM
الصورة الرمزية محمد السهلي
محمد السهلي محمد السهلي غير متواجد حالياً
(برد شباط سابقا ) عـضـو مـتـألـق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: الــرويـضـة
المشاركات: 1,658
جنس العضو: ذكر
محمد السهلي is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله في الدكتور عبد الله وجزاه الله كل خير على مايقوم به
كلامه صحيح من الناحية العلمية والشرعية فلماذا هذا الشرح والسرد والتعقيب على كلامه ؟

  #9  
قديم 2010-01-14, 02:56 PM
سبع عبس سبع عبس غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: في منتديات البراري
المشاركات: 13

سبع عبس is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خير

  #10  
قديم 2010-01-14, 03:20 PM
القرار الصائب القرار الصائب غير متواجد حالياً
عـضـو نـشـيـط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 388

القرار الصائب is on a distinguished road
افتراضي

اخي الكريم محمد بن حمد رأيي كرأيك ففرق بين التخويف والعقوبة وإن انعدم الخوف فلا تأمن العقوبة.

(الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده ) فعلاقة ( الكسوف والخسوف ) بـ ( الذنوب والمعاصي ) علاقة غير مباشرة فالكسوف والخسوف يعتبران امران خارجان عن المألوف في خلقة الكون وكل ماهو خارج عن المألوف يجب أن يربطنا مباشرة بالله سبحانه وتعالى ...

الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخاف عندما يرى الغيم حتى انه يدخل ويخرج ويتغير لونه عليه الصلاة والسلام خوف من عقوبة الله فيه ولنا في رسول الله أسوة حسنة.

المصيبة ليست في الخلاف بل في موت قلوبنا وعدم تأثرها بهذا الأمر العظيم.

موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 06:28 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010