عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2011-04-07, 04:37 AM
نصار نصار غير متواجد حالياً
عضو ذهبــي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: الطائــــف
المشاركات: 12,538
جنس العضو: ذكر
نصار is on a distinguished road
افتراضي آكلوا لحوم البشر !!

آكلوا لحوم البشر !!
ربما تكون قد سعت عن قبائل نيام نيام التي يستسبغ أفردها أكل لحوم البشر ، وربما ظننتهم مجرد أشخاص أسوريين ابتدعتهم عقول كتاب القصص الخيالية ، فمن ذا الذي يأكل لحم أخيه لإنسان ، لا .. إنها قصص لا تستهدف إلا التشويق والإثارة ، والتخويف أحياناً تماماً كالقصص التي تروي عن الغول والعفريت ، والجني الطائر.
ولكن مهاً ، يبدو أن آكلي لحوم البشر حقيقة لاشك فيها ألم تسمع عن بوكاسا إمبراطور أفريقيا الوسطى الذي كان يحتفظ في ثلاجة مطبخه بجثث آدمية ، معدة للطهي ، منه جثة أجد وزرائه والذي قتله لخلاف معه ، أتلم تعلم أن طبق بوكاسا المفضل كان لحوم الأطفال وقد طهت على أشكال وألوان شتى .
الموضوع إذن ليس غريباً رغم بشاعته ، فقط كان يحدث بالفعل وربما لا يزال .
فعشائر نيام نيام موجودة بالفعل ، إذ تسكن السودان الشرقي بين النيل والكونغو وبحيرة تشاو ، ويتجاوز عدد أفرادها المليونين ، يتميزون بالشعور الفاتحة المجعدة ، والقامة الطويلة المديدة ، ولكن ليس لهم ذيول كما يشيع البعض ، ولكنهم يسترون عوراتهم بجلود تتدلى من أطرافها الخلفية قطع مبرومة طويلة تشبه الذيول وتبدو كأنها جزء من جسم الإنسان نفسه ، وهذا ما جعل الرحالة يظنون أن لهم ذيولاً.
إن أفراد هذه العشيرة مغرمون بحق أكل لحوم البشر ، إلا أنه مع دخول الاستعمار الأوروبي إلى بلادهم انقرضت تلك العادة وإن كان بعض العلماء لا يستبعدون احتمال وجودها حتى الآن ، ولكن بضرورة أخلف وأضيق نظاقاً.
أما عن عادة أكل لحوم البشر فقد كانت منتشرة تماماً لدى بعض الشعوب البدائية وخاصة في جنوب أفريقيا وغربها ، وكذلك في أستراليا وأمريكا الجنوبية وبعض شعوب آسيا كإندونيسيا وبولتزيا وغيرها.
وقد اختلفت أشكال ممارسة هذه العادة الغريبة باختلاف الشعوب التي مارستها ففي بعض المناطق كان الذي يؤكل من جسم الإنسان هو القلب والكبد والكيتان فقط.
وقي مناطق أخرى كان الأمر مقتصراً على أكل جثث الموتى والمحتضرين وعند بعض الشعوب كان الذكور فقط هم أصحاب الحق في أكل اللحم البشري ، ولكن وبصف عامة كان أكل حم البشر مباحاً للجميع سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً ، أطفالاً أم كهولاً .
ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأنها قد حدثت أو تطورت نتيجة لندرة الغذاء الحيواني سواء لعدم وجوده أصلاً أو لحدوث مجاعة أو قحط.
فمثلاً في أستراليا كان السكان يأكلون جثث من يقتلونهم من الأعداء في أثناء الحروب ، ولكن في سنوات المجاعات القاسية كانوا يقتلون أولادهم ونسائهم ويأكون لحومهم .
وعشائر الأسكيمو التي تسكن سواحل خليج هدسن كانوا يلجأون إلى أكل لحوم البشر ، مضطرين بعد سنوات المجاعة التي تدفعهم إلى أكل الكلاب والقطط والجلود ، فإن استمرت فالإنسان أيضاً.
ويذكر المقريزي في كتابه (إغاثة الأمة ، بكشف الغمة) والذي يذكر فيه تاريخ المجاعات التي حدثت في مصر قبل وبعد الإسلام ، ما حدث في مصر أيام المنتصر خامس الخلفاء الفاطميين (1035 – 1094م) ، حين سادات البلاد مجاعة قاسية استمرت نحو سبع سنين ، إذ أكل الناس الكلاب والقطط ، واختصت الإنسان من الطرقات ليؤكل ، وبيع لحم الإنسان عند الجزارين ، وأكل الناس الجيف بل أن بعضهم أكل بغله الوزير ، نفسه ، فلما شنق الذين اتهموا بأكلها لم يتورع الناس عن أكل جثثهم تحت ظلام الليل.
وقد يكون الباعث إلى أكل لحوم البشر مجرد الرغبة في التشفي والانتقام فمثلاً كان سكان ميلانيزيا الأصليون لا يأكلون إلا لحوم خصومهم ، كذلك أيضاً ما كان يحدث عند العرب في الجاهلية ، وكلنا يعرف قصة هند امرأة أبو سفيان أبو سفيان وأم معاوية التي مضغت كبد حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، انتقاماً لمن قتل من أهلها في موقعة بدر.
كذلك قد يكون أكل اللحوم البشرية هو عقاب لبعض الجرائم كما هو الحال عند سكان سومطرة الأصليين الأصليين حتى كان المحكوم عليه لبعض الجرائم الخطيرة ، يقدم إلى أقارب المقتول أو المجني عليه ليألكوا إشفاءاً لغليلهم.
اما في مواضيع أخرى يعد أكل لحم الإنسان تكريماً له وتحليداً كالأم التي تأكل جثة ابنها المتفوى ، أو المريض مرضاً لاشفاء منه ، والغريب أنه مازالت بعض الشعوب وخاصة الأفريقية لا ترى في أكل لحوم البشر تصرف غير مادي ، بل ينظرون إليه كلحم حيواني لذيذ الطعم قد روى أحد الرحالة قصة غريبة جرت حوادثها ، في واحدة من أشهر مدن أفريقياً ، وهي برازفيل ، عاصمة الكنغو ، حيث أضر بعض جنود الفرقة الأجنبية بالجيش الفرنسي ، زميلاً لهم إلى جراح الجيش وكان قد أصيب بجرح نافذ في ساقه منذ أيام ، ولما كان لم يعالج بسرعة فقد كان لابد من بتر الساق فوجئ بالجنود يطلبون منه أن يعطيهم الشاق ليأكلوها ، رغم أن هؤلاء الجنود كانوا على مستوى عال من التحضر والثقافة ، وأجابهم الطبيب أن الساق لا تصلح للأكل ولكنهم أصروا على أكلها ، فما كان من الطبيب إلا أن مسها أمامهم في سائل يعرفون أنه سام وذلك حتى لا يفكر أحدهم في خطفها عنوة ، أو إخراجها بعد دفنها لأكلها.