الموضوع
:
تفسير قوله تعالى " تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا "
عرض مشاركة واحدة
#
1
2013-03-31, 12:11 PM
أحمد الحربي
[ القلب الأبيض سابقا ً ] عضـــو متميــــز
تاريخ التسجيل: Apr 2008
الدولة: جدة
المشاركات: 13,435
جنس العضو: ذكر
تفسير قوله تعالى " تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا "
قوله تعالى :
تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا
، الإشارة في قوله : تلك [ 19 \ 63 ] ، إلى ما تقدم من قوله :
فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب
الآية ، وقد بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يورث المتقين من عباده جنته ، وقد بين هذا المعن
ى أيضا في مواضع أخر ، كقوله تعالى :
قد أفلح المؤمنون
الذين هم في صلاتهم خاشعون
-
إلى قوله -
أولئك هم الوارثون
الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون
[ 23 \ 1 - 11 ]
، وقوله :
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين
الآيات [ 3 \ 133 ] ، وقوله تعالى :
وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا
الآية [ 39 \ 71 ] ، وقوله :
ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون
[ 7 \ 43 ]
، إلى غير ذلك من الآيات .
ومعنى إيراثهم الجنة : الإنعام عليهم بالخلود فيها في أكمل نعيم وسرور ، قال
الزمخشري
في ) الكشاف ( : نورث أي : نبقي عليه الجنة كما نبقي على الوارث مال الموروث ، ولأن الأتقياء يلقون ربهم
يوم القيامة قد انقضت أعمالهم ، وثمرتها باقية وهي الجنة ، فإذا أدخلهم الجنة فقد أورثهم من تقوا
هم كما يورث الوارث المال من المتوفى ، وقال بعض أهل العلم :
معنى إيراثهم الجنة
أن الله تعالى خلق لكل نفس منزلا في الجنة ، ومنزلا في النار ، فإذا دخل أهل الجنة الجنة ; أراهم مناز
لهم في النار لو كفروا وعصوا الله ليزداد سرورهم وغبطتهم ; وعند ذلك يقولون :
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
الآية [ 7 \ 43 ] ، وكذلك يرى أهل النار منازلهم في الجنة لو آمنوا واتقوا الله لتزداد ندامتهم وحسرتهم ، وع
ند ذلك يقول الواحد منهم :
[
ص:
472 ]
لو أن الله هداني لكنت من المتقين
، ثم إنه تعالى يجعل منازل أهل الجنة في النار لأهل النار ، ومنازل أهل النار في الجنة لأهل الجنة ف
يرثون منازل أهل النار في الجنة ، وهذا هو معنى الإيراث المذكور على هذا القول .
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له : قد جاء حديث يدل لما ذكر من أن لكل أحد منزلا في الجنة ومنزلا في
النار ، إلا أن حمل الآية عليه غير صواب ; لأن أهل الجنة يرثون من الجنة منازلهم المعدة لهم بأعم
الهم وتقواهم ، كما قد قال تعالى :
ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون
[ 7 \ 43 ]
، ونحوها من الآيات ، ولو فرضنا أنهم يرثون منازل أهل النار فحمل الآية على ذلك يوهم أنهم ليس لهم في
الجنة إلا ما أورثوا من منازل أهل النار والواقع بخلاف ذلك كما ترى ، والحديث المذكور هو ما رواه
الإمام أحمد
في المسند ،
والحاكم
في المستدرك من حديث
أبي هريرة
"
كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول : لولا أن الله ، هداني فيكون له أشكر ، وكل أهل النار يرى مقع
ده من الجنة فيقول : لو أن الله هداني ، فيكون عليه حسرة
"
اهـ ، وعلم في الجامع الصغير على هذا الحديث علامة الصحة ، وقال شارحه
المناوي
:
قال
الحاكم
:
صحيح على شرطهما وأقره
الذهبي
، وقال
الهيثمي
رجال
أحمد
رجال الصحيح . اهـ .
التوقيع:
أحمد الحربي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أحمد الحربي
البحث عن كل مشاركات أحمد الحربي