حرم الله أكل مال اليتيم والقرب منها حيث قال تعالي (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) [الإسراء: 34].
وقال: (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً) [النساء: 2].
فقال: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) [النساء: 10]،
أي إذا أكلوا مال اليتامى بلا سبب، فإنما يأكلون في بطونهم ناراً تتأجج في بطونهم يوم القيامة.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هن؟
قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف،
وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات"
بعد النظر لتلك الأدلة القاطعة بحرمة أكل مال اليتيم للآسف نجد إن الكثيرين يستهينون بأكل أموالهم , ومن غير أن يرف لهم جفن .
مشكلة منذو الأزل ولاتزال إلى زمننا الحاضر , نرى اليتيم بحاله رثه وقد يصل لحد الأستجداء بينما القائم عليه يأكل ماله ويتمتع به
ويجحف حقه ويحلف أنه لم يورث شيئاً , والبعض يدعي إنه يحفظه له حتى يبلغ الحلم أو أنه يتاجر به ليزيده وكلها حجج واهية عارية من الصحة
إنما طغى على قلوبهم الطمع وأستباحوا أكل ماحرم الله .
قصص كثيرة سمعناها وعايشنها عن طرق وسبل أكل مال اليتيم سأقص عليكم بعضها لنرى مدى تجبر بعض القلوب وقسوتها نسأل الله السلامة
هناك شاب كان يقوم على خدمة والده إلى أن مرض الشيخ وأقعد من المرض ففوضه بمتابعة أموره المالية بالبنوك وإدارة الأسهم والأشراف
على أملاكه وصرح لتلك الجهات إن إبنه ينوب عنه بجميع الأمور لثقته به ,
فعندما توفى الله الشيخ وبلغ الأبن بالخبر بنفس اللحظة وقبل إنتشار الخبر ذهب للبنك وسحب مابه من سيولة وأخفاه عن أخوته و والدته ثم
أعلن وفاة والده وبدأ يستقبل المعزين وكما هو الحال في مجتمعنا المترابط والله الحمد يتم دفع " عانية " مساعدة لأهل المتوفي فاستولى عليها
بالكامل وأنكر إنه أستلم أي مبلغ من أي شخص فجمع ما أستطاع من أموال وبعد خمس أيام أبلغ أهله بأنه سيسافر لكي ينسى مصابه لأن كل
شيء من حوله يذكره بوالده العزيز الذي لم يذرف عليه دمعة واحدة .
وهناك شخص اأتمن على عقارات خاصة بأخوته ليديرها بحكم إنه الكبير ويحسن التصرف , فكلما أحتاج للمال ذهب للمستأجرين ويأخذ منهم مقدم
الأجار إلى أن استلم مقدم عشر سنوات وحرم أخوته من حقهم بمال والدهم , وعندما يواجه بالأمر يدعي إنه يعاني من تكالب الديون عليه وهذا
هو الحل الوحيد الذي يحميه من السجن .
آخر باع أسهم والده بمئات الألوف من غير علم بقية الورثة وعندما قرروا الورثة تقاسم الأسهم تكفل ببيعها وجلب لهم الأموال وهذي خدمة لهم لأنه
يحبهم ويبحث عن راحتهم , فتفاجأ الجميع إنه قسم عليهم مبالغ يدعي إنها ناتج بيع الأسهم لاتتعد الثلاثين الأف ريال , وعند مواجهته بشكوكهم
رفض أن يحضر أي أوراق رسمية بقيمة بيع الأسهم وغضب وقال : أنتم تخونوني وأنا قائم أمين عليكم ..؟ سبحان الله
وهناك قصص كثيرة تدمي القلوب وتدمع لها العيون , قصص ليتامى يعيشون على الضمان الأجتماعي ويقاسوا القلة والحاجة والقائمين عليهم
يتنعمون بأموالهم بالباطل ولا يشعرون بتأنيب الضمير أو خوف من لقاء الله أو جزء يلقونه بالأخرة .
هل نحن أصبحنا بزمن المادة .؟
هل أصبح الكل يبحث عن مصدر المال دون التفكير عن ما إذا كان حلال أو حرام .؟
هل هانت عليهم أنفسهم وهم يعلمون إن أخرتهم عذاب لايطاق ولمجرد متعة دنيوية زائلة .؟
موضوع آلمني كثيراً أحببت أن أطرحه بين أيديكم , لعل الله يهدي به قلب مسلم ضال وأكل مال يتيم متحجر القلب .
بقلمي
أم محمد
2011-05-18, 11:23 AM
قصص تدمي القلب
العرض العادي
