تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الرحلات والسياحة والأجهزة البرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2015-04-22, 10:06 PM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي ( .. قلعة مارد بمنطقة الجوف حكاية تاريخ وقصة حضاره .. )





حينما وجهت العليا للسياحة دعوتها المفتوحة لزيارة منطقة الجوف، كان في جعبتها الكثير من الرهانات التي تستحق لأن تسكب في بوتقة المشاركة الفاعلة في صناعة سياحة سعودية واعدة بكل المقاييس، فقد اعتمدت هيئة السياحة في دعوتها للسياح والزائرين للقيام برحلة استكشافية لمنطقة الجوف على أهم عناصر الجذب السياحي المتمثلة بإنسان الجوف "البشوش" والسباق دائما للاحتفاء بضيوفه وفقا لقيمه الإنسانية والحضارية المتجذرة في نفسه المليئة بالترحاب دائما، لترفد بذلك جملة من المقومات السياحية الواعدة لمنطقة الجوف تأتي في مقدمتها الميزات النسبية لموقع الجوف الجغرافي وعناصر صناعة السياحة الاستشفائية وأخرى، تتصل بما تمتلكه الجوف من مخزون هائل من ثروات طبيعية وأثرية وبيئية لا تضاهى.
وسط حفاوة أبناء الجوف وترحابهم الذي لم ينقطع لحظة.. وأضافة تمرات (حلوة الجوف) ورشفات القهوة العربية إلى نكهتها مذاقا ورائحة خاصة تنفس معها الحاضرون عبق التراث العربي الأصيل.
وعقب ليلة حافلة بالسمر حول نار الغضاء.. اتجه الجميع لقضاء ليلتهم وقد علقت في أذهانهم قصة جسد فيها أبناء الجوف لوحة شعبية قل أن تجد لها شبيه.. اتصفت بروح البساطة والكرم والمرح الذي غلفته ابتسامة عريضة كانت ولم تزل السلعة الأثمن التي يقدمها أهالي الجوف لضيوفهم من دون مقابل.





قلعة مارد: قلعة شامخه تمتلك بناء مميزاً ومختلفاً يختبئ خلف أسوارها العديد من قصص التاريخ وحكاياه، فهي قلعة أثرية يعود أقدم ذكرها إلى القرن الثالث ميلادي، أبهرت الزوار بشموخها وثبات بنيانها، فهي تتكون من طابقين: السفلي من الحجر والعلوي من الطين، ويعود تاريخها إلى ألف وثمان مائة سنة، فهي تشكل حصناً منيعاً شبه دائري، وهي عبارة عن قلعة مسورة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة، وأعيد بناء بعض أجزائها، حيث شكل البناء الأصلي مستطيلاً، في شكلها العام بداخلها أربعة أبراج مخروطية الشكل لها مداخل متنوعة تحصينها حربي فريد.. غرف القلعة بنيت من طابقين وبشكل هندسي جميل، وأضيف لاحقاً بعض الغرف الإضافية، وهناك داخل أسوارها بئر عميق لتزويدها بالماء يبلغ ارتفاعها ألفي قدم بالقرب منها مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل إنه بناه وهو في طريقه إلى فلسطين «إنها قلعة مارد» التي تقع في شمال المملكة العربية السعودية وبالتحديد فوق ربوة في دومة الجندل في منطقة الجوف تحديداً، وهذه القلعة تشرف على المدينة وتعتبر من أهم آثار منطقة الجوف، وقد كشفت الحفريات القليلة والتي جرت على الجزء الأسفل من القلعة عام 1976م كشفت عن بعض الخزفيات النبطية والرومانية التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد

يرجع تاريخ مدينة دومة الجندل وقلعة مارد الى اكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الآشوري خصوصاً ان هناك نصوصاً مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعود الى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل بوصفها عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل تلخونو وتبؤة وتارابوا وزبيبة وسمسي، حتى ان تغلث فلاشر الثالث 727 - 744 ق، م وسرجون الثاني 705 - 721 ق، م في ذكرهما للجزية التي ارسلها لهما ملوك الدول المجاورة يضعان الملكة سمسي على مستوى واحد مع فرعون مصر وان آمار السبئي وهذا المركز الرفيع الذي تبوأته دومة الجندل يمكن ان يفسره القول بأن بعض الآلهة مثل «دلبات واشتار اتارسامين» كانت لها تبعية وامتياز عظيمات في شمال الجزيرة العربية في ذلك الوقت ومن المعروف انه كان لدلبات معبد هام في دومة الجندل، ولكن النصوص لم تحدد الزمن الذي بنيت فيه قلعة مارد او من قام ببنائها




ويذكر الرحالة الواس موسيل ان الملكة سمسي ملكة دومة الجندل قد اثارت نقمة الحاكم الآشوري «تغلات فلاشر 732 قبل الميلاد» بعد مساعدتها لملك دمشق ضد الاشوريين فما كان منه الا ان جهز حملة عسكرية لاخضاع الملكة العربية، وقد ذكر النص الاشوري ان الملكة سمسي قد اصيبت بخسائر فادحة جداً اذ قتل الف ومائة رجل وثلاثون الف جمل وعشرون الفاً من الماشية، وقد دعم خبر الانتصار هذا بأن صوراً على اللوح الذي ورد فيه الخبر منظر فارسين اشوريين يحملان رمحين ويتعقبان اعرابياً راكباً جملاً، وتحت اعقاب الفارسين وامامهما جثث الاعراب الذين خروا صرعى على الأرض. وقد ذكر ان الآشوريين وجهوا اهتمامهم الى دومة الجندل مرة أخرى حينما هاجم الملك سنحاريب دومة الجندل سنة 689 قبل الميلاد، كما هاجم البابليون المدينة كالهجوم الذي شنه الملك البابلي «نبوخذ نصر» على قبيلة قيدار والهجوم الذي شنه الملك البابلي نابونيد 556/539 قبل الميلاد على دومة الجندل في السنة الثالثة من حكمه.
ويذكر المؤرخون ان الملكة العربية الشهيرة زنوبيا التي حكمت تدمر بين 267 و272م قد غزت دومة الجندل لكن قلعة المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن من اقتحامها فعادت من حيث اتت وقالت قولتها الشهيرة: «تمرد مارد وعز الأبلق».

وتختلف آراء علماء اللغة والتاريخ والجغرافيا في معنى كلمة (دُومة) فمنهم من ينسبها إلى أحد أولاد إسماعيل عليه السلام، على اختلاف بينهم هل هو (دُومة) أم (دُوماء) أو (دُما) أو (دُمة) أو (دُوما) أو (دُوام). والبعض الآخر يرجع هذه التسمية إلى أصل نباتي فيقول: بأن هذه التسمية (دُومة) مشتقة من نخلة (الدَّوم).
بينما الراجح - في نظري - هو أن كلمة (دُومة) يونانية الأصل وتعني (الحصن).
وإن مما لاشك فيه أن دُومة الجندل تعد من المدن الموغلة في التاريخ، ولِقِدَمِ تاريخ هذه المدينة نسبها البكري (ت487ه) إلى أحد أولاد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
ويقول ياقوت الحموي (ت626ه): إن دُوماء بن إسماعيل هو أول من سكن موضع دُومة الجندل وبنى بها الحصن فنسبت إليه، بينما يرى سباهي زاده (ت 997ه) أن الذي نزلها هو دُومة بن أنوش بن آدم عليهما السلام.
وتذكر لنا بعض الروايات التاريخية أن ذا القرنين كان ينزل دُومة الجندل حتى مات فيها، ويرى بعض المستشرقين أن قبره يقع في حي دُومة الجندل القديم، ولاتزال إلى وقت قريب تعرف احدى الصخور الضخمة التي تقع قرب حصن مارد باسم قبة ذي القرنين حتى جاءت حملة الدولة السعودية الأولى على الجوف سنة 1208ه وقامت بهدمها كما ذكر ذلك ابن غنام.
ولقد ورد ذكر دُومة الجندل في العصر الآشوري (911- 612ق.م) تحت مسمى أدوماتو (Adomato) وكان يحكمها في ذلك الوقت الأمير العربي جندب الذي قاد معركة قرقر ضد الآشوريين وملكهم شلمنصر الثالث (858- 824ق.م) وهزم، والتي كانت في سنة ( 854ق.م)، ثم خلفته الملكة زبيبة على حكم دُومة الجندل والتي دفعت الجزية للملك الآشوري تغلات فلاصر (744- 727)ق.م





وحكمت الملكة شمسة دُومة الجندل بعد الملكة زبيبة، والتي دفعت الجزية للملك الآشوري تغلات فلاصر جمالاً ونوقاً بدلاً من الذهب والفضة، وذلك بعد هجومه على دُومة الجندل سنة ( 732ق.م).
ولقد استمرت الملكة شمسة بدفع الجزية للملك الآشوري تغلات فلاصر وخَلَفَهُ الملك الآشوري سرجون الثاني (724- 705ق.م) الذي قام بعدة حملات تأديبية على دُومة الجندل، ثم حكمت الملكة يثعة دُومة الجندل بعد الملكة شمسة، والتي استهلت عهدها بمساعدة القبائل الكلدانية على الثورة ضد الملك الآشوري سنحاريب (705- 681ق.م) الذي هزمهم سنة ( 703ق.م) ولُقِّبَ بملك العرب والآشوريين عندما استطاع اخضاع دُومة الجندل وقام بنقل أصنامها إلى نينوى عاصمة بلاده.
وبعدما تولى الملك الآشوري سرحدون (680- 669ق.م) عرش آشور وضع على دُومة الجندل رجلاً يدعى خزائيلي سنة ( 680ق.م) مقابل جزية قدرها خمسة وستون جملاً يدفعها له كل سنة.
وبعد وفاة خزائيلي سنة ( 675ق.م) حكم دُومة الجندل ابنه الطائع الذي اعترفت به آشور حاكماً على دُومة الجندل مقابل جزية معلومة، لذا كرهه أهل دُومة الجندل وثاروا عليه بزعامة شخص يدعى وهب، والذي أسره الملك الآشوري وحمله إلى نينوى، فعاد الطائع إلى حكم دُومة الجندل غير أنه هذه المرة لم يعترف بآشور التي أرسلت له جيشاً هو الآخر مما جعله يهرب إلى صحراء دُومة الجندل (النفود). إلا أن الطائع عاد من الصحراء وقدَّم اعتذاره لملك آشور فعاد لحكم دُومة الجندل وأعيدت له أصنامها، ولم يلبث أن ثار على ملك آشور بعد عودته إلى حكم دُومة الجندل أربع مرات، يعود بعد كل مرة ويعتذر لملك آشور في نينوى، وهناك سجنه ملك آشور بعد المرة الرابعة ووضعه في قفص عند أبواب نينوى على طريق المارة








وهكذا كانت دُومة الجندل هدفاً حاول الآشوريون بسط نفوذهم عليه، لكن مقاومة أهلها البواسل حالت دون تحقيق ذلك، وهو ما جعل ملوك آشور يكتفون في النهاية بعقد أحلاف مع أهلها لضمان استمرارية مصالحهم في تلك المنطقة.
وقد كان لدومة الجندل ذكر في العصر البابلي (725- 539ق.م)، حيث وجه إليها الملك البابلي نبوخذنصر (604- 561ق.م) حملةً عسكريةً في سنة (599ق.م).
كما ورد ذكرها في سجلات الملك البابلي نابونيدس (556- 539ق.م) الذي قاد حملةً عسكريةً أخرى على دُومة الجندل وتيماء سنة ( 553ق.م) واستولى خلالها على شمالي جزيرة العرب حتى مدينة يثرب (المدينة المنورة)، واتخذ من مدينة تيماء مقراً لحكمه.
وفي سنة ( 539ق.م) سقطت الدولة البابلية على يد قورش الإخميني الذي حكم في الفترة (559- 529ق.م)، والذي عارضه ملك قدير في دُومة الجندل المعروف باسم جشم بن شهرو سنة ( 444ق.م).





التوقيع:
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2015-04-22, 11:35 PM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي


وكان لدُومة الجندل ذكر في العصر اليوناني (333- أوائل القرن الرابع ق.م)، حيث ورد ذكرها في كتابات بطليموس اليوناني تحت مسمى دُوميثة (Doumatha) مشيراً إليها بأنها منطقة غنية اقتصادياً، وذات حضارة ونفود كبير في شمالي بلاد العرب.
وتدلنا مخلفات المزارع والأبراج والكتابات الرومانية والنبطية الموجودة في دُومة الجندل وما حولها على الازدهار الذي وصلت إليه دُومة الجندل في عصر الأنباط ( 312ق.م-106م) والرومان (272-626م)، حيث وجدت آثار نبطية في قلعة مارد منها عملات نقدية ومسكوكات وفخار مزخرف، وكذلك وجدت كتابات نبطية قرب مدينة سكاكا.
وتعد بئر سيسرا الحجرية من استخدامات الأنباط في المنطقة، كما وجدت العديد من الآثار الرومانية في موقع الطوير قرب دُومة الجندل.






وتذكر لنا المصادر التاريخية أن ملكة تدمر الشهيرة بزنوبيا قامت بحملة عسكرية على مدينتي دُومة الجندل وتيماء في القرن الثالث الميلادي، وبعدما عجزت عن الاستيلاء عليهما قالت مقولتها الشهيرة: (تمرَّد ماردٌ وعزَّ الأبلق) فصارت مثلاً لكل شيء يمتنع ويستعصي، ويدلنا ذلك على القوة التحصينية والمناعة التي كانت تتمتع بها دُومة الجندل في ذلك الوقت.
ووردت في بعض المصادر التاريخية إشارة إلى أن زعيماً يدعى امرؤ القيس حكم مدينة دُومة الجندل في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الميلاديين، بعد أن انتقل إليها من شرق الجزيرة العربية، وجعل من دُومة الجندل قاعدة لملكه الذي امتد حتى شمل بلاد الأردن وجزيرة تاران في البحر الأحمر قرب خليج العقبة.
بعد ذلك واجهت دُومة الجندل عدة حملات عسكرية أدت إلى هدم حصونها وأسوارها فأصبحت فترة من الزمن وهي خراباً ومدينة مهجورة، حتى أعاد الأكيدر بن عبدالملك الكندي بناءها وزراعتها فكان بحق المستحق لأن يكون ملكاً عليها حتى جاء الإسلام دون منازع.





وفي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم (1-11ه) نجد أن قبائل دُومة الجندل كانت ضمن من عرض الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ودعوته عليها قبل الهجرة في مواسم الحج غير أنهم أبوا نصرته خوفاً منهم على تعطل مصالحهم مع قريش العدو اللدود للرسول صلى الله عليه وسلم. وقد تعرضت دُومة الجندل لثلاث حملات عسكرية في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، الأولى: غزوة قادها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه في الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول للسنة الخامسة من الهجرة، والتي كان نتيجتها هروب أهل دُومة الجندل لما سمعوا بها إلى صحراء دُومة الجندل، وأسفرت عن إسلام رجل من أهل دُومة الجندل. أما الثانية: فكانت سرية وجهها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى دُومة الجندل بقيادة عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه في شهر شعبان من السنة السادسة من الهجرة، والتي أسفرت عن إسلام كبير أهل دُومة الجندل - في ذلك الوقت - الأصبغ بن عمرو الكلبي وزواج عبدالرحمن بن عوف من ابنته تماضر. وكانت الثالثة: عبارة عن سرية انطلقت من غزوة، ففي السنة التاسعة من الهجرة غزا الرسول صلى الله عليه وسلم تبوكاً، وخلال تلك الغزوة أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم خالداً بن الوليد رضي الله عنه وقال له: إذهب إلى ملك دُومة الجندل إنك ستجده يصطاد البقر (المها)، وفعلاً جاء بالأكيدر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فعقد معه الرسول صلى الله عليه وسلم عهداً، وذلك بعدما قام خالد بن الوليد بتحطيم صنم دُومة الجندل (وَد) إيذاناً بانتهاء الوثنية فيها.





وكان أهل دُومة الجندل ضمن من وفد وقدم إلى المدينة في السنة التاسعة من الهجرة لتبايع الرسول صلى الله عليه وسلم على الولاء والإخلاص، وفي مقدمتهم وفد قبيلة بني كلب، والسكون من كندة.
وفي عصر الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم (11-40ه) كانت حملة عياض بن غنم وخالد بن الوليد رضي الله عنهما على دُومة الجندل في السنة الثانية عشرة من الهجرة، والتي انتهت بمقتل الأكيدر بن عبدالملك - حاكم دُومة الجندل - وسقوط الحكم السكوني فيها.
وفي دُومة الجندل مسجد قديم يقال له: (مسجد عمر) ينسب بناؤه إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث يقال: إنه بناه عندما كان عائداً من بيت المقدس في السنة الخامسة عشرة من الهجرة.
وفي دُومة الجندل - أيضاً - وقع التحكيم المشهور بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في سنة سبع وثلاثين من الهجرة؛ وذلك لأن دُومة الجندل وأهلها لزموا الحياد في صراع علي مع معاوية رضي الله عنهما حتى كان عام الجماعة سنة (41ه) فبايعت دُومة الجندل ضمن من بايع من المسلمين لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه خليفةً للمسلمين



وفي عصر الدولة الأموية (41-132ه) كان لقبائل دُومة الجندل - خصوصاً) بنو كلب والسكون من كندة - أثر في الحياة السياسية لذلك العصر حتى أطلق عليه بعض المؤرخين: عصر عزِّ بني كلب، فساهمت في قمع العديد من الحركات والثورات الخارجة على بني أمية، وكان لها الأثر الواضح في ضبط بعض الجوانب الإدارية للدولة الأموية، كما أسهمت تلك القبائل في إثراء حركة الجهاد والفتح الإسلامي في ذلك العصر، خاصة فيما يتعلق بحروب المسلمين مع الدولة البيزنطية، وذلك بحكم قِدَم معرفة أهل دُومة الجندل بالدولة البيزنطية

التوقيع:
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2015-04-22, 11:59 PM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي

وفي العصر الأموي - أيضاً - هاجر أغلب سكان دُومة الجندل إلى بلاد الشام بما فيها: (الأردن، دمشق، فلسطين) بحكم مصاهرتهم لخلفاء الدولة الأموية ولأسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها هنا.
ولما سقطت الدولة الأموية على يد بني العباس سنة (132ه) عاد أغلب أهلها الذين هجروها إليها بسبب الاضطهاد الذي منوا به على يد خلفاء الدولة العباسية (132-656ه).







وفي شهر ربيع الأول سنة (351ه) مرَّ المتنبي الشاعر المعروف بدُومة الجندل خلال هروبه من مصر عندما كان متجهاً نحو العراق فذكر في قصائده بعض المدن والمواضع الواقعة ضمن الحدود الإدارية لدُومة الجندل، والتي منها:


طُردت من مصر أيديها بأرجلها
حتى مرقن بنا من جوشٍ والعلم
وقال أيضاً:
وجابت بُسيطة جوب الرَّداء
بين النَّعَام وبين المها
إلى عُقدة الجوف حتى شَفَت
بماء الجِرَاوِيَ بعض الصدا
ولاحَ لها صورٌ والصَّبَاح
ولاحَ الشَّغور لها والضَّحَا
وقال أيضاً:
بُسيطة مهلاً سُقيت القطارا
تركت عيون عبيدي حيارا
فظنوا النعام عليك النخيل
وظنوا الصوار عليك المنارا
فأمسك صحبي بأكوارهم
وقد قصد الضحك منهم وجارا







وبعد الزحف المغولي على بغداد وإسقاطهم للدولة العباسية سنة (656ه) أصبحت دُومة الجندل ضمن منطقة الحياد التي كانت بين الدولة المغولية التي نشأت في العراق بعد سقوط بغداد وبين دولة المماليك (658-923ه) التي استطاعت صد الزحف المغولي على البلاد الإسلامية في معركة عين جالوت سنة (658ه).
وبقيام دولة المماليك - التي اتخذت من القاهرة في مصر عاصمة لدولتها - زاد التهميش لدُومة الجندل كما هو حاصل لبقية مناطق الجزيرة العربية عدا مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك لما بقي لهما من أهمية دينية تتمثل في نيل شرف الخطبة على المنابر خاصة في مواسم الحج، لا سيما وأن خلفاء الدولة المملوكية عبارة عن مماليك عبيد بحاجة إلى ما يدعم سلطتهم الشرعية.



مئذنة مسجد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )



وإلى جولة في المسجد من الداخل









ورغم كل هذا فإن دُومة الجندل حافظت على أهميتها كعاصمة لمنطقة شمالي الجزيرة العربية، وذلك لما أضفاه لها موقعها الاستراتيجي المتوسط فيما بين بلاد العراق وبلاد الشام وبين بلاد الحجاز فكانت تمر بها أهم الطرق التجارية وطرق الحج العراقية والشامية خلال تلك الفترة الزمنية.
وظلت دُومة الجندل عاصمة لمنطقة واسعة النطاق منذ ما قبل الإسلام وحتى دخلت هذه المدينة في حقب التاريخ الحديث، وفي أوآخر القرن الثالث عشر الهجري دخلت هذه المدينة في حكم الدولة العثمانية (923-1343ه)

ولكن بعد الضعف الذي ساد خلفاءها المتأخرين بدأت الأقاليم تأخذ استقلاليتها، فكان أن وقعت منطقة دُومة الجندل بقراها وهجرها بين فكي كمَّاشة مزقتها كل ممزق، وجعلت منها نتفاً صغيرة وقرىً مبعثرة لا رابط بينها سوى الصراعات الدموية والعرقية التي سادت المنطقة بشكل عام. ذلك أن حكام حائل (آل علي، ومن بعدهم آل رشيد) أرادوا بسط نفوذهم على المنطقة عموماً فشنوا الكثير من الحملات العسكرية عليها، وفعلاً تم لهم بعض ما أرادوا، فاستطاعوا ضم مدينة (دُومة الجندل وسكاكا وقارا) إلى نفوذهم.
وكذا أراد (آل الشعلان) في قرية كاف ووادي السرحان بسط نفوذهم على المنطقة، فكان أن قاموا ببعض الحملات العسكرية عليها وسيطروا على الأجزاء الشمالية لدُومة الجندل، وأصبحت دُومة الجندل تعيش صراعات بين آل رشيد وآل الشعلان، وتستقر هذه الحالة في بعض الأوقات: كفترة ضم الدولة السعودية الأولى لها (1208-1233ه) والدولة السعودية الثانية (1240-1309ه) وفيما عدا ذلك تعود دُومة الجندل لتكون مسرحاً لتلك الصراعات ،
إلى أن توحدت مع بقية أقرانها في شبه الجزيرة العربية تحت لواء واحد
بقيادة الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى


التوقيع:
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2015-04-23, 12:03 AM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي


أترككم الآن مع مجموعة صور ليست بالقليلة لقلعة مارد من الخارج والداخل
وما أضيف إليها من بُنى وتحسينات تجميلية أضفت على القلعة رونقاً جميلاً للجذب
فأصبحت لا تكاد تخلوا من تواجد أهل المنطقة عموماً
والسائحين والزائرين والمسافرين من خارج المنطقة






























والآن بداية الدخول إلى قلب القلعة







في مشهد تاريخي وماضي جميل ينقلك إلى حقبة زمنية مضت
كانت هذه القلعة في يوماً تعج بالحياة بساكنيها
حيثُ تعيش اللحظة التاريخية وكأنها حاضراً يتجسد في كل ركن وزاوية من زوايا القلعة حينما تقف قدميك على جزئياته

هنا وفي الصور أدناه نرى البئر التي كان يستخدمها سكان القلعة
والتي تقع في نطاق السور الخارجي
بحيث كانت تستخدم في أوقات الرخاء وأوقات الشدة
وهي لا زالت تنضح بالمياه ويُسمع صوت خرير الماء عند الإقتراب منها







من هنا سنبدأ بالتدرج بالصعود إلى أعلى القلعة
مع وقفات هنا وهناك لأخذ بعض الإلتقاطات في زوايا محددة
لا يمكن أن تمر دون أن تكون للعدسة ومضة في أنحائها



























إطلالة من أعلى القلعة على محيطها الأثري والذي كُنا في جولة فيه
في المشاركات أعلاه



















التوقيع:
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2015-04-23, 01:01 AM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي















































التوقيع:
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2015-04-23, 01:09 AM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي



وأينما اتجهت تُطل عليك قلعة مارد تعلوا شامخة فوق ثرى الجوف
تروي قصصاً وحكايا من التاريخ العابق بالكثير من روايات السلم والحرب





















التوقيع:
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2015-04-23, 01:23 AM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي





وهنا جولة في سوق القلعة للمقتنيات التراثية والأثرية القديمة
والذ تم إنشاءه حديثاً خلال عمليات الترميم الشاملة للقلعة ومحيطها








وإطلالة بمنظر جميل للقلعة مع غروب شمس ذلك النهار






التوقيع:
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2015-04-23, 03:18 AM
الصورة الرمزية تركي الوايلي
تركي الوايلي تركي الوايلي غير متواجد حالياً
محلل تنبؤات الطقس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: المنطقة الشرقية
المشاركات: 44,718
جنس العضو: ذكر
تركي الوايلي is on a distinguished road
افتراضي

ما شاء الله
تقرير رائع وشامل
وفعلاَ حضارة وتاريخ
جزيل الشكر والتقدير لك ابوشوق على التوثيق المميز .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2015-04-23, 05:44 AM
الصورة الرمزية رياح الصبا
رياح الصبا رياح الصبا غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: المدينة المنورة
المشاركات: 17,535
جنس العضو: ذكر
رياح الصبا is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله تبارك الله
تراث وحضارة قيمه
أسأل الله ان يجزل لك الاجر والمثوبة على التقرير المميز
الذي اعتبره مرجع لماً ارد الذهب الى هناك حيثُ الصور والمعلومات التي تتعلق بالقلعة الله يجزاك خيرا اخي نزيه
ورحم الله والديك

تميز و5نجوم ويُثبت

التوقيع:
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 2015-04-23, 05:55 AM
المهذب ع المهذب ع غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: تيماء
المشاركات: 2,318
جنس العضو: ذكر
المهذب ع is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك الف عافيه تقرير روعه وسبحان الله على كثر جياتى للجوف ماجيته الى مره وعلى السريع بحول الله لها رحله خاصه محبك المهذب ع تيماء التاريخ والحضاره ايضا

رد مع اقتباس
إضافة رد


المتواجدين الآن بالموضوع : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 05:02 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010