تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الموضوعات العامة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2011-11-29, 10:40 AM
فارس الغربيه فارس الغربيه غير متواجد حالياً
عضو موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 3,222
جنس العضو: ذكر
فارس الغربيه is on a distinguished road
افتراضي البشارات في الكتب السابقه

البشارات في الكتب السابقة
الحمد لله، وأصلي، وأسلم على رسول الله، وبعد:
نتكلم في هذه الحلقة عن معجزة أخرى من معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبينةٍ من بينات رسالته، هذه البينة هي البشارات في الكتب السابقة عند أهل الأديان، فهذه البشارات هي بمثابة الإعلان والبلاغ المسبق من الله عز وجل، ومن الرسل إلى الأمم، والشعوب، بمقدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
هذه البشارات الحكمة منها أن لا يحدث انقطاع في الهدى الإلهي، فإذا جاء نبي جديد فلا يقابله أتباع النبي السابق بشيء من البغضاء، والعداوة، والتعصب الذميم، بل يشعرون أنه امتداد لتلك الهداية، فيزول اللبس بين الأمم، وتتواصل الهداية الإلهية، ويشعر الجميع أنهم أمة واحدة، كلهم أبناء آدم عليه السلام، وإلى ذلك تشير هذه الآية قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِي]المؤمنون:51-52].
وأخذ الله الميثاق على النبيين كما أخبر سبحانه في كتابه أنه أخذ عليهم ميثاق إذا جاء محمد وهم أحياء فعليهم أن يؤمنوا به، وأن يتبعوه، وأن يعلِّموا أممهم وشعوبهم ذلك قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ]آل عمران:81], أي أخذتم عهدي على ذلك، قالوا: نعم, فقال: إذا فاشهدوا، وأنا معكم من الشاهدين على ذلك العهد.
وهذا سيدنا عيسى عليه السلام يبشر بمقدم محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه يأتي من بعده مباشرة، ويرسل المبشرين بوظيفة التبشير بمقدم محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ]الصف:6].
وعن جبير ابن مطعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنا لي أسماء أنا محمد،وأنا أحمد، وأنا الماحي، الذي يمحى الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب"(1). فقيل "أحمد" منقول من الصفة أي أنه أكثر حمداً لله، فعيسى عليه السلام مصدق بالبشارات به، لأنه أيضا بشر به، وهكذا كان التبشير، فهو مصدق بما عندهم، وهو مبشر بعد ذلك بمقدم محمد صلى الله عليه وسلم، وليس هذا عند عيسى فقط، بل وعند الأولين خبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ]الشعراء:196]., أي في كتب السابقين، ولذلك سنرى ذكرىً لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم عند بعض أهل الأديان الذين لهم شبة كتاب، ويذكرون محمداً صلى الله عليه وسلم.
وأما علماء بني إسرائيل فكانوا على علم تام بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبصفاته، يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ولقد استدل القرآن عليهم بذلك، وذكرهم به فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ]البقرة:146], ولذلك رأينا حادثةً تثير الإنتباه وهي: أن أهل المدينة كانوا أسبق إلى الإسلام من أهل مكة، صحيح أوائلهم هم أوائل المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم، لكن مكة بمجموعها لم تقبله، أما المدينة فاستقبلت الرسول صلى الله عليه وسلم، ما هو السبب؟
لنرى ذلك فيما أخرجه ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو نعيم، والبيهقي من طريق عاصم ابن عمر ابن قتادة الأنصاري، وهو من أهل المدينة -قتادة الأنصاري-، قال حدثني أشياخ منا- أي من مشايخ الأنصار- قالوا لم يكن أحد من العرب أعلم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم منا، لأن معنا يهود، وكانوا أهل كتاب، وكنا أصحاب وثن، وكانوا إذا بلغهم منا ما يكرهون، قالوا إن نبياً ليبعث الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وأرم، فلما بعث الله الرسول صلى الله عليه وسلم اتبعناه, وكفروا به, ففينا والله، وفيهم أنزل الله تعالى: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا]البقرة:89].
وبسبب وجود اليهود بالمدينة، وسكنهم مع العرب فيها، كانت إذا وقعت المشاكل يتهددونهم، ويقولون لهم هذا زمن نبيٍ سيظهر الآن، وسنتبعه، ونقتلكم، ليخافوا، ويترددوا.
والآية بأكمها التي سجلها الله في القرآن الكريم على اليهود، وأسمعهم ما سجل، فما أنكر منهم أحد ما سجل عليه، وقد سجل عليهم بأقوى عبارة وبتشنيع، ولو كان الذي سجل في القرآن، ولم يقع، لكان ذلك باعثاً لليهود أن ينكروا، ويقولوا أبداً ما حدث ذلك؛ لكن لم ينكروا ذلك, فعلم المؤمنون أن ما ذكر في القرآن الكريم هو الحق، وعلم كذلك اليهود أنه الحق، فسكتوا كما قال تعالى: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ
]البقرة:89].
ما هو السبب في كفر اليهود؟
السبب أنهم من أبناء إسحاق، ويعتقدون أنهم الأفضل، ولأنهم من أبناء حرة، والعرب من أبناء إسماعيل، ويعتقدون أنهم أقل منهم شأناً، ولأنهم من أبناء إسحاق, وكلهم من أبناء إبراهيم عليه السلام، فلما جاء الرسول من أبناء إسماعيل، وليس من أبناء إسحاق، وليس من أبناء إسرائيل، دخل في نفوسهم الكبر، وحاولوا أن يدفعوا ما يعلمون لذلك قال تعالى: ﴿ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ]البقرة:90].
وقد قيل إن الغضب الذي نزل عليهم بسبب عبادتهم للعجل، وكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكفرهم بالمسيح عليه السلام، وكفرهم بمحمد عليه الصلاة والسلام.
وكان المؤمنون بالمدينة لا ينسون لليهود هذا الموقف، فكانوا إذا التقوا بهم يقولون لهم أما كنتم تقولون لنا، وتقولون، وتقولون، فيحرج اليهود، فيقولون آمنَّا، ثم إذا رجعوا إلى بعضهم، قالوا كيف تعترفون لهم؟ فسجل الله عليهم ذلك, وأسمعهم ما سجل عليهم فقال تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ]البقرة:76-77].سبحان الله!! يعتقدون أنهم من أبناء الله، وأحبائه، وأن الله لا يعاقبهم إلا إذا شهد عليهم آخرون، أما إذا كانت المسألة لله، فإن الله سيجاملهم.
ولكن ما كان هذا الموقف هو موقف جميع اليهود، فمن اليهود بل من علمائهم وغيرهم من أسلم، وقد ذكر أن عدد الذين أسلموا من اليهود قد وصل إلى مائة. أخرج ابن جرير، وأبو يعلى، والطبراني، والحاكم وصححه عن عوف ابن مالك الأشجعي، قال: أنه ذهب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كنيسة لليهود، يوم عيدهم، فدعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الشهادتين، فلم يستجيبوا، فانصرف الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا برجل من خلفه، فقال: كما أنت يا محمد.
فأقبل ذلك الرجل. فقال: أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود.
فقالوا: والله ما نعلم رجل فينا أعلم بكتاب الله، ولا أفقه منك، ولا من أبيك، ولا من جدك.
شهدوا له، واعترفوا بأنه أعلم، هو، وأبوه، وجده.
فقال: فإني أشهد بالله، أنه النبي الذي تجدونه مكتوباً في التوراة، والإنجيل.
فقالوا: كذبت.
ثم ردوا عليه، وقالوا شرا, وفيه نزل قول الله تعالى:﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ]الأحقاف: 10].

النصارى والبشارات:
أما النصارى فقد كان هناك خلق كثير دخلوا في دين الله، بسبب هذه البشارات.
ورقة ابن نوفل:
فهذا ورقة بن نوفل كان من النصارى، وأول ما سمع الخبر من النبي صلى الله عليه وسلم، تمنى أن يكون شاباً يوم أن يخرجه قومه، لينصره(2), ثم قال: هذا هو الناموس الذي كان ينزل على موسى، وعيسى .
النجاشي ( ملك الحبشة ):
وهذا نجاشي الحبشة عندما جاءه وفد من المسلمين، وقرأ عليه جعفر بعض آيات من سورة مريم، فآمن، وأسلم، وقال: إن هذا القرآن، وما جاء من وحي إلى سيدنا موسى، وعيسى، إنهما ليخرجان من مشكاة واحدة(3) .
وفود النصارى:
وجاء وفود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وناقشوه، فلما كانوا يجلسون معه، تفيض عيونهم من الدمع، لما عرفوا من الحق فيؤمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هؤلاء النصارى قال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَوَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ]المائدة:82-83].
وقد دخلت شعوب من النصارى في دين الله عز وجل، ولا شك أن هذه البشارات لها الأثر في دخولهم في دين الله، واستمر الدخول في دين الله من علماء اليهود، والنصارى، ومفكريهم، وهو مستمر إلى يومنا هذا، وكذلك نجد البشارات في كتب الهندوس، والبراهمة، ويقال أن هؤلاء البراهمة انتسبوا إلى إبراهيم عليه السلام، عندما مروا على بابل وقت أن كان هناك سيدنا إبراهيم عليه السلام، وأخذوا شيء من العلم منه، من صحفه، ولذلك نجد ذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كتب هؤلاء الهندوس، والمجوس، ومع هذا فقد طرئ تغير على الكتب الموجودة الآن، من التوراة، والإنجيل، وحدث تغيير فيها, وقد ذكر المؤرخون من غير المسلمين ذلك الأمر.
ومع هذا كله ما زلنا نجد في التوراة والإنجيل التبشير بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هناك رسول قادم، التوراة تبشر به، والإنجيل يبشر به.
بعض ما جاء في البشارات:
وهي توضح من هو الذي سأتي بعد سيدنا عيسى عليه السلام؟، من هو هذا الرسول؟، ما اسمه؟ ما صفاته؟
أولاً : التبشير لمقدم هذا النبي.
هناك نبي قادم:
جاء في التوراة في سفر التثنية، الإصحاح الثامن عشر، الفقرة الثامنة عشرة، والتاسعة عشرة «يا موسى إني سأقيم لبني اسرائيل نبياً من إخوتهم مثلك، أجعل كلامي في فيه، ويقول لهم ما أمره به، والذي لا يقبل قول ذلك النبي الذي يتكلم باسمي، أنا أنتقم منه، », هذا موجود عندهم الآن في التوراة، هم يقرأونه، قال: من إخوتهم لو كان منهم من بني إسرائيل، لقال سأقيم لهم نبي منهم، ما قال منهم، وقال من أخوتهم ،هم أبناء إسماعيل، وفي نفس السفر« قال موسى لبني اسرائيل لا تطيعوا العرافين ولا المنجمين فسيقيم لكم الرب نبياً من اخوتكم مثلى فأطيعوا ذالك النبي».
وقد استدل كثير من الكتاب الذين أسلموا من اليهود، والنصارى، فهذا لا ينطبق على سيدنا عيسى عليه السلام ، فهو ليس له أب، وهو لم يمت، وهو ليس صاحب شريعة مستقلة، فالصفات التي تنطبق على سيدنا موسى، تنطبق على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما الإنجيل:
ماذا نرى؟
جاء في إنجيل يوحنا، الإصحاح السادس عشر، الفقرة السابعة، والسادسة عشر «أن خير لكم أن انطلق، لأني إن لم أذهب لم يأتيكم الفارقليط»، هذا موجود في النسخ التي من الطبعات التي لم تحرف بعد،لكن غيرت هذه، و أصبحت المعزي يعني الذي يعزيهم عن سيدنا عيسى.
لكن انظروا ماذا يقول؟
«إن خير لكم أن انطلق لأني إن لم أذهب لم يأتيكم الفارقليط ، فإذا انطلقت أرسلته إليكم، فإذا جاء، فهو يوبخ العالم على الخطيئة، وإن لي كلام كثيراً، أريد قوله، ولكنكم لا تستطيعون حمله، لكن إذا جاء روح الحق، ذلك الذي يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه ليس ينطق من عنده، بل يتكلم بما يسمع، أي أنه يتلقى الوحي، ويتكلم, قال: يتكلم بما يسمع، ويخبركم بكل ما يأتيه» هذا كلام المسيح عندهم في الإنجيل عن الرسول الذي يأتي بعد المسيح، فمن هذا الذي جاء وأخبر بأمر الدين كله، وأخبرهم بأمور المستقبل من غير الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذه عبارة أخرى في إنجيل متا في الإصحاح الواحد والعشرين، العبارات من إثنين وأربعين، إلى أربعة وأربعين« قال لهم يسوع - يقصدون عيسى عليه السلام- أما قرأتم قط بالكتب، الحجر الذي رفضه البناءون، هو قد صار رأس الزاوية من قبل الرب، كان هذا، وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم، إن ملكوت الله ينزع منكم، ويعطى لأمة تعمل أثماره»، وإلى هذا أشار الحديث النبوي "أن بناء النبوة قد اكتمل، إلا موضع حجر فأنا ذلك الحجر"(4).
هنا يقول عيسى عليه السلام لبني إسرائيل: « إن ملكوت الله - وملكوت الله مصطلح بالإنجيل هو الوحي، والهداية الإلهية- ينزع منكم أي ينزع من بني إسرائيل, لكن أين يذهب ؟؟
قال يعطى لأمة تعمل أثماره, أي تعمل به وتحققه.
وإذا تسألنا ما اسمه نرى في التوراة في الإصحاح السادس عشر في المزامير لكن النسخة العبرية أخبرني الأستاذ أحمد ديدات فقال في النسخة العبرية نجد هذه الكلمة: «هكو هكو مامتاكن فيكلو محمد».
فانظروا محمد كما ترون في هذا النص العبري, ولكن لا نجده في ما هو مكتوب باللغة العربية, ذكره الأستاذ أحمد ومعنى النص السابق: «كلامه أحسن الكلام أنه محمد العظيم».
ثم نرى في إنجيل برنابا وهو إنجيل أخرجه قس لاتيني من مكتبة البابا تقريباً في القرن السابع عشر اسمه فرامينو, وهذا الراهب اسلم, ونشر ما في هذا الإنجيل ومما ورد فيه ما يأتي: «وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله».
وأما الهندوس فلهم كتاب مقدس اسمه سمابيدا جاء في الجزء الثاني من الفقرة السادسة والثامنة ما نصه - قبل أن أذكر النص أقول: هذه الفقرات التي أخذتها وتسمعونها مأخوذة من كتاب لعالم مسلم بالهند تتبع الديانات الهندية اسمه تي محمد وألف كتاب سماه "التيارات الخفية في الديانات الهندية القديمة" فتتبعها واستخرج منها هذه النصوص وعزاها كما تسمعون في الجزء الثاني من الفقرات من ستة إلى ثمانية ما نصه-: « أحمد تلقى الشريعة من ربه وهي مملوءة بالحكمة وقد قبست من النور كما يقبس من الشمس ».
وجاء في كتاب مقدس آخر من كتاب الهندوس, الجزء العشرين, الفصل مائة وسبعة وعشرين, الفقرة سبعين ما يلي - اسم هذا الكتاب "ادهروافيدم"- قال: «أيها الناس اسمعوا وعوا يبعث محمد بين أظهر الناس وعظمته تحمد حتى في الجنة ويجلها خاضعة له وهو المحامد» يعني محمد.
وجاء في كتاب هندوسي آخر هو "بغوشي برانم", الجزء الثاني عشر, الفصل ثلاثة, العبارة الثالثة وما بعدها, ما يلي: «في ذلك الحين يبعث أجنبي مع أصحابه بسم محامد الملقب بأستاذ العالم والملك يطهّره بالخمس المطهرات» وهي الصلوات الخمس التي يمحي الله بهن الخطايا.
أما لماذا لا نجد هذا الوضوح في النسخ الموجودة الآن عندنا في التوراة ؟
فيقول المؤرخ الانكليزي الشهير جيفون في الجزء الخامس من كتابه: «إن الأحبار والرهبان حولوا وبدلوا بعد ظهور الاسلام نصوص كثيرة من التوراة والإنجيل».
ويقول أحد الكتاب المسيحيين الذين هداهم الله الى الاسلام وهو الأستاذ بشرى ميخائيل, في كتابه "محمد رسول لله هكذا بشرت الأناجيل": « إن الرهبان حرفوا وبدلوا ويظهر ذلك من اختلاف الطبعات للإنجيل ».
ويقول مطران الموصلي السابق، الذي هداه الله للإسلام، وهو الأب عبد الأحد داود الآشوري في كتابه "الإنجيل والصليب": «أن العبارة الشائعة عند النصارى [الحمد لله بالأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة]لم تكن هكذا من الأول، بل كانت [الحمد الله بالأعالي، وعلى الأرض إسلام، وللناس أحمد ],».
ولكن هذه التغيرات قد حدثت بالتدريج، ومع ذلك نجد أن علماء المسلمين قد رصدوا هذه البشارات، وتكلموا في أزمنتهم عنها، والتي كانت تتكلم عن اسم محمد صلى الله عليه وسلم، فنرى عدداً من علماء المسلمين طوال التاريخ، كانوا يتشاورون، ويتحاورون مع علماء من اليهود، والنصارى، ويتكلمون عن ما عندهم من التوراة، وهم يقولون لهم هذا الموجود عندنا في التوراة، فيناقشونهم عن هذه النصوص، وأخذوا تلك النصوص، وسجلوها في كتبهم، وليس فقط العلماء من المسلمين، بل هناك أيضاً علماء من اليهود، والنصارى، من الذين أسلموا، أخذوا تلك النصوص الموجودة عندهم، وأودعوها في كتبهم، وحفظت كتبهم تلك، وهي موجودة في متناول الناس الآن، وهذه الكتب التي ألفت عبر التاريخ في أزمنةٍ مختلفةٍ، وأماكن متعددة، يذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم فيها صراحةً وبجلاء، ووضوحٍ.
فنجد في مثل هذه النصوص بشارات وأوصاف لممد صلى الله عليه وسلم ،كما في سفر أشعية يقولون: «وما أعطيه لا أعطيه غيره أحمد يحمد الله حمداً» حديثاً يعني رسالةً جديدةً، ودعاة لله، ثم يقول:« يأتي من أفضل الأرض»، وكما جاء أن أحب البقاع إلى الله هي مكة ولولا أن قوم محمد صلى الله عليه وسلم أخرجوه منها(5).
ثم قال: «يأتي من أفضل الأرض، فتفرح به البرية، وسكانها، ويوحدون الله على كل شرف، ويعظمونه على كل رابية» وهذا وضح في أنه يشير إلى الأذان، عندما نقول لا إله إلا الله، نوحد الله على كل شرف، وعلى كل رابية، لأن المسلمين يحاولون أن يكون لهم مكان مرتفع، ليبلغ الأذان.
هذا جاء في سفر أشعية، وهذا ما سجله ابن تيمية في كتابه "الجواب الصحيح على من بدل دين المسيح"، ورأيناه أيضا في كتاب "هداية الحيارى" لأبن القيم الجوزية، وهو متوفى عام751م، وكذلك في "الأجوبة الفاخرة في الرد على الملة الكافرة" للإمام شهاب الدين القرافي المتوفى عام 682م، ونجده عند أبي عبيده الخزرجى المتوفى عام 582م، ونجده عند واحد من القسس من أسبانيا، أسلم، وتوفي عام 832م، وألف كتاباً أسماه "تحفة القريب"، واسمه بعد أن أسلم عبد الله الترجمان، وأيضاً نجد هذا موجود في تخجيل من حرف التوراة، والإنجيل للإمام صالح ابن الحسين الهاشمي المتوفى عام 668م، كما توالى هؤلاء الأئمة على اختلاف أماكنهم، واختلاف أزمنتهم، تناقشوا مع النصارى، ومع اليهود، وسجلوا ما قال لهم هؤلاء، وهم مصادر هؤلاء العلماء، ومنهم من كان قسيس، وسجل ذلك كما رأينا.
معنى ذلك أن الله جل وعلا جعل للنبي صلى الله عليه وسلم بينة، وآية هي موجودة في كتب السابقين، ولو حاول البعض أن يخفيها، فقد أظهرها الله في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعده واطلع عليها علماء المسلمين، ولا تزال في هذه الكتب عبارات واضحة، لم تصل إليها يد التحريف، لا تنطبق إلا على محمد صلى الله عليه وسلم، وبهذا يتجلى الأمر بأن محمداً صلى الله عليه وسلم قد أرسل من عند الله، وأن الله مهد بمقدمه في هذه الكتب .
والحمد لله رب العالمين، وأصلى، وأسلم على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

مراجعة: عبد الرحمن الصبري
علي عمر بلعجم 27/7/2007م

  #2  
قديم 2011-11-29, 01:11 PM
الصورة الرمزية ابو طلال الفيفي
ابو طلال الفيفي ابو طلال الفيفي غير متواجد حالياً
مراقب منتدى البيئة والحياة الفطرية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: البراري
المشاركات: 23,253
جنس العضو: ذكر
ابو طلال الفيفي is on a distinguished road
افتراضي

موضوع قيم
والبشارات كثيرة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وفقك الله وبارك الله فيك اخي الكريم

التوقيع:


" لاترفع رأسك من السجود وفي قلبك شيء لم تقوله لله عزوجل "
  #3  
قديم 2011-11-29, 01:33 PM
المزحمي المزحمي غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 4,408
جنس العضو: ذكر
المزحمي is on a distinguished road
افتراضي

اللهم اصل وسلم على سيدنا وحبيبنا وعلى اله وصحبه اجمعين
بارك الله فيك

التوقيع:
اذا المرء افشى سره بلسانه00000ولام عليه غيره فهو احمق
///////العتيبي\\\\\\\
****************
  #4  
قديم 2011-11-29, 03:52 PM
الصورة الرمزية بقآيآ .. حرف
بقآيآ .. حرف بقآيآ .. حرف غير متواجد حالياً
مراقب واحة البراري الشعرية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: القصيـــــــــــــــــــــــم
المشاركات: 12,245
جنس العضو: ذكر
بقآيآ .. حرف is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك العافيه

موضوع جامع وقيم

شكراً لك أخي العزيز فارس الغربيه

التوقيع:

bqaia_harf@
  #5  
قديم 2011-11-30, 09:51 PM
الصورة الرمزية كمال البدور
كمال البدور كمال البدور غير متواجد حالياً
مراقب واحة البراري العامة
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الاردن
المشاركات: 16,202
جنس العضو: ذكر
كمال البدور is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء اخي الفاضل
مشكور وتقبل مروري

التوقيع:
موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 12:51 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010