طلبة الكويت يخاطبون المحطة الفضائية الدولية

[زهقت]

استضاف المركز العلمي حدثاُ هاماً هو الأول من نوعه في المنطقة العربية ويعد الأهم في مجال علوم الفضاء. فقد تضافرت جهود كل من المركز العلمي والنادي العلمي الكويتي وجمعية هواة اللاسلكي لتحقيق حلم فتاة كويتية تشكل لها قضية الفضاء والمحطة الفضائية الدولية اهتماماً خاصاً. حيث تبنت هذه الجهات مشروعاً تقدمت به "مريم الجوعان" وعمل الجميع لإنجاح اتصالاً مع المحطة الفضائية عن طريق جسر اتصالات مر عبر محطة راديو لاسلكي موجودة في هاواي. وقد سعت الجهات المذكورة لدعم وتبني إدراج اسم الكويت في هذا المجال الحيوي كل في مجاله لضمان نجاح إجراء اتصال مباشر مع أحد رواد المحطة الفضائية الدولية عن طريق وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".

وعن بدايات المشروع يجدر أن نذكر أن أول محاولة ناجحة لمريم الجوعان مع المحطة الفضائية كانت في شهر أغسطس عام 2005 حيث نجحت في التحدث إلى رائد الفضاء الروسي سيرغي كريكالوف وكان بالتحديد في يوم 27 أغسطس وهو يوم عيد ميلاده وكان متواجداً وقتها في رحلة فضائية خارج الغلاف الجوي وهنأته بعيد ميلاده وكان الوقت حينها السابعة والنصف مساء بتوقيت الكويت. إن ماقامت به الجوعان كان أمر غير مسبوق سطرته في سجل إنجازات الكويت وباسم الكويت بإصرار وتحدي فاق كل التوقعات. أما عن أهمية اتصالها بالرائد سيرغي كريكالوف فقد أوضحت أنه قائد للبعثة رقم 11 وأنه قد حطم الرقم القياسي ببقائه في المحطة الفضائية حيث أمضى أكثر من 800 يوم في الفضاء خلال 6 رحلات فضائية ، وعادة تستمر الرحلات الفضائية لكل بعثة 6 شهور وطاقم العمل كان يتكون من 3 رواد فضاء تقلص بعدها العدد إلى رائدي فضاء أحدهما أمريكي والآخر روسي.

وعن تنظيم الاتصال مع المحطة الفضائية لطلبة مدارس الكويت، فقد سعت مريم الجوعان للتنسيق مع ناسا للتعرف على شروط التسجيل وإجراءاته ومتطلباته ومحاولة جدولة هذا الاتصال وقد جاءها الرد سريعاً من "ناسا" بإمكانية أن يكون للكويت فرصة للمشاركة في فصل الصيف، حيث من الأمور المتفق عليها في "ناسا" أن برمجة الاتصالات تتم عبر مواعيد يتطلب بعضها فترة انتظار تصل إلى 2- 3 سنوات في العادة. ولكن كون دولة الكويت الدولة العربية الوحيدة والأولى التي تطلب التسجيل في هذا البرنامج فقد أدرج طلبها وتم التعامل معها بالسرعة التي أثبتت تقدير "ناسا" لهذا الحرص وكان هذا الموعد المقرر.

الاتصال بالمحطة الفضائية الذي استضافه المركز العلمي تم عبر جسر اتصالات عن طريق محطة لاسلكي في هاواي وهي التي أجرت اتصالا مباشراً مع المحطة الفضائية الدولية وتم ربط الاتصال مع خط الهاتف المخصص له في دولة الكويت وهو مايسمى Tele Bridge، حيث أنه لايوجد اتفاقية في الكويت مع طرف ثالث تتيح للأشخاص الراغبين في إجراء أي نوع من الاتصالات باستخدام اللاسلكي مالم يكن مرخصاً له بمزاولة النشاط لذلك كان جسر الاتصالات هذا.

شارك في هذه الجلسة 11 طالب من طلبة الكويت وحضر جلسة الاتصال أولياء أمور الطلبة الذين بدت السعادة واضحة عليهم وهم يستمعون إلى أبنائهم يتوجهون بأسئلتهم إلى رائد الفضاء جيف ويليامز الذين كان يجيب على استفساراتهم بسعادة واضحة. وقد تمحورت الأسئلة حول أسلوب معيشة رواد الفضاء في المحطة الفضائية، وكيف يرون النجوم من هناك خارج المحطة، وماهو تأثير انعدام الجاذبية على أجسام رواد الفضاء، كما تساءلوا عن إحساس رواد الفضاء بعيداً عن الأرض وماذا يفتقدون وهم خارج نطاق الأرض، وكان لهم تساؤل عن شعوره وهو بالفضاء وخارج المركبة وسأل أحد الطلبة كيف يمكنه أن يصبح رائد فضاء في المستقبل.. وغيرها من الأسئلة التي كانت تدور في بال الطلبة وأذهانهم.

حضر الجلسة من النادي العلمي السيد أياد الخرافي رئيس مجلس الإدارة وكان في استقباله نوريه الفاضل مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة بالمركز العلمي. كما كان لجمعية هواة اللاسلكي تواجد فعال أثناء هذا اللقاء وحرصوا على تركيب وتجربة جميع الأجهزة والتأكد من استعدادها للعمل فالكل كان يعي تماماً أن أي خلل فني كان سيضيع فرصة نادرة قد لا تتكرر الا بعد مرور سنوات، ولكن جهود الجميع وحرصهم وتفاعلهم الجاد مع هذا الأمر كان أحد أسباب نجاح الحدث وبذلك أضيفت إضاءة جديدة الى أنجازات الكويت من خلال أحدث الصروح العلمية في المنطقة العربية وتعاون كل الجهات التي عاشت لحظات توتر وترقب طويلة أثمرت هذا الانجاز الرائع.



منقووووووووووول