تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الأحوال الجوية والفلكية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2010-12-18, 07:28 PM
الصورة الرمزية ابو عزام السلمي
ابو عزام السلمي ابو عزام السلمي غير متواجد حالياً
عـضـو مـتـألـق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: الـــقـــريـــــه- مــحافــظة الكامل
المشاركات: 541
جنس العضو: ذكر
ابو عزام السلمي is on a distinguished road
Post سبحــــــــــــان الخالق!!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قــال لي أحد الأخوة عن البرد قديماً أن جدي قال لي عن قصة البرد قد سقطت علينا قديماً برد حجمة يقارب حجم السيارة, فسبحان الخالق العظيم مصرف كل شي.
وحسب بحثي أخترت لكم تفسير الآية التاليه:
يقول الله تعالى في سورة النور (( ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله , وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء , يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار)) .
ولقد ذهب المفسرون القدماء إلى أن هناك جبالاً في السماء مكونة من البرد , والبعض منهم قال أن تلك الجبال فيها برد معتبرا كلمة ((من)) الثانية زائدة . وفي واقع الأمر لا يمكن قبول هذا الرأي الأخير الذي يقول أن كلمة ((من)) زائدة .
فالقرآن الكريم قد أنزل بلهجة أهل الحجاز, ولكن على أرقى مستوى في الدلالة والتعبير تسمح به اللغة العربية ولهجة أهل الحجاز بالتحديد , ولم يكن مضطراَ لإيراد كلمة زائدة قد تضلل القارئ أو السامع . هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى فقد تمكن العلماء في القرن العشرين من إرسال مناطيد وطائرات إلى الغيوم أثناء هطولات المطر والبرد والثلج ودرسوا هذه الظواهر بعناية ودقة صارمتين , ولم يجدوا مطلقا جبالاً في السماء مكونة من البرد أو يهطل منها البرد. بل تبين لهم أن قطرات المطر الهاطلة قد تدفعها رياح قوية إلى أعالي الغيوم من جديد حيث تتجمد بسبب البرد الشديد في تلك المواقع ثم تهبط إلى الأرض على شكل كريات من البرد . وقد تتكرر هذه العملية عدة مرات , مما يؤدي إلى كبر حجم كريات البرد التي تمتص أثناء صعودها داخل الغيوم في كل مرة شيئاً من الرطوبة الإضافية , مما يزيد في حجمها إلى أن يصل وزنها إلى درجة تعجز فيها الرياح عن حملها إلى أعلى من جديد فتسقط على الأرض .
ومن هنا فقد ذهب المفسرون المعاصرون إلى أن المقصود بالجبال هو الغيوم ذاتها التي ترى كالجبال الشاهقة من الطائرة التي تطير فوقها. ولكن هذا التفسير تقدح فيه الملاحظات التالية :
1- لو سلمنا بأن الجبال المقصودة هي الغيوم ذاتها, فإن الغيوم ليست مكونة من البرد ولا تحتوي على البرد بل هي مجرد بخار ماء كالضباب الذي هو عبارة عن غيم يلامس الأرض . ويتشكل فيها البرد أو الثلج أو المطر, ولا يستقر فيها مطلقا , بل يسقط منها خلال ثوان معدودة من تكونه . وكذلك فإن هذا الرأي يوقعنا من جديد في مشكلة ((من)) الزائدة.
2- إن منظر الغيوم من الطائرة التي تطير فوقها لا يشبه منظر الجبال, بل يشابه منظر حقول الجليد , حيث أنها تلتمع ببريق أبيض حاد تحت ضوء الشمس . بل إن الجبال الأرضية ذاتها لا تبدو من الطائرة كجبال شامخة شاهقة في عنان السماء , بل تبدو كطيات وتموجات خفيفة فوق الأرض لا تلفت النظر.
3- إن القرآن لا يستعمل التشبيه البليغ في وصفه للظواهر الكونية الموجودة في عالمنا هذا (كقولك : فلان ثعلب) بل يستعمل التشبيه باستعمال كاف التشبيه ( كقولك : فلان كالثعلب) أو يستعمل كلمة كأن أو يستعمل التمثيل (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كسراب بقيعة) وذلك منعا للالتباس والفهم المغلوط لدى القارئ , إلا في حالات قليلة لا يمكن وقوع الالتباس فيها , كقوله : صمٌ بكمٌ عميٌ . وليست هذه الآية , أي آية الودق والبرد , من المتشابهات الباقية كذلك إلى يوم القيامة. ومن هنا يستبعد أن يقول عن الغيوم أنها جبال بصورة مباشرة بل بالأحرى كان سيقول أنها كالجبال . ومن لديه شك في ذلك , يمكنه أن يراجع القرآن الكريم بكامله .
ومن ناحية أخرى لم ينتبه المفسرون( الأقدمون منهم والمعاصرون , على حد سواء) إلى تتمة الآية التي تلقي أضواء إضافية على تفسيرها . وعدم الانتباه هذا يعود إلى عادة الاستسهال التي دأب عليها جميع المفسرين على امتداد التاريخ الإسلامي برمته . ومن هنا فقد شعرنا بضرورة وأهمية وواجب التدقيق في هذه الآية الكريمة ,
والتي يمكن تسجيل الملاحظات التالية حولها :
1- إن هذه الآية الكريمة قد وردت في سورة النور . وإن أهم أسباب النزول لسورة النور , كما هو معلوم , هو حادثة الإفك . وهي التي تولى كبرها بعض المنافقين في المدينة , بعد أن عجزوا عن مقارعة رسالة الإسلام بالحجة والبرهان فأرادوا النيل منها بالنيل من الرسول ذاته . وهي عادة المكابرين , الفاقدي الحجة , في جميع العصور. فروجوا تلك الفرية بحق زوج الرسول (ص) زوراً وبهتاناً . ولو ألقينا نظرة سريعة على سورة النور سنجد أنها تعلم المسلمين درسا بليغا في التعاطي مع الأفكار والأخبار , حيث يجب على المسلم ألا يعتمد على الظن الذي لا يغني من الحق شيئا بل على اليقين . فلقد روج بعض المسلمين خبر تلك الفرية عن حسن نية بسبب جهلهم بمقاصد هذا الدين وبتعاليمه. ومن هنا فإن السورة بكاملها تقريبا تضع المتضادات بعضها مقابل بعض ( كالشك واليقين , والنور والظلمة , والوهم والحقيقة , والرحمة والعذاب , والليل والنهار, والإيمان والنفاق , وحسن الأدب والفظاظة) بالإضافة إلى بعض الأحكام التشريعية والإرشادات الإيمانية . وبناء على ذلك , يجب أن يكون البرد مضاداً ومقابلا ً للمطر الذي عبر عنه القرآن الكريم بالودق . فإذا كان المطر رحمة فيجب أن يكون البرد عذاباً . وفي واقع الأمر لا يعتبر البرد عذاباًَ إلا إذا هطل في وقت انعقاد الثمر في الأشجار المثمرة , أو وقت التزهير . وقد يسبب كسر بعض النوافذ إذا كانت حبته كبيرة نسبياً . أما عن البشر , فيمكنهم الاحتماء منه بمجرد استظلالهم ولو بمجرد سقف من القش . ناهيك عن أن هناك مناطق على الأرض لا يسقط عليها البرد مطلقا كمنا طق خط الاستواء والمناطق القطبية . أما المناطق المدارية , كالحجاز مثلاً , فنادراً جداً ما يسقط عليها البرد . وفيما عدا هذه الحالات القليلة , يعتبر البرد رحمة أيضاً كالمطر على حد سواء , فلا داعي لأن يخصص القرآن جملة جديدة لذكر البرد بأنه ينزل من السماء بعد ذكر الودق . إذ أنه بعد ذكره تكوين السحب وأن الودق ( أي المطر) يخرج من خلالها , ابتدأ بجملة جديدة (( وينزل من السماء )) فإذا كان المقصود هو البرد المعروف فهو أيضاً يسقط من السحب . لذا فقد كان من الأولى ذكر المطر والبرد في جملة واحدة , فهما كلاهما من السماء وكلاهما يسقطان من السحب , وكلاهما نعمة في الأصل . والمطر ذاته ينقلب إلى عذاب أيضا إذا زاد عن حده , فهو يسبب الفيضانات الجارفة , أما البرد فلا يدوم أبداً سوى دقائق معدودة لا تؤدي إلى تكوين أي فيضان على الإطلاق . وأما أضراره القليلة , فهي رغم قلتها ومحدوديتها مقصورة على زمان ومكان محددين , وعلى حجم محدود أيضاً , وفيما عدا ذلك فهو نعمة كالمطر تماماً . ولكن القرآن الكريم يتحدث عن عذاب حقيقي من نوع آخر , سنتحدث عنه لاحقاً.
2- إن سقوط البرد في أواسط الجزيرة العربية كالحجاز والدهناء والنفوذ ونجد هو ظاهرة نادرة للغاية لوقوع هذه الأقاليم في المنطقة المدارية ولذا فقد كانوا يسمون البرد ((بالحب العزيز)) وهذا الاسم محرف حاليا إلى (( حب العزيز )) . وكلمة العزيز ليست مأخوذة من الاسم المعروف من أسماء الله الحسنى ( أي العزيز) فهم في الجاهلية لم يكونوا يسمون الله تعالى بهذا الاسم , أي العزيز , إطلاقاً . ولذلك لا نجد مطلقاً أي رجل في الجاهلية يسمى بعبد العزيز , فهذا الاسم ورد في القرآن الكريم فقط , ومن ثم بدأ استعمال اسم عبد العزيز بعد ذلك . وعليه فاسم الحب العزيز يعني الحب النادر, فكلمة العزيز تعني أيضا النادر الوجود , في اللغة العربية . وأما في الأقاليم الشمالية , فقد كان الغساسنة في الشام والمناذرة في العراق يسمون البرد باسمه الشائع حالياً أي (( برد )) . ولا يعود اسم برد إلى البرودة , فالثلج بارد أيضا بنفس القدر , بل هو يعني الفتات الصلب . إذ كان يقال برد الحديد أو برد الخشب , ونحن الآن نقول برادة الحديد أو برادة الخشب , ونعني بذلك القطع الصغيرة الصلبة من المادة المعنية. والأداة الرئيسية التي تستخرج البرد أو البرادة من المادة تسمى بالمبرد . ولهذا كانوا يسمون فتات الثلج الهاطل من السماء باسم ندف الثلج , والذي كان يبدو لهم وهو ساقط من السماء كالقطن أو الصوف المندوف , أما البرد فكانوا يقولون عنه حبات البرد , أو البرد فقط, وذلك من حيث أنه فتات صلب لا من حيث أنه فتات بارد .
3- يقول الله تعالى في الآية المذكورة أعلاه (( يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار )) . ومن المعلوم أن وميض البرق المعروف والذي يصاحب هطول المطر أو الحب العزيز لا يذهب بالأبصار ولا يكاد يذهب بها . فهو ذو إضاءة ضعيفة قياساً إلى ضوء الشمس . ولهذا فإننا نرى الأشياء من حولنا عند التماع البرق ليلا مثلما نراها بعد أذان المغرب بنصف ساعة وليس كما نراها في وقت الضحى أو الظهر أو العصر مثلا . إذن , فالمقصود هو شيء آخر ذو إضاءة أقوى من ضوء الشمس على الأرض بمرتين أو أكثر. ولعل الآيتين التاليتين تعطيان صورة واضحة عن الأشياء التي لها ضوء أقوى من ضوء الشمس : يقول الله تعالى للوط ( عليه السلام ) :
(( فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون ))
ويقول أيضا : ((فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فإنها مصيبها ما أصابهم , إن موعدهم الصبح , أليس الصبح بقريب ))
وهنا يمكن أن نتساءل :
لماذا أمر الله تعالى لوطا وأهله بالخروج من قريتهم وبعدم الالتفاف إلى الوراء ؟
الجواب واضح من القرآن الكريم , في قوله :
((وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ))
فعندما يقع جرم فضائي تحت تأثير الجاذبية الأرضية ,فإنه يسقط عليها بسرعة تصل إلى 75 ألف كم/ساعة وفي هذه السرعة يؤدي احتكاكه بالطبقة الهوائية إلى احتراره إلى درجة التوهج , ومن هنا قوله (( حجارة من سجيل )) أي حجارة مشوية . وتتعرض الأرض بشكل متواصل إلى سقوط أجرام من الفضاء عليها , تزداد ندرة سقوطها كلما كانت كبيرة , ويزداد تواتر سقوطها كلما صغر حجمها . ومن هنا فإننا نشاهد سقوط الشهب كل ليلة وهي قطع من الصخور قد لا يصل حجمها إلى حجم حبة الحمص . ولذا فهي تتوهج وتحترق في الهواء تماماً نتيجة الاحتكاك به و الناجم عن سرعتها الخارقة , وبذلك لا تسبب أي ضرر. ونحسب أن الذي سقط على قوم لوط ليس نيزكا , فالنيزك هو عبارة عن قطعة واحدة أو قطع قليلة من الصخور أو من الحديد تصطدم بالأرض فتحدث فيها حفرة واسعة لا تخطئها العين . وأما القطع الكبيرة من أحد المذنبات , فهي تنفجر على ارتفاع قليل فوق سطح الأرض بقوة عدة قنابل هدروجينية وتصدر ضوءاً عند انفجارها يفوق ضوء الشمس على الأرض بعدة أضعاف وتحدث دماراً هائلاً في منطقة واسعة ولكنها لا تترك حفرة مميزة. ولقد سقطت عام 1908 قطعة من مذنب يعادل حجمها ملعبا لكرة القدم ويعادل وزنها 10 ملايين طن فوق منطقة تنغوسكا في سيبيريا فأحدثت دماراً هائلاً في منطقة تعادل مساحة مدينة لندن دون أن تترك حفرة واضحة تحتها بل حرثت التربة وقلبتها كأن ألف بلدوزر قام بتجريفها . والمذنبات هي عبارة عن قطع من الحجارة الصغيرة يلحمها بعضها مع بعض الجليد المكون من بخار الماء والنشادر والمركبات الكربونية . وينجم ذيلها المضيء الذي نراه بالعيان عن تبخر الجليد متأثراً بحرارة الشمس التي يدور المذنب حولها فتتفكك بعض الحجارة الصغيرة وتسقط على الأرض والكواكب الأخرى محدثة ظاهرة الشهب المعروفة . وأحيانا تسقط قطع كبيرة من المذنب دفعة واحدة على الأرض محدثة بلاءً عظيماً لمن يتعرض لسقوطها.
ومن هنا نحسب أن قطعة كبيرة من مذنب سقطت على قوم لوط فأهلكتهم لأن الله تعالى ذكر سقوط حجارة من سجيل , وليس حجراً واحداً . وأمره للوط وأهله بعدم الالتفات يعود إلى حرصه على حماية أبصارهم من العمى متأثرة بالضوء الشديد الباهر الذي سينجم عن الانفجار الهائل , أو على الأقل حمايتها من عشو النظر الذي سيصيبهم لعدة ساعات أو ليوم بكامله , والذي يكون مصحوباً بألم شديد في العينين . إذن , ما الذي تشير إليه الآية الكريمة في قوله تعالى (( وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء , يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار )) . إن الذي تشير إليه هو سقوط قطع من المذنبات من السماء , وذلك للأسباب التالية :
1- ابتدأ بجملة جديدة للتعبير عن هذا الشيء المختلف جوهرياً عن المطر . فكأنه يريد أن يقول أن السماء ذاتها التي تأتي منها الرحمة وهي المطر, هي أيضاً مصدر لمجيء العذاب .
2- إن أحجام المذنبات في الغالب لا تزيد عن أحجام الجبال الأرضية , فهي بناء على ذلك جبال في السماء فعلاً .
3- إن هذه الجبال مكونة من قطع من الحجارة يلحم بينها الجليد , فهي برد , أو برادة كما نقول بلغة عصرنا , وكما أوضحنا أعلاه.
4- إن سنا ( أي ضوء ) برقها ( أي وميضها ) يكاد فعلاً أن يذهب بالأبصار , لأنه يفوق ضوء الشمس قوة بعدة أضعاف .
ننتقل الآن إلى موضوع آخر . يقول الله تعالى في كتابه الكريم :
(( وهو الذي مرج البحرين , هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج , وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجورا ))
ويقول أيضا:
(( مرج البحرين يلتقيان . بينهما برزخ لا يبغيان ))
والبرزخ كلمة فارسية الأصل وتعني (( الحاجز)) في تلك اللغة . وفي واقع الأمر , فإن القرآن الكريم يوضح بأن كلمة برزخ تعني الحاجز . يقول الله تعالى :
(( وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا ))
وهذا الحاجز ليس حاجزاً مكانياً أو جغرافياً بل هو حاجز وجودي , أو تكويني . وسنفسر هذه المفاهيم لاحقاً. ولم يتعرض المفسرون الأقدمون لهذه الآيات بتفسير علمي مقترح بل اكتفوا بتفسير كلماتها لغوياً . أما في القرن العشرين فقد قدم عدد من المفسرين اقتراحات شتّى لتفسير هذه الآيات . فقد ذهب بعضهم إلى القول بأن البحرين المذكورين هما متراكبان , يمتد احدهما فوق الآخر, إذ أن هناك تيارات مائية في أعماق البحار تسير لمسافات طويلة دون أن تختلط بالكتلة الرئيسية للبحر. وهذا التفسير متسرع وسطحي , إذ أن القرآن الكريم ينص على أن هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج , والتيارات البحرية سواء أكانت تيارات سطحية أو تيارات أعماق هي من الماء الملح الأجاج أيضاً, كبقية مياه البحر تماماً .
وتذهب تفسيرات أخرى إلى أن مصبات الأنهار الضخمة في البحار يسود فيها الماء العذب إلى مسافة بعيدة نسبياً . فنهر الأمازون , مثلاً , يدفع الماء الملح في المحيط الأطلسي عند انصبابه فيه مسافة 100كم يسود فيها الماء العذب . وبالمقابل فإن المد في المحيط الأطلسي يدفع نهر الأمازون إلى الوراء مئات الكيلومترات , حيث تدخل مياه المحيط في فم النهر على شكل أمواج ضخمة وبصوت صاخب وبسرعة تزيد عن سرعة سيارة سباق . ولكن هذا التفسير , وبدون انتباه من المفسر , يظهر بأن البحرين يبغيان فعلا احدهما على الآخر , بين الفينة والفينة , خلافاً لقول القرآن الكريم بأنهما لا يبغيان . فضلاً على أن هذا الاختلاط جزئي وهامشي لا يكاد يذكر نسبة إلى كتلة كل من البحرين المعنيين , فهل
هكذا يتمثل مزج ( أي خلط ) البحرين ؟
إذن ما هو القول الفصل في هذا الموضوع ؟
نبدأ بالقول بأن هناك فعلا بحران في الكرة الأرضية , أحدهما عذب فرات والآخر ملح أجاج . وتبلغ كمية المياه في البحر المالح حوالي 1400مليون كم3 . والكيلو متر المكعب من الماء العذب في درجة الحرارة المئوية البالغة +4 يبلغ وزنه مليار طن . والكيلو متر المكعب الواحد من الماء الملح هو أثقل من ذلك بقليل . كما تبلغ كمية المياه في البحر العذب حوالي 35 مليون كم3 . والبحر العذب مصدره بالتحديد هو البحر الملح إذ يستمد مياهه منه عن طريق التبخر , ويصرف البحر العذب مياهه الزائدة إلى البحر الملح عن طريق الأنهار والسيول والأمطار والثلاجات التي تتدفق إلى البحر الملح مكونة جبالاً جليدية تعوم على سطحه لعدة سنوات إلى أن تذوب فيه بالكامل , بحيث تظل كمية مياه البحر العذب على الدوام حوالي 35 مليون كم3 . وهذه العملية برمتها تسمى (( دورة المياه في الطبيعة )) . وبحر الماء العذب يتكون من بخار الماء الموجود على الدوام في الهواء , ومن البحيرات , ومياه الينابيع التي تستمد منها الأنهار معينها , والمياه الجوفية التي يمكن استخراجها بواسطة الآبار , وطاقيات الجليد الموجودة في القارة القطبية الجنوبية وفي جزيرة غرينلاند وآيسلاند , وطاقيات الثلج الدائم الموجودة على الجبال الشاهقة كجبال الألب والهيملايا وغيرها , وحقول الثلج الدائم الموجودة في شمالي كندا وبعض الدول الاسكندنافية وبراري سيبيريا وغيرها من المناطق الواقعة على خطوط العرض الشمالية العالية . وكذلك يتكون من المياه الموجودة في أجسام الكائنات الحية . وإن البغي الذي ينص عليه القرآن الكريم بقوله (( بينهما برزخ لا يبغيان )) هو طغيان احد البحرين على الآخر بحيث يزيد أو يقلل من كتلته من جهة , أو يزيد أو يقلل من ملوحته أو عذوبته , من جهة أخرى . والبحر العذب , كما قلنا , يستمد مياهه من البحر المالح عن طريق التبخر. فعن طريق هذه الخاصية يتبخر من سطح كل كيلو متر مربع من البحر المالح حوالي 50 م3 من الماء العذب في الساعة بصورة وسطية . ونقول بصورة وسطية لأن كمية التبخر تتفاوت بين النهار والليل , وبين الصيف والشتاء , وبين خط الاستواء والناطق القطبية . وعميلة التبخر تنتج الماء العذب الخالي من أية أملاح بصورة تامة , فهناك برزخ أي حاجز وجودي أو تكويني يمنع صعود الأملاح إلى الهواء عن طريق البخر , وهذا البرزخ يعتمد على خاصية تبخر المواد في درجات حرارة مختلفة . ففي درجات الحرارة العادية لا يتبخر إلا الماء ويترك جميع الأملاح وراءه في البحر الملح . وهكذا نرى أن البحر العذب متصل تماماً بالبحر الملح عند منبعه , ولا يوجد حاجز جغرافي أو مكاني بينهما بل هو حاجز وجودي أو تكويني يعتمد على خاصية تكوين الأملاح من حيث أن درجات حرارة تبخرها تزيد على درجة حرارة الماء بمقدار عظيم . وكذلك فإن انصباب البحر العذب في البحر المالح , كانصباب الأنهار والسيول والأمطار والجبال الجليدية في البحر المالح , لا يقلل من ملوحة هذا البحر الأخير لأنه في لحظة انصباب المياه العذبة في البحر المالح يكون التبخر قائما ونشطاً باستمرار بحيث يتوازن مع انصبابات المياه العذبة في البحر المالح وبحيث تظل كمية البحرين ثابتة . والعملية ذاتها المذكورة آنفاً تمنع من زيادة أو نقصان كمية المياه في البحرين المذكورين بشكل خطير أو حاد , طالما أن الأرض تقع على مسافة 149 مليون كم عن الشمس وطالما أن الإشعاع الحراري للشمس ثابت , وهو الطاقة التي تؤدي إلى تبخر المياه , إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا .
هكذا يتم مرج البحرين بالكامل حيث أن البحر العذب كما قلنا يستمد معينه من البحر المالح والبحر المالح يستعيض عن كميات المياه المفقودة منه بالتبخر بتلقيه انصباب الأنهار والسيول والثلاجات والأمطار التي تنصب فيه من جديد . والفرق بين كلمة ( مرج ) و ( خلط ) هو أن الخلط يتم مرة واحدة وينتهي الأمر كخلط البنزين بزيت الكاز أو زيت الزيتون بزيت الذرة , أما عميلة المرج فهي عملية دائبة متواصلة لا تتوقف أبداَ . وهكذا هو الأمر بالنسبة للبحرين حتى قيام الساعة .
هذا ما توصل إليه بحثنا . فإن أصبنا فبتوفيق من الله عز وجل . وإن أخطأنا فإننا نرضى بثواب المجتهد المخطئ ونقول ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

  #2  
قديم 2010-12-18, 08:48 PM
مزن البرد مزن البرد غير متواجد حالياً
إلى جنان الخلد يا أبا خالد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: البجــــــــادية والدوادمي
المشاركات: 20,215
جنس العضو: ذكر
مزن البرد is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك
وجزاك الله خير

نعم انا شخصيآ شهدت مثل هذا النوع
من الأحداث ولكن في الواقع هو ليس برد
هو قطع من السحب المزني ترتطم بالأرض
بسبب شدة انخفاض السحب وهذا النوع من السحب
يحدث عندنا كثيرآ خاصتآ في ايام الربيع
حينما تشاهد السحابه تسمع رعدها قريب
ولكن شكلها يجعلك تتوقع انها بعيده والسبب هو
شدة انخفاضها وقربها من الأرض وماهي إلا دقائق قليله
ثم تنهمر امطارها وهذا النوع من السحب هو اللذي
يحدث من خلاله سقوط كتل صغيره من المزن على الأرض
وتبقا احيانآ لمده بين ثلاثة إلى اربعة ايام والماء يجري
من تحت هذه السحابة الواقعه على الأرض

والله لقد شهدتها بعيني
وهي تقترب من الأرض ثم تسقط
ثم يتكون مايشبه الضباب من حولها لعدة ساعات
وهي على الأرض ولكن وقتها لم يكن لدي
كمره او حتى جوال ولم ادخل في عالم النت
في ذالك الوقت مكان سقوطها كان جنوب البجادية
في ارض منبسطة بالقرب من جبل الخوار
وفي ربيع العام الماضي تكررت هذه الحادثة
مره اخرى بالقرب من نفس المنطقة بين
المصلوم والبجادية

  #3  
قديم 2010-12-18, 08:53 PM
برق العارض برق العارض غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 6,545

برق العارض is on a distinguished road
افتراضي

  #4  
قديم 2010-12-18, 09:00 PM
محب البراد محب البراد غير متواجد حالياً
عـضـو مـتـألـق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: Eastern Province
المشاركات: 709
جنس العضو: ذكر
محب البراد is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد

  #5  
قديم 2010-12-18, 10:27 PM
الصورة الرمزية ابو عزام السلمي
ابو عزام السلمي ابو عزام السلمي غير متواجد حالياً
عـضـو مـتـألـق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: الـــقـــريـــــه- مــحافــظة الكامل
المشاركات: 541
جنس العضو: ذكر
ابو عزام السلمي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مزن البرد مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
وجزاك الله خير

نعم انا شخصيآ شهدت مثل هذا النوع
من الأحداث ولكن في الواقع هو ليس برد
هو قطع من السحب المزني ترتطم بالأرض
بسبب شدة انخفاض السحب وهذا النوع من السحب
يحدث عندنا كثيرآ خاصتآ في ايام الربيع
حينما تشاهد السحابه تسمع رعدها قريب
ولكن شكلها يجعلك تتوقع انها بعيده والسبب هو
شدة انخفاضها وقربها من الأرض وماهي إلا دقائق قليله
ثم تنهمر امطارها وهذا النوع من السحب هو اللذي
يحدث من خلاله سقوط كتل صغيره من المزن على الأرض
وتبقا احيانآ لمده بين ثلاثة إلى اربعة ايام والماء يجري
من تحت هذه السحابة الواقعه على الأرض

والله لقد شهدتها بعيني
وهي تقترب من الأرض ثم تسقط
ثم يتكون مايشبه الضباب من حولها لعدة ساعات
وهي على الأرض ولكن وقتها لم يكن لدي
كمره او حتى جوال ولم ادخل في عالم النت
في ذالك الوقت مكان سقوطها كان جنوب البجادية
في ارض منبسطة بالقرب من جبل الخوار
وفي ربيع العام الماضي تكررت هذه الحادثة
مره اخرى بالقرب من نفس المنطقة بين
المصلوم والبجادية
[BLINK]شكر وإحترام وتقدير لك أخي[/BLINK]

  #6  
قديم 2010-12-19, 04:51 AM
باب مي باب مي غير متواجد حالياً
مراسل البراري في الوشم والمستوي
 
تاريخ التسجيل: May 2006
الدولة: أشيقر
المشاركات: 1,740
جنس العضو: ذكر
باب مي is on a distinguished road
افتراضي


سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد

  #7  
قديم 2010-12-19, 07:40 AM
الصورة الرمزية خاطف الأضواء
خاطف الأضواء خاطف الأضواء غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: ينبع البحر
المشاركات: 1,893
جنس العضو: ذكر
خاطف الأضواء is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك العافيه على المجهود

التوقيع:
  #8  
قديم 2010-12-19, 09:58 AM
عبدالله المدالله عبدالله المدالله غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 3
جنس العضو: غير محدد
عبدالله المدالله is on a distinguished road
افتراضي

معلومت قيمة بارك الله فيكم

  #9  
قديم 2010-12-19, 12:00 PM
مراسل رنية مراسل رنية غير متواجد حالياً
عـضـو مـتـألـق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: حاليا نيويورك
المشاركات: 677
جنس العضو: ذكر
مراسل رنية is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك العافية

  #10  
قديم 2010-12-19, 06:07 PM
ابو عبدالمجيد ابو عبدالمجيد غير متواجد حالياً
محب الجميع
 
تاريخ التسجيل: May 2006
الدولة: مركز حرمــة شمال محافظة المجمعة
المشاركات: 19,043

ابو عبدالمجيد is on a distinguished road
افتراضي


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا أخي الفاضل

رعاك الله ووفقك للخير أينما كنت



جديدنا وآخر أخبار الأمطارعلى هذا الرابط
https://www.albrari.com/vb/showthread...=47317&page=65
ولا نريد سوى دعوة
جزاك الله خيرا ورحم الله والديك

التوقيع:
لااله الا الله ولا حول ولا قوة الا با الله وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
محبكم في الله "ابوعبدالمجيد" مركز حرمة"
موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 09:02 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010