تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الرحلات والسياحة والأجهزة البرية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 2007-11-02, 12:41 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

لوحة الراعي

لقد نوهت فيما سلف أن الرسومات في جبل القهر ليست عبثية وليست أعمال لهو ولا إظهار براعة في الرسم, بل هي تدوين لأحداث يعدُّها أصحاب تلك الحضارة أحداثاً جساماً, ولا أظن لوحة الراعي تشذ عن هذه القاعدة, وإن كان أهم ما يدل على سبب تدوينها لم يعد واضحاً حتى يقال فيها بيقين.
تقع لوحة الراعي في الشامية, وهي من الرسم القديم غير الملون, والغريب في هذا الرسم بقاؤه إلى وقتنا الحاضر, وأنا في كل مرة لا أتحسسه بيدي خشية أن أفسده لدقته, لقد تحسست في لوحة الشرقي صورة الفارسين فوجدتهما رُسِما بالحفر الغائر في صخر صلب بقدر ما لا يفسده اللمس, ولم أتحسس صور الحيوانات لأعرف هل هي رسم غائر أم بارز أم ملاط خفيف طبعت عليه الصور, خشية أن تحات الصورة بلمسي لها, وإن كنت أرجح أنه رسم بارز محفور فيه ما حول الصورة, وطبيعة الصخر الذي يميل إلى اللون الأبيض يعطي الصورة الوضوح المطلوب, وإذا كانت صور الحيوانات على هذا النحو فإن فيها إعجاز غريب, إذ لا بروز لها ظاهر, ولوحة الراعي هذه تشغل حيزاً أقدره بعشرين متراً طولاً أو أكثر وكل المساحة التي رسمت فيها اللوحة نحتت بنفس الطريقة التي نحتت بها اللوحات الأخرى, التي تحمي الرسوم من عوامل التعرية, إنها هندسة عجيبة, وليس في اللوحة غير أغنام يتبع بعضها بعضاً, وفي مقدمتها الراعي متوشحاً سيفه على عاتقه الأيمن, ولقد لفت نظري في لوحة معركة الشامية أن حملة السيوف قد علقوا الأغماد على عواتقهم الأيامن, وأظن تلك عادة الناس في توشح السيوف, فإذا حزب حامل السيف أمر سحبه بيسراه من فوق منكبه بغمده ونجاده واستله (النصل) بيمناه, إذ كيف يستل السيف من غمده وهو معلق على عاتقه الأيمن إلاّ بهذه الطريقة, أو أن يستله من فوق كتفه, وكون الراعي يسير في مقدمة أغنامه يدل على أنه في حالة رواح لا غدو, لأن الراعي إذا غدا للمرعى سار في مؤخرة أغنامه يسوقها, وإذا راح سار في مقدمتها وهي تتبعه وخلف ذلك الراعي يسير حمار عري, ويحمل الراعي فوق رأسه شيئاً غير واضح في الصورة, لقد تمعنت فيه كثيراً لكنه لم يعد واضحاً, لا أدري إن كان يحمل نتاج إحدى معيزه حديث الولادة, أو لعله وحش هاجم أغنامه فقتله وجاء به يحمله إلى المراح, فكان ذلك منه عملاً بطولياً استوجب تخليده في تلك اللوحة.



الراعي يحمل على رأسه شيئاً ما وخلفه الحمار (لوحة الراعي).
صورة رقم (50)



أحد تيوس القطيع (لوحة الراعي).
صورة رقم (51)







مجموعة من الأغنام ( لوحة الراعي).
صورة رقم (52)



صورة تيس واضحة لحيته (لوحة الرعي).
صورة رقم (53)

يتبع

  #12  
قديم 2007-11-02, 12:41 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

لوحة الراعي

لقد نوهت فيما سلف أن الرسومات في جبل القهر ليست عبثية وليست أعمال لهو ولا إظهار براعة في الرسم, بل هي تدوين لأحداث يعدُّها أصحاب تلك الحضارة أحداثاً جساماً, ولا أظن لوحة الراعي تشذ عن هذه القاعدة, وإن كان أهم ما يدل على سبب تدوينها لم يعد واضحاً حتى يقال فيها بيقين.
تقع لوحة الراعي في الشامية, وهي من الرسم القديم غير الملون, والغريب في هذا الرسم بقاؤه إلى وقتنا الحاضر, وأنا في كل مرة لا أتحسسه بيدي خشية أن أفسده لدقته, لقد تحسست في لوحة الشرقي صورة الفارسين فوجدتهما رُسِما بالحفر الغائر في صخر صلب بقدر ما لا يفسده اللمس, ولم أتحسس صور الحيوانات لأعرف هل هي رسم غائر أم بارز أم ملاط خفيف طبعت عليه الصور, خشية أن تحات الصورة بلمسي لها, وإن كنت أرجح أنه رسم بارز محفور فيه ما حول الصورة, وطبيعة الصخر الذي يميل إلى اللون الأبيض يعطي الصورة الوضوح المطلوب, وإذا كانت صور الحيوانات على هذا النحو فإن فيها إعجاز غريب, إذ لا بروز لها ظاهر, ولوحة الراعي هذه تشغل حيزاً أقدره بعشرين متراً طولاً أو أكثر وكل المساحة التي رسمت فيها اللوحة نحتت بنفس الطريقة التي نحتت بها اللوحات الأخرى, التي تحمي الرسوم من عوامل التعرية, إنها هندسة عجيبة, وليس في اللوحة غير أغنام يتبع بعضها بعضاً, وفي مقدمتها الراعي متوشحاً سيفه على عاتقه الأيمن, ولقد لفت نظري في لوحة معركة الشامية أن حملة السيوف قد علقوا الأغماد على عواتقهم الأيامن, وأظن تلك عادة الناس في توشح السيوف, فإذا حزب حامل السيف أمر سحبه بيسراه من فوق منكبه بغمده ونجاده واستله (النصل) بيمناه, إذ كيف يستل السيف من غمده وهو معلق على عاتقه الأيمن إلاّ بهذه الطريقة, أو أن يستله من فوق كتفه, وكون الراعي يسير في مقدمة أغنامه يدل على أنه في حالة رواح لا غدو, لأن الراعي إذا غدا للمرعى سار في مؤخرة أغنامه يسوقها, وإذا راح سار في مقدمتها وهي تتبعه وخلف ذلك الراعي يسير حمار عري, ويحمل الراعي فوق رأسه شيئاً غير واضح في الصورة, لقد تمعنت فيه كثيراً لكنه لم يعد واضحاً, لا أدري إن كان يحمل نتاج إحدى معيزه حديث الولادة, أو لعله وحش هاجم أغنامه فقتله وجاء به يحمله إلى المراح, فكان ذلك منه عملاً بطولياً استوجب تخليده في تلك اللوحة.



الراعي يحمل على رأسه شيئاً ما وخلفه الحمار (لوحة الراعي).
صورة رقم (50)



أحد تيوس القطيع (لوحة الراعي).
صورة رقم (51)







مجموعة من الأغنام ( لوحة الراعي).
صورة رقم (52)



صورة تيس واضحة لحيته (لوحة الرعي).
صورة رقم (53)

يتبع

  #13  
قديم 2007-11-02, 12:43 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي


فرحة وترحة


مع ترددي على جبل القهر صار لي مرافق من نفس سكانه اسمه شعبان مداوي في باكورة الشباب, تحمس لفكرة البحث, فكان إذا غاب يحيى الشمراني تكفل بقيادة السيارة, وقد طلبت منه أن يفتح عينيه على كل صخرة وشعب يستطيع الوصول إليه, فإن هو رأى لوحة أو نقشاً عليه أن يتصل بي لأجيء من جدة لتصويره. لقد كان شعبان مني كأحد أبنائي, أدعوه فيجيب, وآمره فيطيع, ويقضي في صحبتي اليوم كاملاً, دون أجر أو وظيفة, بل شهامة ونبلاً, لا تزال مقاطعة جيزان بخير, وبفضل هذا الشاب عثرنا على لوحة أكف الصبية ولوحة الراعي, ولم يعثر عليهما مصادفة, بل بالبحث وسؤال المسنين من سكان الجبل, وفرصته في هذا الجانب أفضل مني, فلو أني ذهبت أسأل كبار السن في جبل القهر لأثرت ريبتهم. حين اتصل بي شعبان وأخبرني أنه وجد لوحة ومقبرة أثرية غير معروفة التاريخ توجهت إليه دون إبطاء, وصعدنا الجبل وتوجهنا إلى الشامية, وأراني لوحة الراعي التي عرفت بها فيما سلف, وبعد تصويرها عدنا أدراجنا إلى المقبرة التي أخبرني عنها, وترجلت أمشي بين القبور وشعبان وأصدقائه لم يغادروا السيارة, ولم أعرف سبب تفضيلهم عدم النزول, وقد لفت نظري في المقبرة أنها فوق الأرض وليست في باطنها, يبنى القبر بناءً مستطيلاً فيه ضلعان أطول من الآخرين, وذلك برص الحجارة فوق بعضها دون خلب لاصق, حتى إذا ارتفع القبر على قدر معين وضع الميت داخله ثم دفن بتراب أظنه يؤتى به من المزارع المجاورة, والبعض الآخر من القبور بنيت بنصب عدد من الصفا للجدارين الطوليين بدلاً من رص الحجارة فوق بعضها, ويوضع الميت بينهما فوق الأرض ثم يهال عليه التراب المجلوب, وقلت لنفسي إن الذي أملى على هذه الأمة دفن الموتى فوق الأرض كون أرضهم صخرية يصعب حفرها, ويخيل إلي أن صخور بعض القبور مقطوعة ومهيأة لتناسب البناء, وهذا ما جعلني أميل إلى قول شعبان ورفاقه إنها في غاية القدم ولا يعرف زمانها. ومن هذه القبور ما يبلغ ارتفاع بنائه المتر, وأكثرها دون ذلك, والمبني منها برص الحجارة فوق بعضها يوحي بجاه المدفون, حيث هي أكثر إحكاماً, ومنها ما كأنه بني بالأمس لولا ما يدل عليه التراب الذي بداخله من قدم. وبعد أن قمت بتصوير تلك القبور عدت إلى السيارة وسألت شعبان ورفاقه وبإلحاح شديد إن كانت تلك المقبرة حقاً قديمة, فأصروا جميعاً إنها أثرية, فعدت إلى جدة وفي نفسي من المقبرة شيء, كنت أتمنى أن تكون لثمود, وفي قرارة نفسي أنها ليست كذلك, ولكن أين موتى من خلدوا تلك الجبال المنحوتة واللوحات المرسومة في أعمال جليلة لا يقوى عليها سوى أصحاب حضارة وقدرات جسدية غير عادية وربما عقلية كذلك, إن لي ما يقارب الثلاثة أعوام أتجول في هذا الجبل, صحيح أن ما قطعته منه هو القليل, والمجاهيل المتبقية لا تحصى, ولكني زرت الأماكن التي تجاور المزارع, في الواديين والشرقي والشامية وبقعة بن فيصل, وأي أمة عاشت في جبل القهر يجب أن تكون عاشت في مطمئنات الجبل حول تلك المزارع, وطوال تجوالي لم أجد قبوراً يمكن الجزم أنها ثمودية, غير قبر الصبية في الواديين تحت لوحة الصبية, وقبري القتيلين في معركة الشامية تحت لوحة الشامية, وقبري التسعة الرهط تحت صخرة المعاهدات في الشرقي, وقبراً في الشرقي في كهف ليس جواره ما يدل على أهميته ولا يمكن الجزم أنه ثمودي, ولا أدري لم دفن منفرداً في قفر؟ وهذا القبر قريب من حفرة الحبوب التي سيرد ذكرها, لعله أحد من حفروها مات أثناء العمل فدفن غير بعيد عنها, ولم يحمل إلى المقبرة, ولهذا السبب لا يزال في ذهني سؤال عن ثمود هل كانوا يحرقون موتاهم؟, لا أظن فهم أمة أرسل لهم رسول, ولم يرد في القرآن ذكر لذلك, والرمم التي ذكرت تنفي مثل هذا الظن, أم أن لهم مقبرة في مجاهيل الجبل لم أزرها بعد, الأمر المرجح عقلاً أن يكون لهم جوار كل موقع تقوم حوله حياة ومساكن مقبرة, حتى لا يتطلب دفن الموتى سفراً, فإذا كانت هذه المقبرة التي عثرنا عليها في الشامية ثمودية فأين المقابر في الشرقي والواديين وبقعة بن فيصل, ولقد سألت شعبان هل هم الآن يدفنون موتاهم على نفس المنوال فوق الأرض فأجاب بالنفي فترجح لديّ أن تلك المقبرة موغلة في القدم, وما هي إلاّ أيام على إقامتي في جدة حتى خطر لي خاطر, لقد قلت لنفسي لا بد من العودة إلى تلك المقبرة والتأكد من قبورها هل هي موجهة للقبلة فنحكم أن موتاها مسلمون أو هي إلى غير القبلة فنحكم أن عمرها لا يقل عن ألف وخمسمائة سنة, لذلك عدت أدراجي وقد اصطحبت معي بوصلة وآلة لتحديد القبلة, وقبل وصولنا إلى المقبرة بمسافة قصيرة رأيت مقبرة تشبهها ظننتها هي, فترجلت لأعاين قبورها, ولكن شعبان هتف بي إنها ليست التي نريد, ولم أجبه بل أخذت ومعي يحيى الشمراني نعاين القبور ونحدد القبلة, وسألنا شعبان إن كانت القبلة كما تشير الآلة فأجاب بنعم فهالنا أن نجد جميع القبور غير موجهة للقبلة, ومعظمها في اتجاه واحد, فحكمت دون تردد أن عمرها أكثر من ألف وخمسمائة سنة, وقلت إن لم تكن ثمودية فهي أثرية وذات أهمية تاريخية, والله وحده يعلم كم كانت فرحتي وفرحة الإخوة المرافقين بهذا الكشف, وقلت في سري إن هذه الأمة وإن تكن غير إسلامية فإن لها اعتقاداً ما في دفن الموتى, فجميع القبور تمتد طولياُ في اتجاه واحد, ثم توجهنا إلى المقبرة الأخرى لأجبر خاطر شعبان, وإلاّ فقد اكتفى عقلي بهذه المقبرة, وفي نفس اتجاه قبور المقبرة التي عاينا وجدت قبور المقبرة الثانية, تنحرف عن القبلة في نفس الإتجاه, وسرت خطوات مع صف القبور فرأيت عدداً يسيراً من القبور تنحرف عن عامة المقبرة في اتجاه آخر, ولا تتجه إلى القبلة, وقبراً واحداً منفرداً يتجه إلى القبلة, وذهبت أفلسف الأمر فقدرت أن أصحاب المقبرتين أهل ملتين, وداخلني بعض الشك بسبب القبر المنـفرد, ورحت أسأل شعبان فكان يصر أن المقبرة سابقة للإسلام فقبورها إلى غير القبلة, ومرتفعة عن مستوى الأرض بمتر أحياناً, وبرغم هاتين الحجتين بقي في نفسي شيء ولكنه ظن وارتياب لا يدعمه دليل, وفي الطريق وجدنا شيخاً ينيف على السبعين أشار لنا أن نحمله معنا وما أن أخذ مجلسه حتى أمطرته بالأسئلة عن المقبرة لحاجتي للمعلومة اليقينية, فأكد لي قدمها, وأن لا أحد يعرف تاريخها فسألته إن كان أدرك الناس وهم يقبرون فيها فأجاب بنعم, حين كان صغيراً في سن الصبا, فتعجبت وقلت بإنكار شديد كيف والقبور موجهة لغير القبلة؟, فضحك وقال والله ما عرفنا الإسلام إلاّ من اثنتين وخمسين سنة, ومراده ما تفقهنا في الدين إلاّ منذ كيت وكيت وأردف ولقد كنا ندفن موتانا كيفما اتفق, وكان يشير بقوله هذا إلى عام 1374هـ حين أدخلت الدولة إلى جبلهم عنوة من يعلمهم ويفقههم في الدين, وكانوا في عزلة لا يدخل موطنهم غريب وأصبحوا على ما هم عليه الآن, إن الزائر ليسر من محافظتهم على الصلوات الأميّ منهم والمتعلم, ولا أظن دولة دخلت جبل القهر قبل ذلك على مر التاريخ, إنه قلعة طبيعية وحجر حصين, لذلك لم يكن الشيخ مجانباً للصواب في قوله, ولكنه أحال فرحتي بالمقبرة إلى ترحة, كم كنت أتمنى أن يثبت أنها من العصر الجاهلي على الأقل, فعدت أسأل نفسي أين مقابر ثمود؟, فكل جبال جبل القهر تشهد أن ثمود عاشت هنا, لقد ترجح لدي أن بعض قبور المقابر الحالية القريبة من المزارع والمساكن داخل الجبل ثمودية, وأن الناس في هذا الجبل توارثوا مقابر ثمود وطريقتهم في بناء القبور الآنف بيانها حتى كان عام 1374هـ فعرفوا حفر القبور ودفن الموتى وتوجيههم إلى القبلة, ولعل الآثاريين إن قدر لهم أن يزوروا جبل القهر ويشاهدوا أعظم آثار جزيرة العرب أن يجلوا لنا علامة الاستفهام هذه, إن عدم معرفة قبائل الريث بتوجيه موتاهم إلى القبلة يؤكد أن إدعاءهم أن ناقة صالح كانت بأرضهم معلومة متوارثة تناقلتها الألسن جيلاً بعد جيل, لا عن قراءة في كتاب, وهذا يزيد يقيننا أن ثمود كانت في هذا الجبل الحجر الممتنع.

مـقـبـرة الـشـامـيـة. صورة رقم (54)


أحد قبور مقبرة الشامية يقارب طوله الثلاثة أمتار. صورة رقم (55)

قبر آخر طوله ثلاثة أمتار تقريباً. صورة رقم (56)

مجموعة من قبور مقبرة الشامية. صورة رقم (57)





يتبع

  #14  
قديم 2007-11-02, 12:43 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي


فرحة وترحة


مع ترددي على جبل القهر صار لي مرافق من نفس سكانه اسمه شعبان مداوي في باكورة الشباب, تحمس لفكرة البحث, فكان إذا غاب يحيى الشمراني تكفل بقيادة السيارة, وقد طلبت منه أن يفتح عينيه على كل صخرة وشعب يستطيع الوصول إليه, فإن هو رأى لوحة أو نقشاً عليه أن يتصل بي لأجيء من جدة لتصويره. لقد كان شعبان مني كأحد أبنائي, أدعوه فيجيب, وآمره فيطيع, ويقضي في صحبتي اليوم كاملاً, دون أجر أو وظيفة, بل شهامة ونبلاً, لا تزال مقاطعة جيزان بخير, وبفضل هذا الشاب عثرنا على لوحة أكف الصبية ولوحة الراعي, ولم يعثر عليهما مصادفة, بل بالبحث وسؤال المسنين من سكان الجبل, وفرصته في هذا الجانب أفضل مني, فلو أني ذهبت أسأل كبار السن في جبل القهر لأثرت ريبتهم. حين اتصل بي شعبان وأخبرني أنه وجد لوحة ومقبرة أثرية غير معروفة التاريخ توجهت إليه دون إبطاء, وصعدنا الجبل وتوجهنا إلى الشامية, وأراني لوحة الراعي التي عرفت بها فيما سلف, وبعد تصويرها عدنا أدراجنا إلى المقبرة التي أخبرني عنها, وترجلت أمشي بين القبور وشعبان وأصدقائه لم يغادروا السيارة, ولم أعرف سبب تفضيلهم عدم النزول, وقد لفت نظري في المقبرة أنها فوق الأرض وليست في باطنها, يبنى القبر بناءً مستطيلاً فيه ضلعان أطول من الآخرين, وذلك برص الحجارة فوق بعضها دون خلب لاصق, حتى إذا ارتفع القبر على قدر معين وضع الميت داخله ثم دفن بتراب أظنه يؤتى به من المزارع المجاورة, والبعض الآخر من القبور بنيت بنصب عدد من الصفا للجدارين الطوليين بدلاً من رص الحجارة فوق بعضها, ويوضع الميت بينهما فوق الأرض ثم يهال عليه التراب المجلوب, وقلت لنفسي إن الذي أملى على هذه الأمة دفن الموتى فوق الأرض كون أرضهم صخرية يصعب حفرها, ويخيل إلي أن صخور بعض القبور مقطوعة ومهيأة لتناسب البناء, وهذا ما جعلني أميل إلى قول شعبان ورفاقه إنها في غاية القدم ولا يعرف زمانها. ومن هذه القبور ما يبلغ ارتفاع بنائه المتر, وأكثرها دون ذلك, والمبني منها برص الحجارة فوق بعضها يوحي بجاه المدفون, حيث هي أكثر إحكاماً, ومنها ما كأنه بني بالأمس لولا ما يدل عليه التراب الذي بداخله من قدم. وبعد أن قمت بتصوير تلك القبور عدت إلى السيارة وسألت شعبان ورفاقه وبإلحاح شديد إن كانت تلك المقبرة حقاً قديمة, فأصروا جميعاً إنها أثرية, فعدت إلى جدة وفي نفسي من المقبرة شيء, كنت أتمنى أن تكون لثمود, وفي قرارة نفسي أنها ليست كذلك, ولكن أين موتى من خلدوا تلك الجبال المنحوتة واللوحات المرسومة في أعمال جليلة لا يقوى عليها سوى أصحاب حضارة وقدرات جسدية غير عادية وربما عقلية كذلك, إن لي ما يقارب الثلاثة أعوام أتجول في هذا الجبل, صحيح أن ما قطعته منه هو القليل, والمجاهيل المتبقية لا تحصى, ولكني زرت الأماكن التي تجاور المزارع, في الواديين والشرقي والشامية وبقعة بن فيصل, وأي أمة عاشت في جبل القهر يجب أن تكون عاشت في مطمئنات الجبل حول تلك المزارع, وطوال تجوالي لم أجد قبوراً يمكن الجزم أنها ثمودية, غير قبر الصبية في الواديين تحت لوحة الصبية, وقبري القتيلين في معركة الشامية تحت لوحة الشامية, وقبري التسعة الرهط تحت صخرة المعاهدات في الشرقي, وقبراً في الشرقي في كهف ليس جواره ما يدل على أهميته ولا يمكن الجزم أنه ثمودي, ولا أدري لم دفن منفرداً في قفر؟ وهذا القبر قريب من حفرة الحبوب التي سيرد ذكرها, لعله أحد من حفروها مات أثناء العمل فدفن غير بعيد عنها, ولم يحمل إلى المقبرة, ولهذا السبب لا يزال في ذهني سؤال عن ثمود هل كانوا يحرقون موتاهم؟, لا أظن فهم أمة أرسل لهم رسول, ولم يرد في القرآن ذكر لذلك, والرمم التي ذكرت تنفي مثل هذا الظن, أم أن لهم مقبرة في مجاهيل الجبل لم أزرها بعد, الأمر المرجح عقلاً أن يكون لهم جوار كل موقع تقوم حوله حياة ومساكن مقبرة, حتى لا يتطلب دفن الموتى سفراً, فإذا كانت هذه المقبرة التي عثرنا عليها في الشامية ثمودية فأين المقابر في الشرقي والواديين وبقعة بن فيصل, ولقد سألت شعبان هل هم الآن يدفنون موتاهم على نفس المنوال فوق الأرض فأجاب بالنفي فترجح لديّ أن تلك المقبرة موغلة في القدم, وما هي إلاّ أيام على إقامتي في جدة حتى خطر لي خاطر, لقد قلت لنفسي لا بد من العودة إلى تلك المقبرة والتأكد من قبورها هل هي موجهة للقبلة فنحكم أن موتاها مسلمون أو هي إلى غير القبلة فنحكم أن عمرها لا يقل عن ألف وخمسمائة سنة, لذلك عدت أدراجي وقد اصطحبت معي بوصلة وآلة لتحديد القبلة, وقبل وصولنا إلى المقبرة بمسافة قصيرة رأيت مقبرة تشبهها ظننتها هي, فترجلت لأعاين قبورها, ولكن شعبان هتف بي إنها ليست التي نريد, ولم أجبه بل أخذت ومعي يحيى الشمراني نعاين القبور ونحدد القبلة, وسألنا شعبان إن كانت القبلة كما تشير الآلة فأجاب بنعم فهالنا أن نجد جميع القبور غير موجهة للقبلة, ومعظمها في اتجاه واحد, فحكمت دون تردد أن عمرها أكثر من ألف وخمسمائة سنة, وقلت إن لم تكن ثمودية فهي أثرية وذات أهمية تاريخية, والله وحده يعلم كم كانت فرحتي وفرحة الإخوة المرافقين بهذا الكشف, وقلت في سري إن هذه الأمة وإن تكن غير إسلامية فإن لها اعتقاداً ما في دفن الموتى, فجميع القبور تمتد طولياُ في اتجاه واحد, ثم توجهنا إلى المقبرة الأخرى لأجبر خاطر شعبان, وإلاّ فقد اكتفى عقلي بهذه المقبرة, وفي نفس اتجاه قبور المقبرة التي عاينا وجدت قبور المقبرة الثانية, تنحرف عن القبلة في نفس الإتجاه, وسرت خطوات مع صف القبور فرأيت عدداً يسيراً من القبور تنحرف عن عامة المقبرة في اتجاه آخر, ولا تتجه إلى القبلة, وقبراً واحداً منفرداً يتجه إلى القبلة, وذهبت أفلسف الأمر فقدرت أن أصحاب المقبرتين أهل ملتين, وداخلني بعض الشك بسبب القبر المنـفرد, ورحت أسأل شعبان فكان يصر أن المقبرة سابقة للإسلام فقبورها إلى غير القبلة, ومرتفعة عن مستوى الأرض بمتر أحياناً, وبرغم هاتين الحجتين بقي في نفسي شيء ولكنه ظن وارتياب لا يدعمه دليل, وفي الطريق وجدنا شيخاً ينيف على السبعين أشار لنا أن نحمله معنا وما أن أخذ مجلسه حتى أمطرته بالأسئلة عن المقبرة لحاجتي للمعلومة اليقينية, فأكد لي قدمها, وأن لا أحد يعرف تاريخها فسألته إن كان أدرك الناس وهم يقبرون فيها فأجاب بنعم, حين كان صغيراً في سن الصبا, فتعجبت وقلت بإنكار شديد كيف والقبور موجهة لغير القبلة؟, فضحك وقال والله ما عرفنا الإسلام إلاّ من اثنتين وخمسين سنة, ومراده ما تفقهنا في الدين إلاّ منذ كيت وكيت وأردف ولقد كنا ندفن موتانا كيفما اتفق, وكان يشير بقوله هذا إلى عام 1374هـ حين أدخلت الدولة إلى جبلهم عنوة من يعلمهم ويفقههم في الدين, وكانوا في عزلة لا يدخل موطنهم غريب وأصبحوا على ما هم عليه الآن, إن الزائر ليسر من محافظتهم على الصلوات الأميّ منهم والمتعلم, ولا أظن دولة دخلت جبل القهر قبل ذلك على مر التاريخ, إنه قلعة طبيعية وحجر حصين, لذلك لم يكن الشيخ مجانباً للصواب في قوله, ولكنه أحال فرحتي بالمقبرة إلى ترحة, كم كنت أتمنى أن يثبت أنها من العصر الجاهلي على الأقل, فعدت أسأل نفسي أين مقابر ثمود؟, فكل جبال جبل القهر تشهد أن ثمود عاشت هنا, لقد ترجح لدي أن بعض قبور المقابر الحالية القريبة من المزارع والمساكن داخل الجبل ثمودية, وأن الناس في هذا الجبل توارثوا مقابر ثمود وطريقتهم في بناء القبور الآنف بيانها حتى كان عام 1374هـ فعرفوا حفر القبور ودفن الموتى وتوجيههم إلى القبلة, ولعل الآثاريين إن قدر لهم أن يزوروا جبل القهر ويشاهدوا أعظم آثار جزيرة العرب أن يجلوا لنا علامة الاستفهام هذه, إن عدم معرفة قبائل الريث بتوجيه موتاهم إلى القبلة يؤكد أن إدعاءهم أن ناقة صالح كانت بأرضهم معلومة متوارثة تناقلتها الألسن جيلاً بعد جيل, لا عن قراءة في كتاب, وهذا يزيد يقيننا أن ثمود كانت في هذا الجبل الحجر الممتنع.

مـقـبـرة الـشـامـيـة. صورة رقم (54)


أحد قبور مقبرة الشامية يقارب طوله الثلاثة أمتار. صورة رقم (55)

قبر آخر طوله ثلاثة أمتار تقريباً. صورة رقم (56)

مجموعة من قبور مقبرة الشامية. صورة رقم (57)





يتبع

  #15  
قديم 2007-11-02, 12:46 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

حفرة الحبوب


حين سمعت أن حفرة في الشرقي " أي الجهة الشرقية من القهر" محفورة في الصخر توجهت إليها, فوجدت حفرة محفورة بإتقان لا نستطيع بالمثاقب الحالية التي تعمل بضغط الهواء أو بالكهرباء أن نحفر مثلها دون أن يتشظى الصخر من حولها برغم أنها محفورة في صخر رملي, وقطر فوهة هذه الحفرة 54 سم وتنبسط قليلاً في الأعلى إلى 82 سم, حيث موضع الصخرة الغطاء التي تسد بها عند اللزوم وعمقها "الحفرة" 150سم, وتتسع كلما اقتربت من القاعدة, وليس في جبل القهر على شاكلتها حفرة سواها, وقد سألت إن كانت تستعمل لشيء فقيل فيما مضى كان يوضع فيها الحب "الطعام" عند الخوف وتسد فوهتها بصفاة وتطين, فإذا ارتحل عنها أهل ذلك الموضع لا يهتدي الأعداء إليها, فإذا أمنوا وعادوا إلى الديار وجدوا الحب بداخلها سليماً, وهذا الكلام إن صح فإنه يقتضي أن يكون الحب المدفون نوعاً واحداً لا أكثر إما دخناً أو ذرة, كما يشير إلى خلافات كانت تقع بين عشائر الريث فوصول القبائل المجاورة إليهم محال, ويغلب على ظني أن هذه الحفرة غير ثمودية وأنها حفرت في وقت متأخر, واخبرني يمني أن في قرى صعدة حفر مشابهة وأظن في إريتريا كذلك, وربما في أماكن أخرى من السراة.



حفرة الحبوب في الشرقي.
صورة رقم (58)



قبر داخل كهف في ذروة جبل قرب حفرة الحبوب... ربما يكون لواحد ممن حفروا الحفرة؟
صورة رقم (59)




قمة الجبل سليمة من النحت باقية على حالها وما فوق الغار تبدو آثار النحت فيه جلية.
صورة رقم (60)



يتبع

  #16  
قديم 2007-11-02, 12:46 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

حفرة الحبوب


حين سمعت أن حفرة في الشرقي " أي الجهة الشرقية من القهر" محفورة في الصخر توجهت إليها, فوجدت حفرة محفورة بإتقان لا نستطيع بالمثاقب الحالية التي تعمل بضغط الهواء أو بالكهرباء أن نحفر مثلها دون أن يتشظى الصخر من حولها برغم أنها محفورة في صخر رملي, وقطر فوهة هذه الحفرة 54 سم وتنبسط قليلاً في الأعلى إلى 82 سم, حيث موضع الصخرة الغطاء التي تسد بها عند اللزوم وعمقها "الحفرة" 150سم, وتتسع كلما اقتربت من القاعدة, وليس في جبل القهر على شاكلتها حفرة سواها, وقد سألت إن كانت تستعمل لشيء فقيل فيما مضى كان يوضع فيها الحب "الطعام" عند الخوف وتسد فوهتها بصفاة وتطين, فإذا ارتحل عنها أهل ذلك الموضع لا يهتدي الأعداء إليها, فإذا أمنوا وعادوا إلى الديار وجدوا الحب بداخلها سليماً, وهذا الكلام إن صح فإنه يقتضي أن يكون الحب المدفون نوعاً واحداً لا أكثر إما دخناً أو ذرة, كما يشير إلى خلافات كانت تقع بين عشائر الريث فوصول القبائل المجاورة إليهم محال, ويغلب على ظني أن هذه الحفرة غير ثمودية وأنها حفرت في وقت متأخر, واخبرني يمني أن في قرى صعدة حفر مشابهة وأظن في إريتريا كذلك, وربما في أماكن أخرى من السراة.



حفرة الحبوب في الشرقي.
صورة رقم (58)



قبر داخل كهف في ذروة جبل قرب حفرة الحبوب... ربما يكون لواحد ممن حفروا الحفرة؟
صورة رقم (59)




قمة الجبل سليمة من النحت باقية على حالها وما فوق الغار تبدو آثار النحت فيه جلية.
صورة رقم (60)



يتبع

  #17  
قديم 2007-11-02, 12:52 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

في كل مرة ينحسر القناع شعرة

هذه الحضارة التي أتردد عليها كالحسناء المقنعة الراغبة المتمنعة التي تكشف مرة عن حاجب وأخرى عن عين وتارة عن شفة وهكذا, فكلما عدت من زيارة عمل وعناء بمعلومات أقول هي الأخيرة, ما أن تمر أيام حتى تثور في ذهني أسئلة تتطلب مني العودة للبحث عن إجاباتها, فأعود وأنا أعلم مشقة زيارة تلك الأرض الوعرة وتمنحني كل زيارة زيادة على إجابة الأسئلة التي بذهني معلومة جديدة, فتكشف عن معلم جديد وشاهد عملاق من أعمال ثمود, كنت أمر به دون أن أتنبه له, وأول هذه المعالم جبل سميته الجبل المربع.
الجبل المربع:
ويقع جنوب قارة البعير, وهذا الجبل أقرب ما يكون إلى الشرقي, وذروته أو قل ثلثه العلوي منحوت على هيئة تجعله متماثلاً من الأربع الجهات, ومخلفات النحت لا تزال على صفحته, تشبه مخلفات شق ورصف الطرق الجبلية, حيث يتهيل الحصى والأتربة على صفحة الجبل على امتداد الطريق, ولأن ذروة هذا الجبل منحوتة على هيئة تشبه جنباتها الأربع بعضها بعضاً, لذلك فقد يتغير موقعك منه دون أن تتنبه, من الغرب إلى الشمال أو من الشمال للشرق, وفي تشابه جنبات ذروته قدر من الإتقان يثير الإعجاب, وإن لم يكن متطابقاً كل التطابق, فهو تشكيل لجبل بالقداديم وليس تشكيل قطعة حلوى, ولأن هذا الجبل لا تصل إليه السيارة لم أقترب منه ناهيك عن صعوده, وأخبرني بعض الرعاة أنهم صعدوه إلى ما دون النحت, ويخيل إليّ أن الجزء المنحوت يحول دون اعتلائه.



الجبل المربع من إحدى جهاته.
صورة رقم (61)

المتناظران

جبلان عظيمان في الشرقي على جانبي الوادي جوار صخرة المعاهدات بينها وبين الأكمة التي خرجت منها الناقة, ذاهبان في السماء, وهما منحوتان من الذروة إلى القاعدة في شكل يثير الإعجاب ويبهر العقل, شكل في غاية الجمال ولكن التعب حال بيني وبين تصويرهما, ويتعذر تصويرهما أو أحدهما من القمة إلى مسيل الوادي بآلة التصوير التي لدي, ويمكن تصوير جزء منهما إذا استلقيت على ظهري على رمال الوادي, ولن يبين جمال نحتهما إلاّ بآلة تصوير تلفزيوني.



رسمة طير في أحد الجبلين المتناظرين.
صورة رقم (62)




شكل يشبه رأس بطة مرسوم في الجبلين المتناظرين.
صورة رقم (63)

الجبل المموج

الجبال المنحوتة في جبل القهر أكثر من أن تحصى, وكثير منها منحوت على هيئة مدرجات, وفي الغالب ينتهي الجبل في أعلاه بما يشبه القبعة أو رأس أبي الهول وفي الشرقي كثير من هذه النحوت, وفي الواديين بقدر أقل, أما في الشامية فأظن أنه كان بينها وبين الشرقي تنافس في نحت الجبال, وأجمل ما رأيت على هذه الشاكلة جبلاً في الشامية على يمين الطريق وبعيداً عنها منحوتاً في مدرجات تراه فلا تشبهه إلاّ بموج البحر يتبع بعضه بعضاً, لا شك أن ثمود لم تكن تنحت الجبال لحاجة ليس إلاّ, فاعتقادي أنه كان للتفاخر والبطر دور في نحت بعضها.



الجبل المموج (الشامية).
صورة رقم (64)

  #18  
قديم 2007-11-02, 12:56 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي


في بيت ثمودي

للمفسرين فيمن آمن من ثمود قولان, أحدهما أنهم خرجوا من ديارهم حين أنذر قومهم العذاب ثم عادوا إليها فيما بعد, وقول يرى أصحابه أنهم خرجوا من ديارهم ومواطنهم ولم يعودوا إليها, ولا أريد أن أناقش الرأيين برغم أن لي فيهما قول, ولكن الذي لا مرية فيه أن أبناء إسماعيل سكنوا هذا الجبل وعرفوا بيوت ثمود وسكنوها وبنوا على منوالها ما يناسب أجسامهم وحاجاتهم, لقد وجدوا جبالاً منحوتة وتحت البعض منها بيوتاً سليمة أو متهدمة فكانت لهم خير مرشد, ولا يزال البعض القليل من الناس يبني مثل هذه البيوت ويسكنها, وقال لي أحدهم إن الذباب لا يدخلها وإذا صح هذا القول فذلك يعود لهندسة النحت, ولقد تيسر لنا دخول بيت ثمودي مهجور منذ أمد بعيد, يتكون من غرفتين منفصلتين متجاورتين, يمثل الجزء المنحوت من الجبل الجدار الداخلي الخلفي لكل غرفة, كما يكون الجبل جزءاً من السقف, أما ما تبقى من السقف فمن القلام وجذوع الشجر, وإحداهما أوسع من الأخرى, يغلب على ظني أن الصغرى كانت مطبخاً والأخرى سكناً, فجدار الصغرى يضرب إلى السواد, إذ تبدو عليه ما يشبه آثار الدخان المتصاعد عن الطبخ, وبجوار الغرفتين حائط متهدم أظنه كان يستعمل زريبة للمواشي, ربما أنه كان متصلاً بذروة الجبل ليكون دافئاً للماشية في فصل الشتاء, وفي الغرفة المطبخ وجدنا رفاً موضوعاً عليه بعض الآنية غير المستعملة في وقتنا الحاضر, و لقد كانت تستعمل في الماضي القريب, وجدناها موضوعة على رف من الصخر, وهذا الرف يتكون من صفاة مثبتة في الجدار بثقل ما فوقها من الحجارة المرصوصة فوق بعضها وبقليل من الخلب, والجدار المبني فيه خلب من الداخل يسد فراغاته, وليس هو على هيئة ملاط يجعل الجدار أملس, كما نفعل بالجص والإسمنت, أما الباب فمنخفض جداً في الغرفتين يحتاج الداخل إلى الانحناء كثيراً حتى يلج فيه, وباب الغرفة التي للسكن له مصراعان, أظنهما من خشب السدر, أما باب المطبخ فمن مصراع واحد وفتحة الباب ضيقة, وهذا يدل على نحافة أجساد ساكنيه,لقد كان دخولنا الغرفتين غير مريح, بل يثير الضيق وهو لمرة واحدة, فكيف كان ساكنو هذا البيت يدخلون ويخرجون آناء الليل وآناء النهار, ومرد ضيق الأبواب في هذا البيت الثمودي فيما أظن عائد للعرف والعادة ولدفع برد الشتاء ولذوق سكانه, وإن كان يوحي بقصر قامات ساكنيه ونحافة أجسادهم, وقد رأينا بيوتاً على شاكلته أبوابها في علوّ أبوبنا أو تقل شيئاً يسيراً, وكانت رؤيتنا لها عن بعد يسير, ولقد أثار تعجبي عدم وجود أي رائحة غير مستحبة في هذا البيت المهجور, وكأن ساكنيه غادروه قبل وصولنا بأيام.



الغرفتان الثموديتان في الأعلى.
صورة رقم (65)



إحدى الغرفتين من الخارج (البناء قديم ومتقن).
صورة رقم (66)



الجدار المبني من البيت الثمودي (من الداخل).
صورة رقم (67)



مشجب من الخشب مثبت في الجدار المبني.
صورة رقم (68)



البيت الثمودي من الداخل "غرفة الطبخ" (الشامية).
" الجدار المنحوت من الجبل"
صورة رقم (69)



أخشاب السقف في البيت الثمودي.
صورة رقم (70)



القطعة البيضاء في الصورة هي مفتاح من الخشب للباب موضوع على نتوء من الجدار المنحوت من الجبل.
صورة رقم (71)



رف من الصفا مثبت في الجدار المبني من الحجارة بالخلب وبثقل الحجارة التي تعلوه.
صورة رقم (72)



سارية البيت الثمودي التي تحمل السقف المكون من القصب وأغصان الشجر.
صورة رقم (73)



آنية وجدناها في البيت الثمودي.
(ليست ثمودية كانت تستعمل إلى عهد قريب).
صورة رقم (74)





يتبع

  #19  
قديم 2007-11-02, 12:58 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

دلائل أخرى





هذا الجبل منحوت من أكثر من جهة وقمته منحوتة على شكل رأس أبي الهول ( أو رأس حيّة كبرى) وأسفل منه يشبه الفناء (الشرقي).
صورة رقم (75)







قمة الجبل منحوتة في هيئة تشبه رأس أبي الهول (الشرقي).
صورة رقم (76)




جبل منحوت في الشرقي.
صورة رقم (77)




جبل آخر منحوت مدرجات في الشرقي.
صورة رقم (78)




جبل منحوت في الشرقي أسفله رسم.
صورة رقم (79)




جبال منحوتة مدرجات في الشرقي.
صورة رقم (80)




نحت في صفحة الجبل.
صورة رقم (81)




نحت بارز في جبل يقع في الواديين يقع أسفل منه بيت ثمودي.
صورة رقم (82)

يتبع

  #20  
قديم 2007-11-02, 12:59 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

الناقة تخرج من الصخرة


في أول زيارة من زياراتي لآثار ثمود أو قل آثار جبل القهر أراني أحد المرافقين رسماً غير مفهوم, قمت بتصويره في حينه, ولأني لم أفهمه أهملته, ثم لم ألبث أن نسيت موضعه الذي رأيته فيه, ولست الوحيد الذي احتار في فهمه, فكل واحد من مرافقي أو ممن صادفتهم يفسره برأي يخالف الآخرين, وبعض التفسيرات أقرب إلى الأماني والأحلام, ويقع هذا الرسم على يمين المتجه إلى أثر الناقة في صفحة الجبل بين صخرة المعاهدات والأكمة التي خرجت الناقة منها, وأول شخص أرانيه أشار بيده إلى أحد أرجل الرسم وهو يقول: أليس هذا سهم يشير إلى الأسفل
إن في الأسفل سراً كبيراً, وقال الآخر: لعله كنز, وبعد رحلات متعددة أخذني شعبان إلى هذا الرسم, وما أن نظرت إليه حتى تولد لدي رأي ارتسم في ذهني وشعبان يشرح لي تفسيره له قائلاً: إنه صورة لقلب إنسان, وخطر لي قول من قال إنه يشير لسر يرجح أنه كنز مدفون في الأسفل, وبتحليل ذهني سريع أخذت أنظر إلى العرصة التي تعلوها اللوحة فإذا هي صخرة ملساء صماء ليس فيها أثر لمعول, لا حفراً ولا شقاً ولا ثقباً, فاستبعدت فكرة السهم وما يشير إليه من سر, وبتمعن يسير في هذا الرسم الغريب غلب على ظني أنه صورة حيوان يخرج من صخر, يدفع الصخر برأسه للخروج, ولأن هذا الحيوان يبذل جهداً فقوائمه محنية غير قائمة, إنه يشبه حصاناً يجر عربة بمشقة بالغة لما عليها من أحمال, وقد خلف الحيوان الذي في الصورة وراءه فجوة شبيهة من حيث الشكل والهيئة بالجانب الخلفي للفجوة الموجودة في أكمة الناقة الذي يلي الوادي, يغلب على ظني أن هذا الرسم تخليد لخروج ناقة نبي الله صالح من الأكمة, وبإمكان القارئ أن يرجع إلى صورة الأكمة التي خرجت منها الناقة }صورة رقم9{ ويقارنها بالتجويف الذي يحيط بهذا الحيوان, وهذه الصورة تؤكد أن الناقة خرجت بادئ ذي بدء إلى الناحية الخلفية للأكمة ووضعت فصيلها ثمّ سارا معاً شرقاً عبر الأكمة وقد صارت جوفاء كالقوس, الناقة في اليسار وفصيلها على يمينها, وأثر الناقة وفصيلها يبدأ من الناحية الخلفية للأكمة المقابلة للوادي, وعلى هذا بنيت قولي إن الناقة خرجت أولاً إلى ناحية الوادي, وعلى من يزور هذه الآثار أن يتنبه لهذا الأمر, كأني بالرسام قد وقف يشاهد الفتحة من ناحيتها الخلفية الموضحة في الصورة أنفة الذكر, ثم جاء إلى صفحة الجبل ليرسم ما ارتسم في ذهنه بقدر لا بأس به من الإتقان, أرجو أن يكون ظني موافقاً للحق.



صورة حيوان يخرج من الصخر.
ربما تكون رسمة لناقة صالح؟؟؟
صورة رقم (83)




التجويف الذي يحيط بالحيوان يماثل التجويف الذي خرجت منه ناقة صالح.
صورة رقم (84)



أثر أقدام إنسان وأخفاف راحلة


حين سلكنا الوادي المفضي إلى لوحة الأحرف الأولى لاحظت وجود أثار لإنسان وناقة كأنه يسوقها أو يتبعها, وهذه الآثار مطبوعة في الصخر في مسيل الوادي حيث تقع خطوات السالك للوادي, وبرغم أنه لا يدخل ضمن هذا البحث إلاّ أني أردت أن أدونه عسى أن يأتي عالم آثار فيقدر عمره, وعمر أثر الناقة وفصيلها الذي سلف إيضاحه.



أثر قدم إنسان محفور في الصخر.
صورة رقم (85)



أثر آخر لقدم إنسان في الصخر.
صورة رقم (86)



آثار أخفاف راحلة.
صورة رقم (87)



يتبع

موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 02:34 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010