سُنن الله لا تميل ولا تنحرف

[أحمد الحربي]

سُنن الله لا تميل ولا تنحرف

في خطبته بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب.. د. محمد المريخي:

كتب - نشأت أمين جريدة الراية:

حث الدكتور محمد حسن المريخي المسلمين على التمسك بالشريعة الغراء والعض عليها بالنواجذ قائلا: إن لله تعالى في خلقه سننا وطرقا ومناهج مُحكمة لا تتبدل ولا تتغير، سننا معلومة عاقبة سالكها وطرقا مكشوفا حال سائلها ومناهج معروفة نتائجها".

وقال الدكتور المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أمس: أن سنن الله ثابته لا تتغير ولا تتبدل إلى أن يأذن المولى عز وجل بزوال هذه الدنيا وإنها سنن مستقيمة ومناهج منضبطة لا تميل ولا تنحرف وهي سنن للأولين والآخرين، والمؤمنين والفجار والكافرين والطائعين والعصاة والمجرمين.

مبيننا أن الطائع له الأجر والحسنى، والعاصي له العقاب والعذاب والشاكر له الزيادة والجاحد له المؤاخذة.

وأضاف الدكتور المريخي : لقد وجه الله تعالى عباده إلى الوقوف على هذه السنن والتعرف عليها وملاحظتها فقال جل وعلا: " قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْض فَانظرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة المُجْرِمِينَ"

حتى يُعرف مصير العصاة والمجرمين فيُحذر وعاقبة المتقين المقربين فتُسلك.

ويتبين الحق فيُتبع ويظهر الشر فيُجتنب وتعرف عواقب الشاكرين والجاحدين والساخطين والمغرورين والغافلين والطغاة والمغيرين

"يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لكُمْ وَيَهْدِيَكمْ سُنَنَ الذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَليْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".

وحذر الدكتور المريخي من يفكر في الإقدام على تغيير خلق الله من العواقب قائلا: منذ أن خلق الله تعالى الإنسان وإلى قيام الساعة ليس هناك عاص أو مجرم، حاول تغيير خلق الله وتبديل سننه إلا وعجز وانتكس وهلك واندحر، قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين".

وقال مجاهد رحمه الله "قد خَلت مِن قبلِكم سُنَن" أي بهلاك من كذب قبلكم.

ودعا الدكتور المريخي المسلمين إلى تدبر آيات القرآن وقصصه والسُّنة وما جاء فيها من أخبار الأولين والأمم المستعلية والمستكبرة وكيف كانت نهاية أمرهم وعاقبة مسلكهم: "قَدْ مَكَرَ الذِينَ مِن قَبْلِهمْ فَأتَى اللهُ بُنيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَليْهمُ السَّقفُ مِن فَوْقِهمْ وَأتَاهُمُ العَذابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ"

وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال" مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحِجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، إلا أن تكونوا باكين؛ حذراً أن يصيبكم مثل ما أصابهم، ثم زجر ناقته فأسرع حتى خلفها" في إشارة إلى قصة قوم ثمود.

ونبه الدكتور المريخي إلى أن هذه ديار قومٍ أرادوا أن يبدلوا خلق الله فأتاهم ما يوعدون وأهلكهم الله تعالى.

وضرب مثالا آخر بعواقب من بدل وغير سنن الله تعالى أو حاول تغييرها. مشيرا إلى قصة عمرو بن لُحي الذي جاء بالأصنام للعرب في مكة ليعبدوها مع الله جل وعلا بهدف تبديل دين التوحيد دين إبراهيم عليه السلام فأهلكه الله تعالى.

وأشار الدكتور المريخي إلى نموذج آخر لمصير من بدلوا سنن الله تعالى ضاربا المثل بقوم لوط الذين تركوا النكاح من النساء وفعلوا الفاحشة.

مضيفا أنهم كانوا يأتون الذكور فحذرهم لوط عليه السلام ونهاهم وهددهم بعذاب الله تعالى قائلا لهم:

أتَأتُونَ الفَاحِشَة مَا سَبَقَكُمْ بهَا مِنْ أحَدٍ مِنَ العَالمِينَ".

" أتَاتونَ الذكرانَ مِنَ العَالمينَ* وتَذَرونَ مَا خَلقَ لكم ربكم من أزواجِكم بل أنتم قومٌ عادون".

فكان ردهم السيّئ الذي ينضح غرورا واستكبارا واستهتارا بتحذيرات الرسول حينما قال لهم " يَا قَوْم هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أطهَر لكُمْ فَاتقوا الله وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي " فقالوا له: " لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد".

فلما كان هذا الاستكبار وهذا الإصرار وهذا الإعراض عن نُصح الرسول وتوجيهاته ، أمر الله تبارك وتعالى لوطا ومن معه بترك القرية والابتعاد عنها : " فَأسْرِ بأهلِكَ بقِطْع منَ الليل ولا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب".

فلما اقترب القوم من لوط وطلبوا منه من كانوا عنده من الضيوف "قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون".

فردوا عليه " أولم نَنْهَكَ عن العَالمِين" فقالت الملائكة الكرام "يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك" حتى قال الله تعالى "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليَها سافِلها وأمْطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسوَّمة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد".

وقال الدكتور المريخي: إن هذا الانتقام ليس من الظالمين ببيعد بل هو لكل من بدل سنن الله أو حاول تغييرها مشيرا إلى قصة انتقام الله عز وجل من فرعون وهامان.

ودعا إلى مسايرة سنن الله عز وجل والسير وفق منهجها والخضوع لها لأنها أمر الله جل وعلا.

وأكد أن من مشى مع السنن عبر الدنيا ووصل إلى الآخرة سالما معافى ومن عارضها أو حاول تغييرها غلبته وأرغمته وتعذر وعثر في دنياه وأقبل على الله وهو من الخاسرين.

[ابو طلال الفيفي]

الله يجزاك خير
وبارك الله فيك اخي الكريم

[Al-KHUSHAIBY]

بيض الله وجهك اخي الغالي

[مقطع العروق]

بارك الله فيك اخوي أحمد ونفع ما قدمت

وجعل ما طرحت في موازين حسناتك

تقبل مرووووري