طوكيو - واشنطن: «الشرق الأوسط»: أفادت تقارير يابانية أمس بأنه تم اكتشاف عنصر البلوتونيوم في تربة خمسة مواضع داخل محطة فوكوشيما للطاقة النووية التي لحقت بها أضرار جسيمة نتيجة لزلزال مدمر وقع يوم 11 مارس (آذار) الجاري شمال شرقي اليابان، أعقبته موجات مد عاتية (تسونامي)، وهو ما يزيد المخاوف بشأن حدوث تلوث إشعاعي من أسوأ أزمة نووية يابانية. وقالت شركة «طوكيو إلكتريك باور»، التي تتولى تشغيل المحطة، إن مستويات المواد الإشعاعية المأخوذة من التربة في محطة فوكوشيما دايتشي قبل أسبوع لا تشكل خطرا على صحة البشر. وأضافت الشركة أنها مماثلة لتلك التي سقطت على اليابان بعد اختبار سابق لأسلحة نووية من قبل دول أخرى. وذكر المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوكيو إدانو، أن قراءات البلوتونيوم تظهر أن «الوضع خطير للغاية وتعزز أيضا فكرة أن هناك انصهارا جزئيا لقضبان الوقود المستنفد». وأكد رئيس الوزراء الياباني نواتو كان، أمس، أن حكومته في «حالة استنفار قصوى» لحل مشاكل المحطة النووية في فوكوشيما، حسب ما ذكرت وكالة جيجي اليابانية. وقال كان إن الوضع ما زال «صعب التوقع» في هذه المحطة التي تعطلت فيها أجهزة تبريد عدد من المفاعلات وتكاثرت فيها عمليات التسرب الإشعاعي منذ زلزال وتسونامي 11 مارس. وأضاف خلال اجتماع لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ، أن الحكومة «ستتصدى لهذه المشكلة في حالة استنفار قصوى». ونقلت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء عن وكالة السلامة النووية والصناعية في اليابان قولها إنه لم يتم التأكد بعد من تسرب البلوتونيوم من أي مفاعل نووي، لكنها أضافت أن الشركة المشغلة للمحطة ووزارة العلوم ستعززان المراقبة البيئية إلى ما بعد المنطقة المغلقة التي تمتد لمسافة 20 كيلومترا حول المحطة التي تضم ستة مفاعلات نووية بالإضافة إلى داخل المجمع.
وقال هيديهيكو نيشياما، المتحدث باسم وكالة السلامة النووية والصناعية، إن اكتشاف البلوتونيوم «يؤكد خطورة الحادث» ويشير إلى أن هناك «بعض الأضرار التي لحقت بقضبان الوقود».
وكانت الحكومة اليابانية أعلنت أول من أمس حدوث انصهار جزئي لقضبان الوقود المستنفد تسبب في مستويات مرتفعة من المواد المشعة التي تم اكتشافها في المياه بمبنى توربينات المفاعل رقم 2 المجاور. وتجمعت المياه في المبنى بعد أن ضخت الشركة المشغلة للمحطة النووية وعمال الطوارئ والجيش المياه في المحطة لتبريد مفاعلاتها النووية التي ارتفعت درجة حرارتها بشكل مفرط. وتابع إدانو أن المياه «يعتقد أنها لامست بشكل مؤقت قضبان
الوقود التي انصهرت جزئيا». ونفى نيشياما احتمال أن يكون الوعاء الحاوي للمفاعل النووي رقم 2 الذي يحمي من انبعاث المواد الإشعاعية به تصدعات أو ثقوب، قائلا إنه ليست هناك أي بيانات تشير إلى ذلك. وأضاف أنه من المحتمل أن تكون مواد مشعة قد تسربت من الأنابيب أو الصمامات. ورصدت مستويات إشعاع تتجاوز ألف ملليسيفرت في الساعة في المياه في خندق خارج نفس مبنى التوربينات في المفاعل النووي رقم 2 وفقا لما ذكرته الشركة المشغلة للمحطة النووية أول من أمس. وذكرت «كيودو» أن أحد طرفي الخندق الذي يشبه النفق يقع على بعد نحو 55 مترا من الساحل وتوجد المياه على مسافة متر أسفل فجوة الخندق على مستوى الأرض. وعثر على مياه ملوثة بالإشعاع أيضا في مباني توربينات مجاورة للمفاعلات النووية 1 و3 و4. ويبلغ الحد القانوني للتعرض للإشعاع بالنسبة للعاملين بالمحطة 100 ملليسيفرت رغم أنه ارتفع إلى 250 ملليسيفرت خلال الأزمة النووية.
وأعاق التلوث عمليات استعادة الكهرباء ومهام التبريد في المفاعلات النووية لتجنب كارثة محتملة. وتحاول الشركة تطهير المياه من الإشعاع لتقليص مخاطر تعرض مزيد من العاملين للإشعاع، حيث إنه يجب على العاملين الدخول للمفاعلات مرتفعة الحرارة بشكل مفرط من أجل إصلاح أنظمة التبريد الرئيسية بالمحطة. وكان ثلاثة مهندسين يعملون في شبكات الكابلات بالمفاعل النووي رقم 3 قد تعرضوا يوم الخميس الماضي لمستويات إشعاع في المياه أعلى من المستويات الطبيعية بعشرة آلاف مرة. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو قد قال أول من أمس إن الأمر سيستغرق مزيدا من الوقت لاستقرار الوضع في محطة فوكوشيما النووية على بعد 250 كيلومترا شمال شرقي طوكيو. وأضاف أمانو في فيينا: «ما زال الوضع حرجا في محطة فوكوشيما دايتشي ويستغرق الأمر بعض الوقت لاستقرار المفاعلات النووية». وتابع: «ما زال الوضع خطيرا للغاية». وفي واشنطن أعلنت الوكالة الأميركية لحماية البيئة أن آثار إشعاعات نووية من محطة فوكوشيما اليابانية اكتشفت في مياه الأمطار بشمال شرقي الولايات المتحدة، مؤكدة أن هذه الإشعاعات ليس لها أي خطر على الصحة. وقالت الوكالة إن هذه الآثار اكتشفت في مياه الأمطار بولايتي بنسيلفانيا وماساشوسيتس (شمال شرق). وتحدث باحثون، الاثنين، عن مستويات من الإشعاعات أكثر من الطبيعي في أوهايو (شمال). وقال هؤلاء الباحثون في جامعة كليفلاند (أوهايو) إنهم اكتشفوا مستويات ضعيفة من اليود 131 آتية من اليابان في مياه الأمطار التي جمعت على سطح أحد الأبنية في هذه الولاية. وأوضحت الوكالة الأميركية لحماية البيئة أنها عززت نظام مراقبة مياه الأمطار ومياه الشفة في كل الولايات المتحدة. وقالت في بيان أول من أمس «بعد الحادث في محطة فوكوشيما، رصدت آلات القياس الهوائية التابعة للوكالة الأميركية لحماية البيئة مواد مشعة بشكل طفيف في الولايات المتحدة تتطابق مع معطيات المفاعلات النووية المتضررة». وأوضحت أن المستويات التي اكتشفت في بنسلفانيا وماساشوسيتس «هي موضع دراسة من قبل الوكالة الأميركية لحماية البيئة»، مشيرة إلى أن «هذه المستويات هي أعلى من المعدل التاريخي في هاتين المنطقتين». وأكدت الوكالة أنها «اتخذت إجراءات لتعزيز الوسائل القومية لمراقبة مياه الأمطار ومياه الشفة» حتى وإن «كانت هذه المعدلات (من الإشعاعات) على المدى القصير لا تمثل خطرا على الصحة». وشددت على أن «هذا التقييم (للإشعاعات) هو لمدة قصيرة».
2011-04-02, 09:02 PM
الامطار تنقل الاشعاع الياباني لشمال الأميركي
العرض العادي
