هل بالإمكان إكتشاف كائنات غريبة تعيش في وسط نفطي؟!
أقرَّ بعض الباحثين من مجال علوم الاحياء أن كائنات حية خفية في نفط باطن الارض قد تساعد على فهم حياة مخلوقات غريبة توجد في الفضاء الخارجي البعيد عن كوكب الارض. ويعتقد بعض العلماء الالمان انهم تمكنوا من اكتشاف ميكروبات دقيقة تعيش داخل قطرات صغيرة من الماء كانت قد تكونت ببحيرة في جمهورية ترينيداد توباغو.
وقد يبين اكتشافهم هذا أن هناك امكانية توفر الحياة على أجرام بعيدة جداً بالفضاء وذلك انطلاقاً مما تم إكتشافه داخل البحيرة ومثل ما يجريه أيضاً القمر الصناعي العملاق تيتان على كوكب زحل. وجاء هذاالاكتشاف بناءً على تجربة اجريت ببحيرة بيتش التي تقع بمنطقة لابريا بالجنوب الغربي للبلاد. ويضم هذا الاخير، أي الجزء الجنوبي الغربي، أكبر احتياطي العالم من الاسفلت الطبيعي. من جهة أخرى، تتوفر بحيرة بيتش على مصدر من النفط تجعله يطفو على السطح حيث يتصلب ويكون قشرة خارجية صلبة جدا.
لقد اعتقد العلماء من قبل أنه لا وجود لحياة داخل وسط نفطي سام، وظنوا أيضا أن حياة بعض الكائنات الحية قد تتطور وتنمو بوسط يلتقي فيه الماء والنفط فقط. لكن الدراسة الأخيرة قد نفت ادعاءهم وبرهنت أن هناك ميكروبات قد تنمو داخل قطرات المياه في النفط بذاته. ويؤكد البروفسور راينر مكنستوك من معهد هلمهوتز زنتم مونكن المعروف اختصارا بـ (HMGU) أنهم قد وجدوا مجتمعات ميكروبية صغيرة جداً ومعقدة داخل القطرات المائية، وتلعب هذه المكونات دوراً كبيراً في إضعاف جودة النفط الخام.
وبما أن هذه القطرات المائية تضم مجموعة واسعة من الكائنات الميكروبية، فإن هاته الاخيرة تؤدي إلى تحويل سائل النفط إلى مواد عضوية مختلفة. وكما قال الباحث المهتم ببيولوجيا الفضاء دورك شولز مكوك بجامعة ولاية واشنطن لصحيفة Live Science في Pullman أن هذا الاكتشاف جدًّد لديهم أمل العثور على مقومات الحياة التي تبدو غريبة إلى حد الآن على جرم زحل ستة أو ما يسمى بالتيتان الذي يحوي بحيرات هيدروكربونية على سطحه.
في السنة الماضية فقط، بينت بعض مقاسات بحر كبير على سطح جرم التيتان أنه يحتوي على ما يقارب 5.590 ميل مكعب (أي 9.000 كيلومتر مكعب) من سائل الميثان. هذا ما يعادل حوالي أربعين مرة من احتياطات كوكب الارض من النفط والغاز.