التعليمـــات |
التقويم |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لدين ممنوع .. والعتب مرفوع .. والرزق على الله .. !!
( لكي تخسر صديقك عليك أن تقرضه ! ) المغفل أو الأهبل ، لوحده في هذا الزمان ، هو من يظن أن تسليف الآخرين شهامة ومرجلة و "جدعنة " ، وأن الصديق وقت الضيق ، ومن قدم شي بيداه التقاه ، وهنيّا لك يا فاعل الخير ، وحسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة .. !! ولأنه مسكين وطيّب وعلى نيّاته و" بتاع ربّنا " عصفت به نوبة الشهامة فجأة ، وسلّف صديقه في لحظة طغت فيها العواطف وطاش فيها الوعي ، ولم يجلس مع نفسه في هدوء ورويّة ليحسب المسائل بالعقل والمنطق ، ويضع الحسنات والسيئات في كفتي ميزان ، ويرى بأمّ عينيه أي جناية ارتكب وأي خطيئة اقترف .. ! في البداية يأتي إليك هذا الصديق المستدين وعليه سيما المسكنة والخشوع ، ويجلس بين يديك ضارعا متوسّلا ، منكسرا مستحييا ، لا يرفع عينيه ( على نظام ارحموا عزيز قوم ذلّ ! ) ، ويشرح لك من أحواله المتعسّرة وحاجاته الملحّه ، وينمّق لك من الحكايات والتفاصيل ما يستثير العواطف وما يستفز كوامن البذل والعطاء ، وقد حفلت روايته بكل عناصر الحبكة الدرامية والمؤثرات العاطفية ، واختلط فيها الصدق بالكذب والحقيقة بالوهم والواقع بالخيال ، ولعله يسخر منك في سريرته ، ويمدّ لسانه مستهزئا ، إذا نجح في خداعك والضحك عليك ، ونال مراده ، وانصرف قائما من مجلسه .. ! والفصل الثاني عندما يحين وقت السداد ، فيبدأ هذا (الصديق) في المماطلة والتسويف ، وفي اختراع الكذب وإخلاف الوعود ، وفي التهرّب والمراوغة ، ثمّ يتحاشى مواجهة الناس أو الاجتماع بهم في الأماكن العامة ، ويواصل رحلة الهروبه والاختفاء ، وكأنه طريد العدالة أو مجرم هارب وخارج على القانون ، فيلجأ لتغيير أرقام تلفوناته وعناوينه لئلا يصطاده أحد ، وربّما تنكّر وحاول تبديل هيئته وملامحه ومحل إقامته ، أو حتى استخراج " صكّ إعسار " وجواز سفر استعدادا للهروب الأخير .. !! وستقع في النهاية على الحقيقة المرّة ، وهي أنّك قد خسرت صديقك (كما خسرت حقوقك الماليّة ) من اللحظة التي سلّفته فيها ، ولن يجدى لاستعادة الدَين صكّ أوتوقيع أو ختم حتى لو زُجّ به في السجن ، وإذا واجهته مرّة بعد المطاردة والملاحقة أو أعاد لك بعض حقك قال لك بعين قويّة هذه المرّة :" كم تنزّل عليّ ؟! " ، أو " إحمد ربّك إن فيه أحد يردّ السلف ! " ، فمن (قوانين الاقتصاد والمعاملات الماليّة) في العصر الحديث أن (السلف لا يعاد كاملا ولا يستبدل !) ، إلا في حالة حدوث معجزة إلهية ، والمعجزات انتهت مع عصر الأنبياء الأوائل ، أو كانت حالة شاذة لا يقاس عليها ولا تخرق القاعدة المستقرّة المعمول بها .. !! فهلا تدبّرت في المقابل الدروس البليغة التي تسديها لصديقك ، إن لم تطاوعه وامتنعت عن تسليفه مهما جرحت مشاعره في لحظتها ، أو أجّجت في نفسه لهيب الغضب منك والنقمة والسخط عليك ؟؟!! سيتعلّم في البداية أن ليس كل الناس من يقوى على خداعه ، والتلاعب بعقله وعواطفه ، فيعتدل في سلوكه ، وينبذ الكذب والغش والتزوير ، وتستقيم أخلاقه وطبيعته على نهج الصراحة والصدق . وبذلك تكسب الأجر والمثوبة في تقويم الأخلاق المعوجّة والطبائع المنحرفة !! .. وإن لمستَ لدى صديقك هذا موهبة عالية في اختلاق الحكايات وصياغة الحوادث وتلفيق الوقائع ، وتوسّمت فيه مستقبلا زاهرا ، فتستطيع أن تهدي له من مكتبتك الخاصة بعض روايات كبار الأدباء ، علّها تعينه في التسريع بنضج موهبته الأدبية وصياغة أسلوبه ومفرداته وصوره الفنية ، ليصبح بعد التدريب أديبا مشهورا، أو يترقى به الحال ويستغلّ تلك الموهبه في " التأليف والاختلاق " ليكتب عمود " رأي اليوم " في إحدى الجرائد المحليّة أو الزاوية الفنية بجريدة " الجزيرة " على سبيل المثال .. !! والدرس الثاني هو (العقلانية) ، عندما يتعلّم كيف يعيش ويحلم حسب امكاناته ، وأن يوازن بين الدخل والمصروفات ، ولا يشطح بعيدا في أحلامه ، ولا يورّط نفسه في ديون تفوق قدراته على السداد ، أو تضطره للمعيشة الضنك والتقتير على النفس وعلى من يعول أمدا بعيدا ودهرا داهرا .. كما أنه سيجد نفسه مضطرا للاعتماد على النفس ، واستنفار أقصى مالديه من قدرات ومواهب ، وترك الاتكالية ، واليقين بأن مصدر المال الحقيقي هو العمل المنتج وليس (السلف غير الصالح) الذي يفسد مواهبه وأخلاقه ، ويستعبده لصاحب راس المال ... والدرس الثالث أن تخلق لدى صديقك هذا (ثقافة عميقة) و(رؤية تاريخية حضارية) عندما تحرمه من السلف .. !! أسرد لصديقك من تاريخ القرن التاسع عشر كيف ورّط الخديوي إسماعيل مصر في الديون التي استدانها من الغرب لمشروعات تفوق قدرة البلد على التنفيذ وعلى السداد مع الفوائد ، وكيف تدخل مندوبو الدول الدائنة في الشؤون الداخلية المصرية لدرجة تعيين وزراء أجانب في الحكومة يراقبون الميزانية العامة وأوجه صرفها ، وكم يقتطع من الدخل القومي لخدمة سداد الدين ، وكيف وقعت البلاد في النهاية تحت الاحتلال البريطاني بسبب تلك الديون ؟؟ واشرح له كيف نمت وتضخمت ديون العالم الثالث حتى ألتهمت فوائض التنمية وفتحت الباب للاستيراد والانفتاح الاستهلاكي على مصراعية ، ورفعت الحماية عن الصناعة الوطنية ، ثمّ لم تحقق الرخاء الاقتصادي الموعود ، وحتى رمت بالبلدان المستدينة في أحضان التبعية الاقتصادية والسياسية للدول الدائنة ، بعد التسليم بشروط (البنك الدولي) و(صندوق النقد الدولي) ، والقروض بالفوائد الربوية الباهظة التي تقرض 3 مليارات دولار لتستعيدها 7 مليارات ؟؟!! قل له إن " الدين همّ بالليل وذلّ بالنهار " ، ولقّنه أن يدعو بدعاء النبي الكريم :" اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ! " ، وأن حرمانه هذا لأجل مصلحته وراحة نفسه وخلوّ باله من المشاغل ، حتى ينام حرّا هانئا قرير العين لا يضطرّ لاقتراف الكذب وإخلاف العهود .. فإن رماك بالبخل والإمساك فأهدى له نسخة من كتاب " البخلاء " للجاحظ الذي هو أحد أهم خمسة كتب في الأدب العربي ليستيقن أن ما يسمّيه " بخلا " هو عين الاقتصاد والحكمة والتدبير ، فإن لم يعجبه " أهل مرو " فلتهدي له كتابا عن طرائف البخل الاسكتلندي المعاصر حتى يعلم في النهاية أن " صديقك من صدَقك لا من صدّقك " ، و" يابخت من بكّاني وبكى عليّ ، ولا ضحّكني وضحّك الناس عليّ " .. !! --- منقول
التعديل الأخير تم بواسطة لمهاجر ; 2010-10-28 الساعة 12:22 PM |
#2
|
||||
|
||||
مشكور على الطرح المفيد والله يعيــــــــن الجميع ويسر امر كل معسر،، كل التقدير لك
|
#3
|
||||
|
||||
بارك الله فيك ع النقل الجميل
|
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيك ع النقل الجميل
|
#5
|
|||
|
|||
الله يسرها على كل محتاج
|
#6
|
||||
|
||||
يعطيك العافيه والله يسهل الأمر ويفرج على المسلمين والمسلمات ويسدد عنا دين الدنيا والاخرة لك وردي
|
#7
|
||||
|
||||
الله يجزاك خير على الكلام الدرر
|
#8
|
|||
|
|||
اقتباس:
مشكوووووووووووره على مروررك العطر
|
#9
|
|||
|
|||
الله يعطيك العافية على النقل
|
#10
|
||||
|
||||
|
|
|