عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 2006-03-25, 05:20 AM
الصورة الرمزية منصور المناع
منصور المناع منصور المناع غير متواجد حالياً

 

مؤسس الموقع

 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: تمـير
المشاركات: 3,921
جنس العضو: ذكر
منصور المناع is on a distinguished road
افتراضي حقائق المياه في صحراء الربع الخالي

بحيرة «أم الخشوم» طولها كيلومتر ونصف الكيلو متر وعرضها كيلومتر وتغذيها (4) ينابيع وتؤمها الحيوانات والطيور



أعشاب تحيط بأحد المستنقعات على جانب البحيرة

الربع الخالي - محمد الغنيم: تصوير - حاتم عمر
لا تزال ردود الفعل الواسعة بين كثير من المتابعين والمهتمين والمختصين في (المياه) تتزايد حول حقيقة آبار المياه العذبة والمالحة والبحيرات والينابيع العديدة التي وقف عليها فريق الخبراء في أعماق صحراء الربع الخالي، ونشرت «الرياض» معلومات وصوراً عنها، وغطت قضية المياه تلك على كثير من الاستكشافات العلمية التي رصدها الفريق والنتائج التي خرج بها، وعلمت «الرياض» أن تلك القضية كانت محل تساؤلات وحديث كثير من المختصين في عدد من الأجهزة الحكومية المعنية بهذا الأمر.
«الرياض» تطرح في هذا الجزء تفاصيل علمية دقيقة حول ذلك مع صور خاصة من عمق الصحراء والعديد من الجوانب الهامة المتعلقة بحقيقة وجود مياه في صحراء الربع الخالي:


للحديث حول مياه الربع الخالي التقينا بالمستشار الجيولوجي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون أحد أعضاء الفريق العلمي المشارك في الرحلة الاستكشافية الذي شدد في بداية حديثه على أن ما تمخض عن الرحلة الاستكشافية بشكل عام هي مشاهدات سريعة أما الاستنتاجات العلمية فتتطلب المزيد من البحث والتمحيص والدراسات التفصيلية اللاحقة، الأمر الذي لا يتم إلا بتضافر الجهود بين الجهات ذات العلاقة والمراكز البحثية.

وقال د.ابن لعبون إن وزارة المياه والكهرباء وأرامكو السعودية هما الجهتان اللتان لديهما المعلومات الكثيرة والمؤكدة حول نوعيات المياه وكمياتها ومصادرها والطبقات الخازنة لها ومواقع آبارها وهي الجهات ذات العلاقة والمرجع المعتمد في هذا الشأن، إلا أنه أكد أن «البحيرة» المذكورة قد تكون معروفة لدى بعض الناس أو بعض الجهات إلا أنها لم تدرس ولم ينشر عنها من قبل حيث كان يعتقد أنها (سبخة) كبقية السبخات مالحة المياه وعليه فإن العثور عليها ودراستها يُعدان من أهم إنجازات هذه الرحلة العلمية التي لا تزال بحاجة للمزيد من الدراسة.

وأضاف: إن هنالك العديد من الجهات التي لديها المختبرات المتخصصة لتحليل ودراسة المياه، ومن أحدثها مختبرات تحليل المياه في هيئة المساحة الجيولوجية بجدة، وقد قام عدد من أعضاء الفريق العلمي بزيارة هذه المعامل ووقفوا على أحدث التقنيات المستخدمة فيها.

تمويل الدراسات

ودعا د.ابن لعبون في هذا الإطار جميع مراكز البحث العلمي في الجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية لدعم الدراسات والأبحاث العلمية بشكل عام وخاصة الدراسات المتعلقة بالربع الخالي، إضافة إلى دعوة جميع الجهات الرسمية وشركات القطاع الخاص ورجال الأعمال لتمويل هذه الدراسات.

وقال ابن لعبون إن معظم مصادر المياه الجوفية والمياه السطحية معروفة لدى الجهات ذات العلاقة كوزارة المياه والكهرباء وأرامكو وحرس الحدود وغيرهم، كما أن مواقع الآبار والسبخات موثقة في الخرائط الطبوغرافية للربع الخالي والتي أصدرتها إدارة المساحة الجوية في وزارة البترول والثروة المعدنية وأصبحت هذه الإدارة حالياً تابعة لهيئة المساحة الجيولوجية، مضيفاً أنه من الطبيعي قبل وأثناء القيام بأي رحلة علمية أن نتطلع لاكتشاف جديد أو العثور على معلومة تعزز أخرى أو تنفيها، فكيف برحلة إلى منطقة تُعد من أكثر بقاع الأرض غموضاً ورهبة، وهي الربع الخالي، لذا كان الأمل يحدو أعضاء الفريق لاكتشاف الكثير من غموض هذا الجزء الغالي من بلادنا الطيبة، فكان البحث عن ثروات الربع الخالي، وخاصة المياه من أهم أهداف الرحلة، وقد تم المرور على معظم الآبار والمستنقعات التي كانت على مسار الرحلة أو قريباً منه وتمت دراستها وأخذ عينات من مياهها لدراستها مختبرياً لاحقاً.

أنواع المياه

وعن أنواع المياه ومصادرها وأشكال ظهورها أوضح أن منها «العيون أو الينابيع»، وهي مياه تجري من صخور رسوبية وقد تكون عذبة أو مرة مشكلة بحيرات كالينابيع التي عثرنا عليها في الجزء الجنوبي الغربي لسبخة مطي في الربع الخالي، والنوع الثاني (بحيرات بين كثبان الرمال) وهي مياه تجد طريقها بين الكثبان مكونة مستنقعات أو بحيرات تتجمع فيها المياه فوق طبقة من السبخات غير المنفذة وقد تكون دائمة فتنبت حولها النباتات مثل (أم الحيش) شمال السحمة، أو فصلية أو مؤقتة وتتبخر المياه مكونة طبقات من الأملاح كسبخات شيبة، والنوع الثالث (مياه قريبة جداً من سطح الأرض) على عمق متر أو أعمق، وقدتكون مالحة ونتيجة تبخرها من خلال ما يعلوها من رمال أو تربة تشكل سبخات رطبة مثل سبخات الشيبة، وهناك كذلك (المياه الضحلة) وهي التي تحفر يدوياً من قبل رجال الربع الخالي مثل عدد الخرخير و(مياه عميقة) تُحفر آلياً وتنتج بواسطة الضخ أو السحب مثل جميع الغلمات، و(مياه آبار عميقة فوّارة) «إرتوازية» وهذه تحفر آلياً وتكون المياه تحت ضغط عال مما يترتب عليه صعودها فوق سطح الأرض بارتفاع قد يصل إلى عشرات الأمتار مثل قلمة المهولة (الفوّارة).

مسمّيات الآبار

وفي سؤالنا للمستشار الجيولجي د.ابن لعبون عن تسميات هذه الآبار في الربع الخالي أجاب أنها تتنوع حسب طرق حفرها وأعماقها ونوعيات مياهها ومما مر به الفريق العلمي خلال الرحلة أو سمع به من الأدلاء وسكان الربع الخالي (القلبان) وعادة ما تكون قديمة وقد يجدد حفرها، و(الخيران) وهي الحفر ضحلة المياه التي تحفر في السبخات أو بين التلال وفي بطون الأودية وتكون مياهها مالحة، و(القلمان) وهي الآبار العميقة التي تحفر آليا وتبطن بأنابيب التغليف (الكيسي - الكيسينج) وقد تكون مياهها عذبة أو مالحة كبريتية، و(الأبيار) قد يقصد بها الآبار القديمة، و(الحفاير)، وهي آبار تحفر يدوياً وهي بدع أي حديثة، و(الجاهليات) وهي آبار قديمة جداً ولا يعرف من حفرها وقد يجدد حفرها أو صيانتها وهي عكس الحفاير أو البدع الحديثة، وكذلك من التسميات (البحوث) وهي ينابيع أو عيون يغطيها الرمل أو الطين وتكون قريبة ويسهل حفرها، و(العدد) وهي آبار مياهها مستساغة للشرب وسقيا للبهائم، و(المشاش) وهي آبار ضحلة أو حفر عادة ما تكون في بطون الأودية ويرتفع منسوب مياهها تبعاً لهطول الأمطار وعدمها.



شلالات المياه تتدفق لتكسر هدوء الصحراء بأصواتها الجميلة



د. ابن لعبون وسط أوحال البحيرة الكبيرة



أحد ينابيع المياه يتدفق مصدراً غاز كبريتد الهيدروجين



السفري وحلواني يستخرجان كمية من المياه من أحد الآبار



أشجار النخيل والأعشاب تؤم إحدى بحيرات المياه في الربع الخالي



بحيرة أخرى في عمق الصحراء وقف عليها فريق الخبراء

(السبخات)

هذا وتتعدد تسميات سكان الربع الخالي لنوعيات المياه، وفق ما وقفت «الرياض» عليه خلال الرحلة وذلك حسب طعم هذه المياه ورائحتها لما يصاحبها من مركبات معدنية ذائبة وغازات ومن تلك المسميات ماء هماج ويقصد به المياه المالحة أو المرة، وقد تكون كبريتية، وإن كانت معظم الآبار الضحلة والعميقة مرة ومالحة وكبريتية وكذلك معظم مياه العيون والبحيرات أو المستنقعات إلا أن هنالك آباراً عذبة ومستساغة الشرب مثل (بئر الشلفاء) في الجزء الشمالي للربع الخالي.

وعن سبخة مطي قال د.ابن لعبون: إن الفريق مر يوم الأحد 27 محرم في اليوم الثاني للرحلة بالحافة الجنوبية الغربية لسبخة مطي في الطريق من مخيم هيئة المساحة الجيولوجية في حرض إلى مخيم الرحلة في موقع قريب من محطة الحصان إلى الغرب من طريق الشيبة الممهد وخط الأنابيب وما أن مررنا بهذه السبخة حتى تملكني شعور بأن لهذه السبخة مدلولات جيولوجية كثيرة، حيث تعد سبخة مطي من أكبر سبخات جزيرة العرب وتقع في منخفض تحده من الناحية الشمالية الغربية خشوم المجن وتقع على امتداد الساحل الشمالي للخليج (ساحل المنطقة الشرقية)، أما سبخة الحمر فهي سبخة تقع غرب الطرف الشمالي الغربي لسبخة مطي وجنوب غرب مركز البطحاء الحدودي وهي أخفض بقعة في جزيرة العرب وتقع على مستوى 24 متراً تحت سطح البحر.

وأضاف لرغبتي في معرفة معالم هذه السبخة طلبت من مدير الرحلة استخدام الطائرة للتحليق فوقها لمدة نصف ساعة حيث ظهرت بحيرة من الماء تبهر بلونها الأزرق الأنظار تحيط بها سبخات بيضاء وبقع خضراء داكنة اللون من الأعشاب والشجيرات ويبلغ طول البحيرة حوالي (كيلومتر ونصف الكيلو متر) وعرضها حوالي (كيلو) مع العلم أن أبعاد البحيرة تتغير تبعاً لتغير كميات المياه المتدفقة وتسرب وتبخر ما يتجمع منها، ولم تكن هذه البحيرة في سبخة كما كان متوقعاً أو بين كثبان رمل بل على طبقة صخرية جيرية فيها منعقدات صغيرة من الانهيدريت الأبيض والوردي الفاتح والجبس وتقع البحيرة في منخفض تحيط به منكشفات من الصخور تظهر على هيئة مصاطب متدرجة بانخفاض نحو البحيرة أو المستنقع وتشير المشاهد الميدانية الأولية إلى أن هذه البحيرة تتشابه مع مياه بعض عيون ومياه الأحساء، وعيون الخليج العربي، فهي على نفس الامتداد الجيولوجي.

وعن مصدر هذه البحيرة يقول ابن لعبون: إنها تتغذى عن طريق ينابيع تنبعث من الأرض من خلال أربع عيون ، واحدة كبيرة يتدفق منها الماء بقوة ملحوظة والثانية والثالثة صغيرتان والرابعة تنطلق منها فقاعات الغاز وتجري المياه على هيئة جدول يجري نحو المنخفض من الأرض لتشكل المياه مستنقعاً واسعاً.

شلالات البحيرة

وحول وجود شلالات لهذه البحيرة في الربع الخالي تابع ابن لعبون حديثه قائلاً: إن الماء يفيض من مستوى هذه البحيرة ليصب كشلال صغير في منخفض آخر مشكلاً بحيرة أو مستنقع آخر تنبت فيه النباتات أيضاً.

31 درجة مئوية

ويشير د.ابن لعبون أن المياه المتدفقة من العيون حارة نسبياً وتنبعث منها رائحة كبريتد الهيدروجين النفاثة ودرجة حراره المياه عند الينابع كانت 31 حيث تم أخذ عينات من الماء وتظهر المعلومات المبدئية لطبيعة المياه أنها تتشابه مع المياه المخزونة في متكونة أم الرضمة الذي يقع أسفل متكون أم الرؤوس وأن هذه المياه ربما وجدت طريقها إلى السطح عبر صدوع وتشققات في الطبقات التي تعلوها في متكوني أم الرؤوس أو الدمام.

ومضى قائلاً: تؤم البحيرة حيوانات وطيور حيث لاحظنا آثار جمال ومخلفات بهائم وآثار أرجل طيور مختلفة وجزء من طائر كبير ميت ربماكان نسراً وطائر صغير وحيد يتنقل بين نبات الحلفاء والطرفاء.

ويقترح ابن لعبون أن تسمى هذه البحيرة باسم (بحيرة الخشوم) نظراً لأهميتها ولعدم وجود اسم لها على الخريطة الطبوغرافية للمنطقة ولقربها من موقع الخشوم الجغرافي.

تكوّن البحيرات أو المستنقعات

أوضح الخبير الجيولوجي أن الينابيع الطبيعية هي البحيرات التي تتكون بفعل تدفق المياه طبيعياً من الأرض مثل بحيرة الحصان التي عثر الفريق عليها، وكذلك بحيرات الآبار، وهي بحيرات أو مستنقعات تتشكل نتيجة تدفق المياه من الآبار العميقة الفوارة المحفورة آلياً وسبب ذلك يعود إلى أن أرامكو حفرت خلال عمليات الاستكشاف عدداً من الآبار بحثاً عن النفط والغاز في الربع الخالي خلال الستينيات من القرن الماضي وذلك يحتاج إلى كميات من المياه مما يتطلب حفر عدد من آبار المياه والتي عادة ما تكون عميقة ويتم تبطينها بأنابيب التغليف (الكيسي) وبعد انتهاء عمليات الاستكشاف والحفر والاستفادة منها إما أن تترك ليستفيد منها البادية أو تغلقها نهائياً إذا كانت فوارة للمحافظة على المياه، أو غير صالحة لعدم الاستفادة منها، وبمرور الزمن ونتيجة بعض أنواع المياه وما تحتويه من مركبات كيميائية كالكبريت تتآكل أنابيب التغليف فتجد المياه الجوفية طريقها إلى السطح على النحو التالي:

تآكل أعلى الأنابيب فتتدفق المياه الفوارة قرب فوهة البئر فتجد المياه طريقها إلى السطح فتتجمع على هيئة برك أو مستنقعات أو بحيرات قريباً من الآبار.

تآكل الأنابيب في الأعماق حيث تتسرب المياه إلى الطبقات أو الرمال فتجد طريقها إلى السطح ربما بعيداً عن موقع البئر التي هي مصدرها.

الآبار المطمورة حيث تطمر كثبان الرمل بعض الآبار التي تتسرب منها المياه فتتخلل المياه المتدفقة من الآبار كثبان الرمل لتجد طريقها إلى السطح وتتجمع بين الكثبان على هيئة برك أو مستنقعات دون ظهور البئر للعيان.

الآبار المغمورة حيث تتسرب المياه من البئر وتتدفق إلى السطح وتتجمع على هيئة برك أو مستنقعات فتغمر البئر دون ظهور البئر للعيان كذلك.