بسم الله الرحمن الرحيم
معلومات مغلوطة في سوق دهن العود
للأسف تعتمد كثير من الشركات والمعارض على نقطة ضعف العميل وهي قلة المعرفة أو أنتشار المعلومات غير الدقيقة وأحياناً غير الصحيحة والمتراكمة على مر العصور حتى أن بعض المعلومات أصبحت كالأساطير من غرابتها، وكل تلك البيئة المعلوماتية الخاطئة قطعاً تصب في صالح هذه الشركات.
وسأذكر هنا شيء من هذه المعلومات التي تستغل لرفع سعر المستخلص العطري كدهن العود وغيره:-
المعلومات المضللة الأولى ( معلومة التعتيق وأثرة على جودة دهن العود )
فهذه الشركة تعلن أن لديها دهن منذ 75 سنة !!! ومسك منذ 90 سنة !!! والأعلان والعرض منذ 15 سنه لم يتغير والكميات لم تنتهي ....!!!
فهذا غير معقول ولا مقبول فالآثار لأنها آثار جامدة تبقى كونها غير مستهلكة، أما الدهن أو المستخلص العطري فتجدهم يبيعون منه ولا تنتهي الكميه !
ويتكرر السيناريو مع أكثر من صنف، فكميات الدهن المعتق له حدود خاصة عند أستهلاكه، ولايمنع هذا أن دهن العود كل ما زادت مدة تعتيقه أزداد صفاءه وتركيزه وزكاء رائحته، فهذا لايتنافى مع معلومة التعتيق وأثره على جودة دهن العود خاصة إذا كان بكميات محدودة وعدد سنوات تعتيق معقولة، مقارنة بين نسبة التصريف وكمية المخزون لدى الشركة.
فمثلاً لم نجد شركة تعلن أن لديها كمية 100 تولة معتقة 60 سنة والكمية محدودة.
المعلومات المضللة الثانية ( أن هذا الورد أو الدهن أو المسك مخصص للشخصية الفلانية )
وتستغل الاسماء المهمة كملوك وأمراء ومشاهير، فلا يجب أن تشتري هذه الأصناف فقط كونه سبق وأقتناها شخص مشهور إلا أن كان ذلك سبيل لإرضاء النفس ذاتك فلا بأس !
ولكن تذكر أن تكلفة هذا الدهن 10% من السعر الحقيقي وال 90% المتبقية لصاحب الفخامة، وهي إلا قيمة إضافية تحملتها !
المعلومات المضللة الثالثة ( أن هذا الدهن قطفة أولى أو قطفة ثانية أو قطفة ثالثة )
وتنتشر هذه المعلومة في مستخلص "الورد الطائفي" فهذه المعلومة عارية من الصحة فالورد الطائفي ليس له إلا قطفة واحدة وطبخة واحدة وما يستخدم للمرة الثانية والثالثة فما هو إلا ما يسمى ماء ورد العروسة وماء أو نكهة ماء الورد العادي وسعره منخفض جداً، ويميل إلى شكل الماء الخالص، وبه شيئ من رائحة الورد ويستخدم لأغراض الطبخ وتعطير بعض المشروبات.
المعلومات المضللة الرابعة ( أن هذا الدهن يبقى في اليدين أوعلى الملابس حتى بعد الغسيل )
فإن هذا المعيار غير مقنع بحد ذاته، فيكفي بقاء الطيب فترة المناسبة لساعات أو طوال اليوم فإن بعض البائعين والمسوقين يضع الدهن في طرف الشماغ أو القماش ويطلب منك التأكد من بقاء الرائحة لمدة ثلاثة أيام.
إذاً ماذا عن النكهة ؟ وماذا عن تغير الرائحة ؟ ودرجة الصفاوة ؟ وما هو نوع القماش (قطن أوسلك أو بلوستر )، فكل تلك الخصائص والحقائق قد تؤثرعلى فترة بقاء الدهن.
وهل جربت أن تضع على قطعة قماش أي نوع من الزيوت الغير عطرية كزيت الزيتون مثلاً ونظرت كم يبقى؟
في أحد الأيام وضعت قطنة طبية بها مسحة من أخلاط الأدهان المتوسطة في الجودة ثم وضعتها في كيس صغير محكم الأغلاق وتركتة في أحد شنط أدهان العود نسياناً مني ومن غير قصد فبقي معي 9 سنوات ورائحته باقية بنسبة 10% تقريباً رغم أن المستخلص تم تخفيفه ويعتبر صفاوته 50% فهذه ليس علامة ولا معيار جودة.
بل إن بقاء بعض المستخلصات العطرية لفترة طويلة على الأقمشة دليل على أنها ليست طبيعية كالورد الطائفي فمن خصائص الورد الطائفي "زكاوة الرائحة وسرعة الأنتشار مع عدم بقائها فترة طويلة"
فمالحل؟
(( الحل أن تتعلم وتكتسب خبرة ))
خبير المستخلصات العطرية الطبيعية
عبدالعزيز بن عبدالله المطرودي