عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-03-08, 03:40 PM
الشيخ قوقل الشيخ قوقل غير متواجد حالياً
شيـــخ المنـتـديــات
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: رؤوس الهضاب
المشاركات: 2,613
جنس العضو: ذكر
الشيخ قوقل is on a distinguished road
افتراضي الحنظل ......................................... وأكبر حنظلة

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
والصلاة والسلام على المصطفى الهادي الأمين رحمة للعالمين

اللهم ارضى عن الصحابة أجمع أذكر منهم الخلفاء الراشدين الأربعة / أبابكر وعمر وعثمان وعلي وعنّا معهم يا أرحم الرحمين


منتدى شبكة البراري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اليوم جئت بموضوع مُراٌ للغاية ويحس بطعمه من يقرأه في هذا المنتدى الجميل (دابة) حتى عناكب الشيخ قوقل مجبورة على تذوّقه وحال لسانها :: ـــ عقدت أرياقنا يالشيخ قوقل بعدما كنّا نأخذ المواضيع الحلوة من هذا المنتدى + والله يعيننا عليك يالشيخ قوقل
(( وما بعد الحنظل )) ؟؟؟؟ أقول لا تستعجلين على الرزق .... الله أعلم
وبعد هذا الموضوع المرير لن أتنازل عن طرح المواضيع الثقيلة فسأطرح من ضمن المواضيع القادمة عن الأجهزة الألكترونيّة أو عن الحيوان إن شاء المنّان
أسأل الله أن يسدّد الخُطى ويكتب الأجر ويسعدنا في الدنيا والآخرة

إخوتي أخواتي في الله

لا أخفيكم أن الفكرة بدأت لي بالكتابة عن النبات
قبل شهر 7/1/ 1430 هـ حتى كان تأخير تاريخ طرحه عين الخيرة والخيرة فيما اختاره الله عسى الله يقبلنا في الدنياء الآخرة
ومن هذا فقد جمعت أكثر قدر من المعلومات وعثرت على أكبر حنظلة
ولا أنسى أن الأخت لحن الخلود طرحت ضمن موضوع جميل وهو على الرابط التالي أشكرها عليه
https://www.albrari.com/vb/showthread.php?t=34219

(( الحنظل وأسمائه ))

الحنظل أسمه ثابت ومتفق عليه في اللغة ومن أسمائه (( الشَرْي )) بفتح الشين وتسكين الراء وتسمى المفردة منه بـ (( شَرْيْة )) ومن أسمائه (( العلقم ))

(( الموضوع ))

صورة لنبات الحنظل في مجرى الوادي



الحنظل نبات من فصيلة القرعيّات / اليقطينيّات وهو معروف لدى الكثير من عامّة الناس سواء كانوا ذكوراً أو إناثا وبالتحديد عند أهل البراري



وهو نبات صحراوي يفترش الأرض ويزحف ويمتد مسافات طويلة عن عرقه تصل إلى الـ 8 أمتار





(( الحنظل ومكوناته ))



يتكوّن نبات الحنظل من خمسة أجزاء


الأول :: ـــ الجذر ولونه أصفر وهو من الأصناف الوتديّة حيث يمتد في الأرض وقد يتعدّى طوله الــ نصف متر باحثاً عن الندى



الثاني :: ـــ الغصون الخضراء الممتدّة الخشنة الملمس والتي لا يتعدّى عرضها الربع بوصة



الثالث :: ــــ الأوراق الخضراء متناسقة الشكل تختلف أحجامها حسب بعدها عن العرق



الرابع :: ــــ الزهرة ذات الورقات الخمس الثابتة العدد ولا أنسى أن أحيطكم وأطلعكم على هذه الصورة إذ تنبت الحدجة قبيل الوردة ذات الجمال العلقمي



===============



الخامس :: ــــ الثمر / الحدج ذا اللون الأخضر والممتزج باللون الأصفر المخطّط وهو محور هذا الموضوع



فحدج الحنظل كروي الشكل ومستدير بإحكام فتبارك الله أحسن الخالقين



والحدجة تتكوّن صغيرة لونها أخضر وتكبر ويمزجها اللون الأصفر وتترعرع ويطفو عليها اللون الأصفر حتى يصبح لونها أصفر بالكامل وذلك في أواخر نموّها / حياتها وهذه الصورة (( لراحلتي / المهقوي )) بعدما أدخلته تحت الكوبري لعمل بعض التجارب هروباً من حرارة الشمس



والحدجة قوية الجسم ثقيلة الوزن مقارنة بثمرة التفّاح فقد وهبها الله قساوة الجلد والقلب إذ تتحمّل حرارة وجه الأرض الذي يفوح حرّاً في أشهر الصيف
ولا أنسى إخوتي أخواتي أن شجرة الحنظل تفرز مادة صمغيّة كما هي بعض النباتات
وهل ياترا أنها خائفة على صحّتها الرشيقة من الغير وبهذه الموهبة فهي تدافع عن عرضها المرير
ومن الذي يتجرأ ويقرب منها ويلامس أطرافها ويستشف من ريقها العذب
......(( دعابة ونصيحة بأسلوب آخر ))



============



ويوجد بداخل حدجة الشري حبيبات صغيرة كما هي الصور
قد يصل عددها في الحدجة إلى الـ 200 حبّة وهي ما تسمّى بـ ((الهَبّوْد ))



يتكوّن الهبّود داخل الحدجة ويميل لونه إلى الأبيض حال بداية نمو الحدجة وعندما تنضج يصير لونه إلى الأدهم كما هي الصورتين



=================



وهذه صورة لشجرة الحنظل ساعة الليل



وهذه صورة لها بالكامل





(( الحدج وأكله وطعمه !!! ))


من المعلوم أن نبات الحنظل لا تأكله الإبل أبداً
وقد تبع أخوكم ( الشيخ قوقل ) آثار أخفاف الإبل من مدّة ولازلت أتعامل مع الإبل في المسراح والمرواح فهي تمر على شجر الحنظل فلا تأكله ولا يعني لها شيء حتى بعد أن يعتريه اليبس أما الأغنام فتأكله ولكن بعد أن يصفر ويقارب للجفاف تؤخذ الحدج بشجره وتعطى الأنعام لتأكله ويوضع لها بالمعالف والأحواض وتبيت عليه حتى الصباح وهي تأكل منه ويكون بأفواهها كالبسكويت المقرمش ولكن ما هي النتيجة بعد ذلك .... = يتغيّر شكل حظائر الأغنام أجلّكم الله وأكرّر أن المصلحة من أكله هي تنظيف البطون بعد أكل الشعير والمركّبات



ويقال إن كان الحمار يأكلها وهي في أوج نموّها لما في نفسه من حاجة !!! ولعلّه ألم يجده في بطنه
وطعم نبات الحنظل مّراٌ بدرجة لا يتوقّعها أحد إلا من جرّب طعمه فهو شديد المرارة وتكمن هذه المرارة في جذوره وأغصانه وورقه وثمره فسبحان الذي خلق العسل وزاد بحلاوته وشتّان بينهما كما هو المشرق والمغرب
وقد تذوّقت طعمه بنفسي وجرّبت مرارته فلا حول ولا قوّة إلا بالله
وكانت العرب ولازالت تقول عندما تشتد المصيبة عليهم من حدث ما.... تطلق على ذلك الشيء بـ (( علقم )) فتقول (( أمر من العلقم ))

ولا أخفيكم أحبتي أنني ذقت طعمه كي أصل إلى درجة مرارته .... فكانت النتيجة البؤس واللوم على هذا الفعل المرير

(( وقد يسأل السائل ما لذي يستفاد منه ؟؟؟!!! ))

وما يستفيده الشخص من نبات الحنظل ::ــ أقول هي الدنيا مليئة بالعلوم والمعرفة / جهلنا ما جهلنا وعلمنا من علمنا وما أوتينا من العلم إلا قليلا

نعم إخوتي أخواتي :: ـــ إنه العلاج بالأكل والملامسة !! وسأقوم بتفصيله في أواخر الصفحة

(( الحنظل والتجارة ))

ما يباع من نبات الحنظل هو الحبيبات التي بداخل الحدجة / ثمرة الحنظل
إذ يقوم الإنسان في العصر الماضي والحاضر ومنهم التاجر الذي يجمع الحدج الذي يَبس في شجره أقول في شجره وأكرّرها بمعنى أن الشخص لا يقطفها خضراء وينتظرها حتى يعتريها اليبس ... فبهذه الطريقة لا يمكن أن يكون حدج الحنظل على الوجه المطلوب فهو يجمعها من الصحراء بكمّيات كبيرة ويُنشَر بالشمس حتى يتأكّد المستفيد من خلوها من الرطوبة ويقوم بتكسير الحدج وأخذ حبيباتها المسمّات بـ (( الهبّود )) ويقوم بأكلها بعد إتباع الطريقة التالية :: ـــ




(( الحنظل وطريقة تحضير حُبيباته للأكل ))




وحول الصورة السابقة

تؤخذ كميّة من حبيبات الحنظل الرطبة ثم توضع بوعاء مناسب ويُصب عليها الماء وتخمّر لمدّة تتراوح مابين الــ 10 أيّام إلى نص الشهر حيث يتخللها دلك للحبيبات وداخل القدر ويتم تحريكها بالوعاء ويُهرق الماء الذي تغيّر لونه إثر الطبخ
ويعمل بهذه الطريقة مرّتين يومياً طيلة الـ 10 أيام حتى يتأكّد الطابخ من خلو الماء من المرارة بعد تذوّق الماء وصفاء لونه للشكل الطبيعي
آخر مرحلة :: ــــ ثم تطبخ هذه الحبيبات بقدر كبير ويحرك مائها حتى يلاحظ تفتّح تلك الحبيبات ثم ينثر الماء وتؤخذ الحبيبات وتنشر بالشمس حتى تجف ومن ثم يّذَر عليها شيء من الملح الناعم ثم تحمس بالمقلاة وتُقلق على الصاج
وبعض الناس ترش على هذه الحبيبات الملوحة شيء من البهار والطحين الأسمر وقد تحقّقت من هذه الطريقة عندما اتصلت بامرأة مسنّة تقوم بإعداد هذه الأكلة
وما هي النتيجة !!! بالطبع حسب مذاق الشيخ قوقل
أقول لذيذ ويضاهي طعمه اللوز والفستق الحلبي وذلك على حسب طريقة تحضيره والإبداع في تجهيزه



إذ يصل سعر الكيلو من هذه الحبيبات إلى الـ 40 ريال حيث يؤخذ هذا الهبّود في النُزهة والرحلات ويتسلّى به المرء يأكله عوضاً عن (( الفصفص )) على الرغم من وجود شيء من المرارة وبعضنا يمتلك أسنان كأسنان البعير فهو لا يستطيع تنقيمها فنقول عليك بحبوب القرع ............ (( دعابة )) وإليكم صورة الهبّود بين أقاربة ذوي الأحجام الكبيرة



ويذكر أحد الإخوة أن طيور الحمام يصيبها الهيام حال أكله ويعتريها الشغف لإطعام صغارها بحبيبات الحنظل ... فكيف تتحمّل الحمام مرارته !!!!! سبحان الذي خلق فَهَدَ

ومن باب الطرائف المُرّة :: ــ تقول كبار السن عن ذلك الشخص المؤذي الذي ارتكب الخطأ ..... عبارات مُستنبطة من هذا الموضوع إذ تقول (( أهْْبْدُه )) بمعنى أضربه ضربة موجعة يحس بطعم مرارتها في لسانه

التوقيع:
(( العلم يؤتى ولا يأتي ))