عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2006-03-19, 02:09 PM
الصورة الرمزية منصور المناع
منصور المناع منصور المناع غير متواجد حالياً

 

مؤسس الموقع

 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: تمـير
المشاركات: 3,921
جنس العضو: ذكر
منصور المناع is on a distinguished road
افتراضي خبير يطالب بكشف غموض الظاهرة

فريق الخبراء يقف على مدافن «عائلية» على هيئة غرف تحت الأرض تعود للعصر البرونزي



صورة - من الداخل - للمدافن تظهر إحدى غرف الدفن!

الربع الخالي - محمد الغنيم: تصوير: حاتم عمر
تواصل «الرياض» طرحها لخفايا صحراء الربع الخالي وما يحويه من معلومات وكنوز كانت مجهولة في بعض جوانبها لكثير من الباحثين وغامضة في جوانب أخرى قبل الرحلة العلمية الاستكشافية التي نظمتها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وشارك فيها خبراء من خمس دول.
في الجزء الثالث كشف لنا الخبراء في الفريق حقيقة «المدافن» التي وقفوا عليها وعمرها والظواهر الغريبة التي تنتشر في بعض المناطق في الربع الخالي وتحدث خبير جيولوجي عن البيئة النظيفة التي تتميز فيها صحراء الربع الخالي وخلوها من الاشعاعات الخطيرة وكذلك تطرقنا في هذا الجزء للنقاط الأرضية الحدودية مع عمان والامارات والتنوع الحيوي العالي الذي ظهر للفريق خلال رحلتهم في أعماق الربع الخالي وغيرها من الجوانب الهامة.



مدافن عائلية

فيما يتعلق بالمدافن التي اطلع فريق العلماء عليها في (يبرين) كشف مدير عام مركز توثيق التراث الدكتور عوض الزهراني ل «الرياض» أنها - المدافن - تتألف من عدة غرف وكانت تستخدم للدفن الجماعي أي أن لكل عائلة مقبرة خاصة، وعددها كبير مما يؤكد أن عدد من كان يسكن في يبرين في ذلك العصر كبير أيضاً وهو يقود لتساؤل في غاية الأهمية ينبغي على كل متخصص أن يبحث ذلك وهو (لماذا كان هذا العدد الكبير يقطن أو يعيش في يبرين خلال ذلك العصر؟)

وأوضح د. الزهراني أن تلك المدافن لم يقم الفريق بالتنقيب فيها إلا أنه من خلال المعلومات الأولية ومن حيث الشكل وما عثر عليه هناك ومن خلال ما تم مشاهدته من قبل المختصين في مثل ذلك في البحرين وجنوب الظهران أنها تنتمي لفترات قديمة جداً بعضها يرجع للعصر (البرونزي) وهي مدافن كبيرة ويتوقع أن بعضها يقع داخل دائرة حجرية إلى الآن لم يعرف تفسيرها في الجزيرة العربية، مشيراً إلى أن مدائن (يبرين) تمثل ظاهرة غريبة منتشرة بعدد كبير إلى جانب أن الآثار في يبرين تمثل نسيجاً حضارياً لعصور ما قبل التاريخ حيث وجد أدوات على السطح من أحجار الصوان مروراً بفترات العصرين البرونزي والحديدي وعصور فترات ما قبل الإسلام (الممالك العربية القديمة) وحتى العصور الإسلامية.

وفي موقع آخر وسط الربع الخالي عثر فريق الخبراء على مقبرة قديمة في أحد المواقع تحيط بها الرمال، رأي أحد الخبراء الجيولوجيين أن عمر (الموقع) قد يعود إلى عشرين مليون سنة بالنظر إلى بقايا الرسوبيات وحيوانات قديمة وبقايا أسماك في الموقع، إلا أن د. الزهراني أوضح ل «الرياض» أن تلك المقبرة عمرها يعود من (003 - 004) سنة تقريباً.



وطالب د. خبير الآثار والتراث بالبحث الدقيق في ظاهرة مدائن يبرين والمدافن الإسلامية التي وقف عليها الفريق العلمي لكشف غموضها ودراستها في مختلف الجوانب.

الحدود الدولية

أكد اللواء الركن الدكتور عبدالعزيز العبيداء مساعد مدير عام الإدارة العامة للمساحة العسكرية ل«الرياض» ان الفريق اطلع على النقاط الأرضية التي تفصل الحدود بين المملكة والامارات والمملكة وعمان وكلها موجودة ومفيدة جداً للمسافر ولدوريات حرس الحدود.

وأوضح د. العبيد ان مما لفت انتباهه خلال الرحلة ان عدداً من الطرق التي سار عليها الفريق ممهدة وتزداد سنة بعد سنة وهذا دليل خير وكذلك مما لفت الانتباه عمل حرس الحدود في المراكز التي مر عليها الفريق وسط الصحراء والجهود التي يبذلونها في عملهم ومعرفتهم الكبيرة بالطرق، مشيراً الى ان ما يسر كذلك وصول التعليم لجميع المراكز والمحافظات التي مر عليها الفريق وتسابق ابناء تلك المراكز على الدراسة وكذلك جميع المسؤولين الذين التقاهم الفريق من رؤساء مراكز وشيوخ قبائل ومحافظين وغيرهم يعطون صورة مشرفة عن انفسهم وعن بلدهم وعن المسؤوليات المناطة بهم.



وتمنى العبيداء ان يكون فيما خرجت به الرحلة من توصيات ومشاهدات واستكشافات على مدى اسبوعين ماهو مفيد للجميع في مختلف المجالات، مؤكداً ان من اهم الأمور التي يرى ضرورة العمل بها هو ربط الخرخير بالمدن القريبة منها كشرورة وربطها بحرض مشيراً الى ان الخرخير محافظة ناشئة وواعدة وفيها مياه وهو الأهم في الصحراء، معتبراً انه وحتى الرمال تعتبر ثروة لاسيما ان الطريق المرتبط بها من الشمال سهل التضاريس، لأن الطرق مفتاح للمشاريع الأخرى.

وأكد العبيداء ان محافظة الخرخير وحقل شيبه وسط الصحراء مفخرة للوطن وجوهرة مضيئة بين كثبان الرمال، متمنياً في نهاية حديثه ل«الرياض» ان يكون الفريق العلمي قد وفق في تقديم جزء يسير للوطن معلقاً الآمال الكبيرة على ما تم الخروج به من معلومات في الاستفادة منها مستقبلاً في مختلف المجالات.

بيئة نظيفه

من جانبه كشف مستشار جيولوجيا النفط والخبير الجيولوجي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون ان الربع الخالي يتميز بأنه اقل مناطق المملكة اشعاعاً ويعتبر منطقة آمنة، وبيئة نظيفة مشيراً الى وجود صخور في بعض المناطق (مشعة) وتسبب السرطان الا ان الربع الخالي يعد منطقة آمنة.

وأكد د. ابن لعبون ان رحلة الفريق العلمي الاستكشافية تهيئ المجال للمتخصصين للاكتشافات والتطبيق العلمي فيما بعد، موضحاً

إن المناطق التي وقف عليها فريق العلماء خلال الرحلة وكان بها كميات من المياه سواء عذبة أو مالحة أو كانت من آبار أو من ينابيع طبيعية كلها دلالات على أن المياه موجودة في الربع الخالي ويحتاج الأمر إلى دراسات لمعرفة مصدر هذه المياه وكمياتها ومدى الاستفادة منها في الشرب والزراعة والصناعة لأنه في المستقبل يتوقع أن يتطور في الربع الخالي مناطق سكنية وصناعية وغيرها لاستغلال ما بها من ثروات وكل ذلك يتطلب بنية تحتية.

وعن الصخور قال د. ابن لعبون انها أنواع منها نارية ومتحولة وبركانية وتوجد في الدرع العربي من القويعية وإلى الغرب منها وهناك صخور رسوبية من القويعية وإلى الشرق منها ومن الرسوبية حجر الرمل والطين والجير والمتبخرات وكل منها تترسب في بيئة مختلفة ولها خصائص بعضها خازنة للمياه والنفط والغاز أو حابسة لها أو مصدر لها، وتم خلال الرحلة البحث عن امتداد هذه الطبقات في الربع الخالي لاستغلال ما بها من ثروات، مشيراً إلى أنه في جنوب الربع الخالي تم معرفة طبقة تسمى طبقة الدمام وطبقة أم الرؤوس وطبقة الهدروك التي تتكشف في المنطقة الشرقية.



مراكز بحث علمي

وطالب د. ابن لعبون بضرورة إنشاء مراكز بحث علمي ثابتة أو متنقلة في الربع الخالي ليأتي إليها الباحثون ويستفيدوا من الخدمات المتوفرة فيه عند تقديم دراساتهم، مشيراً إلى أن الباحثين لا يستطيعون القيام بشيء في ظل الظروف الحالية لأنه من الصعب أن يصلوا إلى المنطقة بسياراتهم في ظل الظروف الطبيعية القاسية، كما يجب دعم مراكز سحمة وذعبلوتن وعردة ومحافظة الخرخير وغيرها من مراكز الربع الخالي بالمدارس والمستشفيات والبنية التحتية بكل أنواعها لأن تلك المراكز متنفس لما تتعرض له المدن الكبرى من ضغط سكاني عندما يفتح المجال للعمل واستغلال الثروات الموجودة في المنطقة لتكون هذه المراكز نواة لمراكز التجمع السكاني ومصادر لمعلومات وثروات مستقبلية.


القنص

وفي جانب الحياة الفطرية في صحراء الربع الخالي كشف الدكتور محمد شبراق المدير العام بمركز أبحاث الحياة الفطرية بالطائف التابع للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية ل «الرياض» عن العثور على (صقر) وكري في إحدى الهجر فلت من أحد القناصين وهو دليل على وجود قنص كثير في المنطقة.

وقال د. شبراق انه رصد خلال الرحلة تواجد (42) نوعا من الطيور بعضها لم تكن مسجلة من قبل، وعدد من الزواحف ورصد نوعين من الطيور (البحرية)، وهذه ظاهرة غريبة جداً يدرس سبب وصولها إلى المنطقة، كما عثر على آثار لأرانب وقنافذ وقطط برية وثعالب وغزلان، مشيراً إلى أن التنوع الحيوي في الربع الخالي يعتبر عاليا وجيدا.