عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2006-03-17, 05:02 AM
الصورة الرمزية منصور المناع
منصور المناع منصور المناع غير متواجد حالياً

 

مؤسس الموقع

 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: تمـير
المشاركات: 3,921
جنس العضو: ذكر
منصور المناع is on a distinguished road
افتراضي شمس التنمية تشرق في سماء الربع «الغالي»


أعضاء الفريق العلمي في لقطة جماعية

الربع الخالي - محمد الغنيم: / تصوير - حاتم عمر:
بعد أن طرحت «الرياض» في الجزء الأول من هذه التحقيقات عدداً من اكتشافات الفريق العلمي في صحراء الربع الخالي في المجالات العلمية المختلفة تواصل في الجزء الثاني وفي الجزء الثالث طرحها حيث التقينا عدداً من أعضاء الفريق العلمي المشارك في الرحلة للحديث عن اكتشافاتهم التي طرحناها بالجزء الأول على أن نواصل لقاءاتنا ببقية أعضاء الخبراء في الجزء القادم إضافة إلى طرح المزيد من الاكتشافات ومشاهدات فريق الخبراء الخاصة بالوصف والتحليل والصور.
في الجزء الثاني تحدث لنا البروفيسور السويسري ألبرت مارتر وخبير علم المياه الدكتور إبراهيم نصر وأستاذ جغرافية السكان الدكتور رشود الخريف وخبير الآثار القديمة لفترات ما قبل الميلاد الدكتور عوض الزهراني..

فكان التالي:


آبار المياه العذبة والمالحة السطحية والجوفية والينابيع والمياه الكبريتية والبحيرة التي وقف عليها فريق العلماء والمنتشرة في أجزاء واسعة من صحراء الربع الخالي وكميات هائلة كانت مفاجأة لفريق الخبراء في بعض الأحيان ومرصودة مسبقاً ومتوقعة في أحيان أخرى حسب الدراسات والأبحاث السابقة إلا أن الجديد هو أن هذه أول دراسة (علمية) واستكشافية دقيقة لهذه المواقع.

وقد وقف فريق الخبراء خلال الرحلة على العديد من الآبار وأجرى العديد من الدراسات والأبحاث والتحاليل لمياهها ولمياه البحيرة الممتدة في عمق الصحراء على شكل (واحة) جميلة تحيط بها بعض الأعشاب وأشجار النخيل ويتفاوت عرضها من موقع إلى آخر حيث يحيط بها كثبان رملية شاهقة العلو وصفت بأنها أعلى كثبان رملية في العالم، وقام خبراء المياه بجمع عينات من مياه هذه البحيرة لتحليلها ومعرفة مصدرها فيما توقع عدد منهم أن يكون مصدرها ينابيع تخرج من باطن الأرض مشكلة هذه البحيرة، ورأى أحد المختصين احتمالية أن يكون موقع هذه البحيرة قد تعرض لسقوط نيزك أدى إلى إحداث حفرة على الأرض سهلت خروج هذه الينابيع، وأكد أحد سكان البادية في الموقع أن عمر هذه البحيرة يعود إلى عشرات السنين بدليل عمر أشجار النخيل فيها مشيراً إلى أن البادية يسقون ماشيتهم من مياه هذه البحيرة.


خزانات المياه

وتحدث ل «الرياض» أستاذ علم المياه بمركز بحوث الصحراء بالقاهرة الدكتور إبراهيم محمد نصر عن اكتشافات الفريق العلمي لآبار وخزانات المياه.. وقال إن فريق العلماء وقف على العديد من آبار المياه وتبين له وجود خزانات مياه عديدة في صحراء الربع الخالي منها خزانات قريبة من سطح الأرض يتراوح عمق المياه فيها ما بين 2,5-15م ونوعية المياه فيها ما بين مياه عذبة إلى مياه مالحة، كما انه يوجد خزان كبير عميق عمقه يزيد على 300 متر وهي من الآبار التي حفرت بواسطة أرامكو، كما وجدنا عدداً من العيون (الفوارة) الذاتية، وعينين الأولى بالقرب من منطقة الحصان في (سبخة مطي) والثانية في أم الحيش في الطريق ما بين عروة والسحمة وهي مياه كبريتية ودرجة حرارتها لا تقل عن 38 درجة مئوية إلى 48 درجة حسب عمق الخزان والطبقة التي تأتي منها هذه المياه.

وأضاف د. نصر قائلاً: نتوقع أن هنالك كميات هائلة من المياه في الربع الخالي وقد تم جمع (25) عينة منها لتحليلها بشكل دقيق لتحديد نوعية المياه ومدى الاستفادة منها في الأغراض المختلفة، ونأمل أن يتحول مسمى الربع الخالي إلى الربع الغالي لأن المياه هي أساسي المياه وتتواجد بشكل كبير في هذه المنطقة.

وعن توصياته بعد انتهاء الرحلة قال د. نصر إن أبرز توصية هي الاهتمام بالمياه الجوفية لأنها أساس الحياة ويجب علينا كذلك تقييم هذه الخزانات تقييم صحيح ليتم الاستغلال الأمثل لها خصوصاً أن خزانات المياه الضحلة تكلفتها الاقتصادية قليلة لقربها من سطح الأرض وصلاحيتها للزراعة والشرب، وسيتم فيما من خلال تحليل هذه المياه تحديد عمرها ومصدر التغذية لهذه الخزانات وكمياتها، وسيشمل التقييم كذلك تمديد سمك الطبقة الحاملة للمياه وامتدادها الأفقي، وسيأخذ زميلي د. محمد سلطان عينات من هذه المياه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأنا سأخذ عينات إلى القاهرة إلى جانب ما ستأخذه هيئة المساحة الجيولوجية من عينات لتحديد نتائج هذه المياه ومواقع الخزانات الجوفية والقيام بالدراسات التفصيلية لهذه المواقع، كما أوصي بوضع محطات ارصاد أرضية لمواصلة الأبحاث في هذا المجال.

بحيرات الربع الخالي

من جانبه قال البروفيسور السويسري ألبرت مارتر الخبير الجيولوجي في تصريح ل «الرياض» أن الربع الخالي يمثل ظاهرة تستحق الدراسة والعناية وقد اكتشفنا الكثير من هذه الظواهر، ومما لفت اهتمامي تغير الظروف المناخية في هذا الجزء من الجزيرة العربية خاصة فيما يتعلق في ظاهرة (النسون) الأمطار الموسمية وهي التي تسقط صيفاً.

وأضاف أنه تتم دراسة هذه الظاهرة كما حصل في رمال الوهيبة في عمان من خلال دراسة كثبان الرمل للتعرف على الطبقات المختلفة من الكثبان ومنها نستنتج تغير ا لظروف المناخية وكذلك دراسة ما يعرف بالصواعد وهي الترسبات التي تتكون في الكهوف نتيجة وصول مياه الأمطار إليها وتكوين طبقة الصواعد في قاعها مكونة أشكالاً من الرواسب الجيرية.

وعن الطقس في الربع الخالي وهل وجده كما كان يتوقع.. قال ألبرت اننا تتبعنا دراسة المناخ القديم خلال (400) سنة الماضية ووجدنا أنها تعرضت لعدد من فترات الجفاف كالوقت الحاضر وفترات مطيرة.

ومضى قائلاً: وخلال الفترات المطيرة كان جنوب الربع الخالي عبارة عن بحيرات تنمو فيها الغابات وتؤمها الحيوانات والطيور وخلال هذه الدراسات نستنتج كيف تتغير الظروف المناخية نتوقع ما سيحصل، وهناك اهتمام آخر لدراسة رمال هذه المنطقة هو البحث عن قطع صخور النيازك وقد عثرنا على (4000) قطعة الكبيرة منها بحجم كرة القدم والصغيرة بحجم البيضة، وقطع النيازك هذه مصدرها من كوكب المريخ شرق الربع الخالي.



الخبراء يقفون على أحد ينابيع المياه



د. عوض الزهراني



الصحراء غنية بآبار المياه



د. رشود الخريف



د. سلطان ود. نصر يحللان عينات من المياه



قائد الرحلة محمود الشنطي يطلع على طبقات صخرية خلال الرحلة



أعشاب برية تغطي إحدى بحيرات المياه في الربع الخالي

الاستيطان القديم

أستاذ جغرافية السكان الدكتور رشود بن محمد الخريف أكد ل «الرياض» انه واجه خلال الرحلة صعوبة في دراسة البادية في الربع الخالي لعدم تواجد كثير منهم لا تجاههم إلى شمال المملكة نظراً لعدم سقوط الأمطار في المنطقة خلال السنوات الماضية، إلاّ انه استطاع جمع بعض المعلومات من عدد ممن التقاهم خلال الرحلة.

وقال د. الخريف انني اطلعت على المراكز العمرانية لدراستها بشكل أكبر مستقبلاً.

لأن هناك انطباعاً عاماً بأن هذه المراكز ستشهد نمواً كبيراً في المستقبل نظراً لاهتمام الدولة بالمراكز العمرانية على حدود المملكة الجنوبية على وجه الخصوص وكذلك الشمالية.

وأضاف ان هنالك تناقصاً في أعداد البادية نتيجة استيطانهم في المدن والقرى طمعاً في الخدمات التعليمية والصحية إلاّ أنه لا تزال هناك مجموعات من البادية تقطن الصحراء والبادية جزء من تراثنا في الجزيرة العربية وينبغي الاهتمام به من حيث معيشتهم وأحوالهم الصحية ولذلك أعدت استبانة طويلة جداً للرحلة تشمل خصائص السكان الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية كما تشمل معلومات عن القطعان التي يمتلكونها سواء أكانت أغنام أو ابل وكذلك نوعياتها أي الابل هل هي مجاهيم أم مغاتير أو غير ذلك، كما تشتمل الاستبانة على سؤال عن أغراض امتلاك هؤلاء البادية لهذه القطعان وتنقلاتهم بين الصيف والشتاء ومعلومات عن الأسرة بكاملها ومستوياتهم التعليمية وأعمالهم التي يمارسونها وهل يمارسون الرعي أو غيره وكذلك مدى وجود اعاقات في الأسر البدوية ولكن مع الأسف لم نتمكن من مقابلة أسر بدوية خلال الرحلة في أماكن سكناها إلاّ أننا جمعنا معلومات أخرى هامة من القبائل في الربع الخالي ومناطق سكناهم وبالنسبة للمدن والمحافظات لا توجد بشكل كبير ولكن هنالك شرورة والخرخير وبعض المراكز الصغيرة في الربع الخالي وكلها ستشهد نمواً مستقبلاً ومن ناحية القبائل الموجودة سيتم دراستهم في المستقبل دراسة أكثر تعمقاً لأن هذه الدراسة التي تمت هي دراسة استكشافية أطلعتنا على أبعاد الموضوع وجعلتنا نعتقد ان دراسة ذلك مهمةجداً لاسيما إذا علمنا ان سكان الربع الخالي لم يدرسوا من قبل أي باحث في الماضي باستثناء بعض الرحالة الذين عبروا الربع الخالي في العقود الماضية.

وعن الاستطيان قال د. الخريف في حديثه ل «الرياض» ان أغلب القبائل استوطن في الهجر والمدن طلباً للخدمات التعليمية والصحية وللأعمال بنسبة كبيرة ولم يبعد في البادية منهم إلاّ أعداد قليلة والبعض منهم استوطن بشكل ليس دائم نتيجة لتنقلاتهم وقت الربيع.

وعن مقترحاته بعد الرحلة رأى د. الخريف ضرورة دراسة الربع الخالي من الناحية البشرية ودراسة المراكز العمرانية والهجر والمدن والقرى من حيث خصائصها ومواقعها ومدى مناسبتها ووجود الخدمات فيها وما هي الخدمات التي تنقصها والجانب الآخر دراسة سكان الربع الخالي وهم ينقسمون إلى قسمين (مستقرين) و(غير مستقرين).

وفيما يتعلق بالمواقع الأثرية ومواقع الاستيطان التاريخي ستحدث ل «الرياض» مدير عام مركز توثيق التراث والخبير في الآثار القديمة في فترة ما قبل الميلاد الدكتور عوض بن علي الزهراني وقال ان الفريق العلمي وقف على مواقع للاستيطان وعثر فيها على أدوات حجرية يظهر عليها التصنيع وهناك تحليلات لهذه القطع تبين بماذا استخدمت هذه الأدوات من حجر (الصوان) وذلك لفترة ما قبل التاريخ.

وأضاف ان الدلائل الأولية تشير إلى ان هنالك استيطاناً في الربع الخالي في العصور القديمة، ولم نكن قبل اكتشاف هذه القطع مؤملين ان هنالك استيطاناً في هذه المنطقة وهذا يعتبر اكتشافاً. وأوضح د. الزهراني ان العصر الحجري الحديث له أدوات مميزة حيث تجدها بثلاثة رؤوس وفيها جودة تصنيع وهذه التي اكتشفناها أقل جودة ومعنى ذلك أنها أقدم ومنها سكاكين وسواطير ومخارز ومطارق وبعضها برأس مدبب لوضعها في رأس الرمح لاستخدامها في صيد الحيوانات، وقد جمعنا عينات منها في موقع العبيداء وفي موقع خيران.