عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2006-03-09, 06:12 PM
الصورة الرمزية منصور المناع
منصور المناع منصور المناع غير متواجد حالياً

 

مؤسس الموقع

 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: تمـير
المشاركات: 3,921
جنس العضو: ذكر
منصور المناع is on a distinguished road
افتراضي

5 ـ (اِنَّ في خَلْقِ السَّمـواتِ والأرْضِ وَمـا أنْزَلَ اللهُ مِنْ السَّمـاءِ مِنْ مـاء فَأحْيـا بِهِ الأرْضِ بَعْدَ مَوْتِهـا وَبَثَّ فِيهـا مِنْ كُلِّ دابَّة وتَصْرِيْفِ الرِّياحِ والسَّحـابِ المُسَخَرَ بَيْنَ السَّمـاءِ والارْضِ لآيات لِقَوْم يَعْقِلُوْن)
واستند في هذة الآية الى خلقِ سبعةِ اشياء مختلفة كآيات لله تعالى بالنسبة للمتفكرين والعقلاء وهي: خلق السماء، والارض، واختلاف الليل والنهار، والفُلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، والامطار، وهبوب الرياح واختلافها، والسحب المعلقة بين الارض والسماء.واستند في هذه الآية على مسألة الحركات المختلفة للرياح (وَتَصْرِيْفِ الرِّياحِ)، وكذلك الغيوم المعلقة بين الارض والسماء (وَالسَّحـابِ الْمُسَخَّر بَيْنَ السَّمـاءِ والأرْضِ)، السحبُ التي تحتوي البحار في ذاتها، وهي في ذات الوقت معلقة بين الارض والسماء، فهي في الواقع من اعظم آيات الله، «فعندما تُحيي الارضَ بنزول المطر فهي تبّثُ انواعاً مختلفةً من الدّواب على وجه الارض» (فأَحْيـا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيْهـا مِنْ كُلِّ دابَّة).وعندما نشاهد انَّ الرياح والغيوم قد طُرحت في هذه الآية بعد نزول الامطار فلعلّها من اجل تعليم هذا الامر، وهو انَّ فائدة الرياح لا تنحصر بتحريك الغيوم وانزال المطر فحسب، بل لها فوائد جمّة اخرى تمّت الاشارة اليها سابقاً، وسيشار اليها في الفذلكة ايضاً.ناهيك عن نزول الامطار، فانّ الغيوم لوحدها تعتبر مسألة عجيبة ايضاً، لأنها تحتفظ ببحار من المياه وهي معلقةً بين الارض والسماء
يجب الانتباه الى انَّ السحاب : البخار المتراكم تسميه العرب (ضباباً) ـ بالفتح ـ مالم ينفصل من الارض فاذا انفصل وعلا سمي (سحاباً وغيما وغماماً) .

6 ـ (أفَرَأيْتُمُ الْمـاءَ الَّذي تَشْرَبُوْنَ ـ أأنْتُمْ أنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أمْ نَحْنُ المُنْزِلُوْنَ ـ لَوْ نَشـاءُ جَعَلْنـاهُ اُجـاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُوْن)
وتستَند هذة الآية الى مسألة مياه شرب الانسان، وتذكر موضوعاً جديداً حيث تقول: (أفَرَأَيْتُم المـاءَ الَّذي تَشْرَبُون ـ أَأَنْتُم أنزَلتُمُوه مِنْ المُزْنِ أمْ نَحنُ المُنْزِلُون)؟ ثم يضيف تعالى: (لَوْ نَشـاءُ جَعَلْنـاهُ أُجـاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُوْن) فلو أنَّ ماء البحر يصطحبُ اثناء تبخره الى السماء حبوب الاملاح الصغيرة، وتنزلُ المياه المالحة والمرَّة من الغيوم لتحولّت الارضُ الى مملحة، فلا ينمو نباتٌ، او شجر، واذا اراد الانسان ان يدفع الموت عنه اثر العطش لم يستطع ان يتجرع منه أبداً.هذا الامر الموجَّه الى المياه بالتّبخر، والاملاح الموجودة في مياه البحر بالبقاء في مكانها، قد اضفى طابعاً آخر على حياة الانسان، بل كل الاحياء على سطح المعمورة، فهل يستطيع شخصٌ ان يؤدي شُكرَ هذه النعمة مدى حياته؟!
وكما قلنا فان (المُزْن) تعني الغيوم الممطرة و (الأجاج) تعني الماء

7 ـ (أمَّنْ يَهْدِيَكُمْ في ظُلِمـاتِ الْبَّرِ والْبَّحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيـاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَي رَحْمَتِهِ أَ إلهٌ مَعَ الله تَعالى اللهُ عَمَّا يُشرِكُوْنَ)
8 ـ (وأرْسَلْنـا الرِيـاحَ لَواقِحَ فَأنْزَلْنـا مِنَ السَّمـاءِ مـاءً فأسْقَيْنـاكُمُوْهُ وَمـا أنْتُمْ لَهُ بِخـازِنْين)
وفي هذة الآية يتحدث عن مسألة الرياح ونزول الامطار بتعبير جديد، فيقول: (وأرْسَلْنـا الرِّيـاحَ لَواقِحَ).فهل انَّ المقصود هو تلقيح النباتات بواسطة الرياح ونثر لقاح ذكور النباتات على الاناث، وحملُ الفواكه والحبوب الذي يحدث عن طريق الرياح؟ أو حَمْل قطع الغيوم والحاق بعضها ببعض.نظراً لقوله في تكملة الآية: (فَأنْزَلنـا مِنَ السَّماءِ مـاءً فَأسْقَيْنـاكُمُوْه)، فيظهر انَّ المعنى الثاني اكثر تناسباً، بالرغم من امكانية الاستفادة من المعنيين معاً.على أية حال، فانَّ التعبير اعلاه تعبيرٌ لطيفٌ جداً حيث شَبَّه قِطعَ الغيوم بالامهات والآباء، حيث يخلطها عن طريق الرياح ثم تحملُ، وتضعُ جنينها أي قطرات الامطار على الارض!
ويشيرُ في ختام الآية الى خزانات المياه المغطّاة تحت الارض، والتي هي من نعم الله علينا .

9 ـ (أَلَمْ تَرَ إنَّ اللهَ أنْزَلَ مِنَ السَّمـاء مـاءً فَسَلَكَهُ يَنـابِيْعَ في الأرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً
ألْوانُهُ... إنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لأُوْلي الألْبـاب)

وفي هذة الآية يشير الى مسألة تكوُّنِ الينابيع، فيقول: (ألَمْ تَرَ أنَّ الله اَنْزَلَ مِنَ السَّمـاءِ مـاءً فَسَلَكهُ يَنـابِيْع).و (ينابيع) جمع «ينبوع» وتعني العَيْن، وهي في الاصل مأخوذة من مادة (نَبْعْ) وتعني انبثاق الماء من الارض، ومن الطبيعي إنَّ تكوُّنَ الينابيع في الارض الذي يجعل الانسان يستفيد من الماء الجاري بدون الحاجة الى قوة اخرى، يتبع ظروفاً خاصةً اولُها: ان تكون طبقة الارض قابلة للاختراق كي يتغلغل الماء خلالها، ثم يجب ان يكون ما تحت هذه الطبقة صلداً كي يتوقف الماء ويُخزنَ هناك، وان يكون هناك فارقٌ في المستوى بين خزانات المياه والمناطق الاخرى حتى ينسابَ الماء من هناك الى بقية النقاط، ومن المسلَّم به استحالةُ تناسق هذه الأمور لولا تخطيط مُبديء العلم والقدرة.ويضيف في سياق الآية (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعَاً مُخْتَلِفاً ألْوانُهُ).فيمكنُ أنْ يكون اختلاف الالوان هذا اشارة الى الوان النباتات المختلفة تماماً، أو إشارة الى انواع النباتات وازهار الزينة والطب والغذاء والصناعة التي لها انواع لا تحصى في الواقع.أَجَل..
انَّ الله تعالى يستخرج من هذا الماء الذي لا لون له مئات الآلاف من النباتات .