عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2006-12-07, 09:16 PM
عبدالله الشحي عبدالله الشحي غير متواجد حالياً
خبيـــر أرصــاد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الدولة: محافظة مسندم (خصب)
المشاركات: 289
جنس العضو: غير محدد
عبدالله الشحي is on a distinguished road
افتراضي

تعتبر المرتفعات الجوية من العوامل الفعالة المركبة الديناميكية المؤثرة في حالة الطقس لأنها المسؤولة بدرجة كبيرة عن توليد قوة الدفع للكتل الهوائية وما يتلو ذلك من تفاعلات بين هذه الكتل ، وعلى الرغم من ذلك لا تحظى المرتفعات الجوية بتركيز الاهتمام مثل المنخفضات الجوية وربما كان السبب في ذلك ما يرافق المرتفعات الجوية من حالة الاستقرار العام لظواهر الجو وعناصره المختلفة .
1. ما هو المقصود بالمرتفع الجوي ؟ وما هي أسباب تكونه ؟
يمكن أن نعرف المرتفع الجوي بطريقة مناظرة لتعريف المنخفض الجوي فهو ظاهرة جوية طبيعية يرتفع فيها الضغط الجوي في نطاق ما من الغلاف الغازي فوق مساحة جغرافية محددة مقارنة بجميع المناطق المجاورة لذلك النطاق .
أما أسباب ارتفاع الضغط في نطاق المرتفع الجوي فمرده الى ظاهرتيبن جويتين أساسيين هما :

.1- تكون الكتل الهوائية الباردة : يتطلب تكون الكتلة الباردة أن تستقر كتلة عظيمة من الهواء فوق مساحة جليدية أو باردة أو ما شابه ذلك لكي تكتسب خصائص ذلك السطح ، وبسبب التبريد يتقلص الهواء حجميا فتتركز كتلته في حيز اقل وبذلك تزداد كثافة الهواء بدرجة واضحة فيرتفع ضغطه عن المتعاد .

2. تكون المنخفضات الجوية : تكون المنخفض الجوي ينشأ عن عملية صعود فيزيائية للهواء إلى الطبقات الجوية العليا ويتلو

عملية الصعود هذه تضاغط الهواء على بعضه في قمة المنخفض الجوي مما يشكل بؤرة عالية الضغط تعمل على إبعاد وتشتت الهواء في الطبقات الجوية العليا بعيدا عن المنخفض الجوي وهذا الهواء سوف يبرد فيما بعد ويحاول الهبوط من جديد وتسبب عمليات الهبوط الواسعة النطاق تولدا للمرتفع الجوي

أنواع المرتفعات الجوية
تقسم انواع المرتفعات حسب الكتل الهوائية لها وكذلك حسب طريقة التكون وعله تقسم إلى نوعين
فقط وهما :
أ- المرتفع الجوي البارد : ومن الاسم نلاحظ أن هذا النوع من المرتفعات ينشأ بالطريقة المشروحة أعلاه حيث يتكون نتيجة لتزايد كثافة الهواء بفعل ملامسته للسطوح الباردة وتتولد من ذلك كتلة هوائية باردة تغطي مساحة هائلة ومن أشهر الأمثلة على هذا النوع من المرتفعات الباردة المرتفع الجوي السايبيري الذي يعرف بأنه أكبر المرتفعات الجوية اتساعا على الإطلاق .
إن الهواء القريب من سطح الأرض في المرتفع البارد يتميز باستقرار نسبي ويصاحب ذلك طقس حسن وبرودة واضحة مع الجفاف وفي حالات نادرة يحدث هطول خفيف مصحوب بسحب ، أما الطبقات العليا من هذا المرتفع فهي مضطربة وفيها رياح شديدة حيث تدور حول مركز المرتفع الجوي وتهبط الى قلبه بحركة دورانية لولبية موافقة لعقارب الساعة ، وطبعا بسبب تضاغط الهواء نحو الأسفل فسوف تطرأ زيادة تدريجية على درجة حرارته ولذلك فليس من المستغرب أن ينقلب المرتفع إلى النوع الدافئ مع استمرار ذلك في بعض الحالات .
ب- المرتفع الجوي الدافئ : عند الابتعاد عن المرتفعات الباردة التي تنشأ أصلا فوق المناطق القطبية والباردة سنجد أن تأثير التسخين الذاتي واضح تماما في المرتفعات الجوية ، فقد أوضحنا عند الحديث عن المنخفض الجوي أن عمليات الصعود الحاصلة فيه تؤدي إلى تمدد الهواء مما يسبب تبريده (هذه الظاهرة تمثل موضوعا وركنا هاما في علم الديناميكا الحرارية) وبالتالي فمن المنطق أن عكس عملية التمدد سوف يسبب التسخين ، وهذا ما يحصل بالضبط في المرتفع الجوي حيث يتضاغط الهواء القادم من قمم المنخفضات الجوية نزولا نحو الأسفل مما يسبب تسخينا ذاتيا للهواء ، ولذلك تسمى هذه المرتفعات الجوية بالدافئة حيث يغلب عليها الارتفاع الواضح في درجة الحرارة لكتلة الهواء قرب سطح الأرض وبالذات في فصل الصيف ، وطبعا من المنطقي أن ظاهرة التسخين الذاتي ستعمل على تبخير أية سحب أو قطرات ماء عالقة في الجو ولهذا السبب تسود ظروف الجفاف والحر وصفاء الجو واستقرار الرياح والضغط الجوي لهذا النوع من المرتفعات في منطقتنا صيفا ، ولكنها في مناطق اخرى من العالم تسبب الضباب والغيوم الطبقية وبالذات عندما يكون الجو مشحونا بالرطوبة الكافية .
إن المنطقة الرئيسية لتولد هذه المرتفعات تتمثل في الحزام شبه المداري ويشمل ذلك نطاقا واسعا من الصحاري مثل الصحراء الكبرى في افريقيا والصحراء العربية ، وهذه المرتفعات المتولدة تنطلق من هذا الحزام لتسير باتجاه اوروبا أو امريكا الشمالية ويعتبر المرتفع الجوي الاوروبي من أهم هذه المرتفعات
المرتفعات الجوية:
المظاهر الجوية المصاحبة للمرتفع الجوي
بسبب ارتفاع الضغط الجوي في مركز المرتفع الجوي سنجد أن جميع العوامل الجوية مستقرة فمثلا يكون الجو جافا في معظم الأحيان بسبب التسخين الذاتي ، كما يكون الضغط مرتفعا وبالتالي فإن الرياح مستقرة وغير مضطربة ، وبالنسبة للسحب ففي معظم الأحيان تخلو أجواء المرتفعات من السحب بإستثناء السحب السمحاقية العالية والتي نشاهدها في أيام الصيف (في حالات اخرى يمكن أن تظهر سحب طبقية غير ممطرة أو ممطرة بشكل خفيف) ، كما أن ساعات الصباح تشهد تكون الندى (أو الصقيع في المرتفعات الباردة ) وفي مناطق الرطوبة ينشأ الضباب ، يذكر أيضا أن هذه المظاهر تتمحور حول مركز المرتفع الجوي وبالابتعاد عن المركز تبدأ الاضطرابات بالظهور بسبب تدني قيم الضغط الجوي .
نلاحظ أيضا أن المرتفعات الجوية الدافئة أو الحارة تصاحبها ظاهرة جوية تعرف بظاهرة الحجز السطحي حيث يعمل الهواء الهابط من الأعلى على حصر الأدخنة والغبار والملوثات الجوية في الطبقات السطحية من الهواء ويمنع تشتتها والتخفيف منها فلذلك تعمل هذه الجسيمات على تركيز الحرارة وتحجزها في الطبقات السطحية ولهذا السبب يصبح الجو مزعجا وحارا للغاية أحيانا

- المرتفعات الجوية:
كيف تتحرك الرياح حول مركز المرتفع الجوي ؟

يمكن تشبيه المرتفع الجوي بمروحة الشفط التي تسحب الهواء من الطبقات الجوية العليا وتضخه نحو الطبقات الأرضية السفلى وبالتالي فيمكن النظر إلى المرتفع الجوي على أنه يستقطب الهواء المجاور له في الطبقات العليا من الجو لدفعه نحو الأسفل ، وهكذا يبدأ الهواء بالنزول بحركة لولبية نحو الأسفل وعندما يصل سطح

كيف تتحرك الرياح حول مركز المرتفع الجوي ؟
وهكذا ستتحرك الرياح حول مركز المرتفع الجوي بحركة لولبية دورانية موافقة لعقارب الساعة في النصف الشمالي والعكس في النصف الجنوبي .
يمكن القول بايجاز بأن الرياح تتحرك حول مركز المرتفع الجوي حركة لولبية موافقة لعقارب الساعة هابطة نحو الأسفل إلى الأرض وعندما تصلها تتشتت متجهة نحو مراكز المنخفضات الجوية وفيها تدور الرياح بحركة لولبية معاكسة لعقارب الساعة وصاعدة نحو الأعلى حيث تتشتت في الأعلى متجهة نحو قمم المرتفعات الجوية وهكذا يستمر الأمر حتى يتوازن الضغط بين المركزين وتتلاشى الظاهرتان


هذا ما لدي لك اخي الفاضل

وتحياتي لك