الموضوع: الـريـاح
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2006-03-19, 09:50 PM
الصورة الرمزية منصور المناع
منصور المناع منصور المناع غير متواجد حالياً

 

مؤسس الموقع

 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: تمـير
المشاركات: 3,921
جنس العضو: ذكر
منصور المناع is on a distinguished road
افتراضي الـريـاح

قال تعالى :
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)

(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً)

(وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً)

(أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

(اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)

(وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ)

(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)

(الرياح) تكررَ هذا اللفظُ عشرَ مرات في القرآن الكريم، تسعٌ منها اشارة الى الرياح التي تُحركُ الغيوم وتُعِدُّها لتنزل الامطار.
و (الرياح) في الاصل جمع «ريح» وتعني الهواء المتحرك، واصلُها «رَوْحْ»، وغالباً ما تعتبر مؤنثاً لفظياً، والجدير بالذكر انها تستخدم بصيغة الجمع دائماً في الآيات التي تتعلق بحركة الغيوم ونزول الامطار في القرآن الكريم، وذكر البعض دليلا على ذلك بانَّ الرياح اذا تحركت بشكل جماعي فانها تنشر الغيوم وتُكوِّنُ امطاراً غزيرة ومليئة بالبركة، واذا تحركت على هيئة اجزاء متفرقة فانها تكون عقيمة وغير مفيدة، بل مضرّةً عندئذ
لذلك ورد في الدعاء: اللهم اجعلهُ رياحاً ولا تجعلها ريحا .



ويُقسِّمُ العربُ الرياحَ الى اربعة اقسام: «الشمالية» التي تهب من الشمال، و «الجنوبية» التي تهبُّ من الجنوب، و «الصبا» التي تهبُّ من الشرق، و «الدبور» التي تهبُّ من الغرب.

الرياح وفوائدها:

إنَّ مصدرَ حصول الريح هو الاختلاف في درجة الحرارة بين منطقتين مختلفتين من الارض، ويمكن تجربة هذا اثناء فصل الشتاء حيث يكون هواء الغرفة حاراً وفي خارجها بارداً، فلو وضعنا شمعتي إضاءة عند طرفي الباب العلوي والسفلي وفتحنا الباب قليلا سيتضح هذا الأمر جيداً إذ انَّ الهواء البارد وبسبب ثقله يدخلُ من الاسفل والهواء الحار يخرج من الاعلى لخفّته ويجرُّ شعلةَ الشمع معه (انَّ الهواء الحار يكون ممتداً و خفيفاً والهواء البارد ثقيلا ولو لم تكن هذه الصفة وتتوقف الرياح فايُّ بلاء عظيم ينزلُ على الانسان؟!).كما نعرفُ ايضاً انَّ للكرة الارضية ثلاث مناطق، فالمنطقة الباردة (الاطراف القطبية)، والحارّة جداً (المناطق الاستوائية)، والمعتدلة (المناطق التي تتوسط هاتين المنطقتين).وهذا الاختلاف في درجات الحرارة على الارض يُنتجُ انتقال الهواء من جهة الى اخرى واهمه الرياح التي تُسمى «الرياح القطبية» (وهي الرياح التي تهبُّ من القطب نحو المنطقة الاستوائية ولأنّها تكونُ باردةً فهي تسير مع الارض)، والرياح «الاستوائية» (وهي الرياح التي تهبُّ من المنطقة الاستوائية نحو القطب وبما انّها تكون حارَّة فهي تتحرك في طبقات الجو العليا) .فضلا عن ان ماء المحيطات لا يكون حاراً كحرارة السواحل اثناء شروق الشمس، اضافة الى انَّ ماء البحر يفقد حرارته ليلا اسرعُ مما يفقده الساحل، فهذا الاختلاف في درجات الحرارة بين ماء البحر والساحل يتسبب ايضاً في هبوب الرياح باستمرار من البِّر الى البحر ومن البحر الى البِّر ايضاً.واضافة الى كل هذا فانَّ كروية الارض تؤدي الى أن تقع بعضُ المناطق في مواجهة الشمس مباشرة (اثناء الظهر)، وأن تَشِّعَ الشمسُ على المناطق الاخرى بشكل مائل (اثناء الشروق والغروب)، فهذا الاختلاف في درجات الحرارة احد اسباب حصول الرياح في مختلف المناطق ايضاً (وكذلك هناك عوامل معقّدة اخرى).



وتتظافر هذه الاسباب في تحريك الرياح في سائر انحاء الكرة الارضية وتتزامن معها الفوائد الجمَّة التالية التي تمَّت الاشارة اليها في الآيات السابقة:
1 ـ للرياح نصيبٌ مهمٌ في تكوين الغيوم بسبب هبوبها على المحيطات.
2 ـ انَّ الرياحَ تصطحبُ معها الغيوم الى المناطق الجافة واليابسة ولولاها لاحترقَ جانبٌ كبير من الكرة الارضية بسبب الجفاف.
3 ـ انَّ الرياحَ تلطِّفُ الجوَّ وتجلبُ الاوكسجين الضروري من المناطق البعيدة.
4 ـ انَّ الرياحَ تأخذ معها التلوث حيث تساعد في تنقية الجو عن هذا الطريق.
5 ـ انَّ الرياحَ تُقللُ من ضغط حرارة الشمس على اوراق النباتات، وتمنع الاحتراق، وبصورة عامة فانها وسيلةٌ مهمةٌ لاعتدال الجو في بقاع الارض.
6 ـ انَّ الرياح ـ وكما قلنا في تفسير الآيات ـ تعصُر الغيوم وتُعدُّها لانزالِ المطر.7 ـ انَّ الرياح تسوقُ الغيوم نحو طبقات الجو العليا، وبسبب البرودة وفقدان قدرة التشبُّع تتحول الى قطرات مطر تهبُ الحياة.