[الشيخ قوقل]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلّي وأسلّم على المبعوث الأمين رحمة للعالمين

أخوتي أخواتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم اليوم جئت لكم بموضوع يحبّه ويعشقه أهل البراري وخلاصة ما يحتاجونه منه هو :: ـــ رائحته الزكيّة العطرة وغذاء لأنعامهم

هو :: ـــــ

(((( شجرة الرمث )))))

(( الرمث / أسمه العلمي ))

أسمه العلمي ( رمث ) للجمع وللشجرة (( رمثة )) واتفقت العرب على هذا الاسم فهو ثابت التسمية لا يمكن أن يسمى الرمث بغير هذا الأسم وتعتبر شجرة الرمث من فصيلة الرمراميّات

ولهذا يوجد عدّة قرى وعدّة أودية تنسب أسمائها لكثرة وجود شجر الرمث فعندما ينتشر الرمث في الأرض ويراد به تغيير الغذاء للبهائم يطلق عليه بــأسم (( الرمث أو الحمض )) وسبب تسميته بالحمض من طعمه واحتواء أغصانه وأوراقه على المياه المكتسبة من ندى التربة فهو(( حامض + مر+ مالح )) نعم كلّها وهذا ما استطعمته عندما مضغت بعض من أغصان وأوراق الشجرة لأتحقق من سبب تسميته بهذا الاسم إذاً الرمث كالهرم والطرفاء في طعمه

(( الرمث / موطنه ))

شجرة الرمث تنبت في السهول وفي المناطق الصحراويّة وفي عموم جزيرة العرب وتكثر في المنطقة الوسطى حيث خصوبة الأراضي الرمليّة الطينيّة والأجواء الملائمة لعيشها

شجرة الرمث من النباتات التي تصبر وتتحمّل العطش وقد وهبها الخالق مقاومة شديدة للظروف المناخيّة حيث تمتد عروقها سعياً وراء الغذاء فهي تنبت في أي مكان حتى في الأراضي الصخريّة الصلبة

(( الرمث / شكله ))

شجرة الرمث خضراء ثابتة اللون وتتكوّن من الجذع وهو العرق الأصل الذي يميل لونه إلى الأدهم الغامق وهو الجزء المنغمس في التربة وتتفرّع منه عروق صغيرة تتسلّل في الأرض بحثاً عن الماء

والأغصان الدقيقة الذي يميل لونها إلى الأبيض في تمتد من الجذع ويصغر حجمها حتى تتفرّع منها أغصان وتصغر شيء فشيء حتى تقف بالأوراق الخضراء الشبيهة بالأغصان

(( الرمث / حجمه ))

شجرة الرمث ترتفع وتمتد على سطح الأرض ويص ارتفاعها إلى 1 متر تقريباً وتمتد وتنتشر مساحات مختلفة يصل إلى 4 أمتار وأوراقها ما بين الــ 5 سم إلى الــ 8 سم

وهذه أكبر رمثة رأيتها في حياتي وهي بجوار بحيرة دومة الجندل بمنطقة الجوف ويتعدّى طولها 4 أمتار وبعرض أكثر من مترين وترتفع إلى المتر الواحد والعجيب أن جذعها واحد فقط

(( الرمث / ثمره ))

شجرة الرمث تموت كبعض الأشجار وتجف أغصانها ويبقى شيء من الرطوبة في عروق جذعها وأغصانها فعندما يرزق الله الخلائق بالمطر وفي فصل الشتاء تحتفظ الأرض بهذا المخزون من المطار فتمتص شجرة الرمث الماء وعندما يحين نباتاها تدب الحياة بها من جديد وذلك بإذن الله قال عز من قائل
(( وجعلنا من الماء كل شيء حياً أفلا تعلمون )) ويزداد نموّها وتكبر فترعرع بعدها وتثمر !!!!!! نعم تثمر وهذا شيء مستغرب من قبل الكثير من الناس وبأ مكانكم مشاهدت هذا الطلع خلال الأشهر الأربعة
(( جولاي + أغسطس + سبتمبر+ أكتوبر ))

نعم أخوتي أخواتي :: ــــ عندما يأتي الصيف وتنمو الشجرة ويزيد اخضرارها وذلك عندما تحين شدّة الصيف وذلك في شهر (( أغسطس )) تكون شجرة الرمث في أوج نموّها حتى يميل لونها إلى اللون الأخضر الداكن كما هي الصورة التالية التي وضعت قوق الشجرة علبة خضراء اللون

ففي هذا الشهر تثمر الرمثة ويكون لها أفرازات مستقيمة شديدة البياض حلوة المذاق وهذا ما يسمّونه أهل البادية بــ (( العسيلي )) وقد ذقت هذا الثمر ووجدت طعمه الحلو وما يلبث أن يموت هذا الإفراز من شدّة حرارة الشمس والرياح الجافة

===================

============

وفي أواخر شهر ( أكتوبر+ نوفمبر ) تبدأ مرحلة الضمور والاصفرار لدى شجرة الرمث وبعدها تأتي المرحلة الأخيرة وهي ازدهار الأغصان حيث تشاهدون الزهر الورديّة الممتزجة باللون الأصفر الداكن العالق حول الأوراق في أعلى الشجرة

============

.