عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2008-01-15, 11:26 AM
الصورة الرمزية منصور المناع
منصور المناع منصور المناع غير متواجد حالياً

 

مؤسس الموقع

 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: تمـير
المشاركات: 3,921
جنس العضو: ذكر
منصور المناع is on a distinguished road
افتراضي في جدة درجات التلوث تعدت الحد المسموح فيه عالمياً

درجات التلوث تعدت الحد المسموح فيه عالمياً

جدة.. من دخان مصنع الاسمنت قبل 20عاماً إلى مردم النفايات ومحطة التحلية.. ويا قلب لا تحزن!!



جدة - سالم مريشيد، تصوير - محسن سالم:
لم تعان مدينة مثلما عانته مدينة جدة من كوارث ومصائب التلوث التي سدت إنفاسها في الماضي والحاضر واصابت سكانها بالعديد من الامراض الظاهرة والخفية التي لا يعلم بحجم ضررها إلا الله عز وجل.. وهذه الكوارث والمشاكل بدأت بالأدخنة التي كان يملأ بها مصنع الاسمنت شمال غرب جدة سماء المدينة قبل عشرين عاماً.. ومروراً بأدخنة مردم النفايات ومحطة تحلية المياه.. وروائح مياه الصرف الصحي التي تغرق شوارعها.. وبحيرة الصرف الصحي شرق جدة التي تعد كارثة بيئية تهدد السكان بالعديد من الأمراض والأوبئة.

وبسبب هذه المشاكل التي تحاصر جدة.. فقد تعدت درجة التلوث فيها الحد المسموح به لمعدلات تلوث الهواء حسب القياسات المعمول بها محلياً والمعتمدة من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.. بل ان هناك من المختصين والمهتمين بمستويات التلوث يؤكد أن جدة قد تجاوزت درجات تلوث الهواء فيها الحد المسموح به عالمياً.. وهذا ينذر بكارثة إذا لم نتداركها قبل فوات الآوان فإن علاجها عند ذلك سيحتاج الكثير.. وستنتج عنه الكثير من الخسائر على المستوى الصحي والاقتصادي والنفسي ايضاً.

من غبار الاسمنت.. الى ادخنة المردم

قبل عشرين عاماً كان مصنع الاسمنت الذي يقع على طريق المدينة شمال غرب جدة يشكل كارثة بيئية مزعجة للسكان.. حيث كان المصنع ينفث دخانه ليلاً ونهاراً دون توقف.. ويغطي سماء جدة بضباب كثيف لا يطاق؟!

وقد إنبرت الصحف والكتاب انذاك على مدى سنوات يطالبون بإنقاذ جدة وسكانها من تلك المصيبة.. وكانت الوعود تتكرر من الجهات المسؤولة عبر سنوات بعلاج هذه المشكلة في تلك الفترة.. حتى انتهى الأمر بعد معاناة سنين طويلة بنقل المصنع الى رابغ.. وهذا النقل لم يأت لأن المسؤولين استشعروا خطورة ذلك على الصحة العامة.. وإنما لأن نقله لرابغ كان اجدى للشركة على ما يبدو.

ولم يكد سكان جدة يتنفسون الصعداء ويستنشقون هواء نقياً حتى بدأت مشكلة ادخنة المردم من شرق جدة تنفث سمومها بين يوم وآخر لتهدد سكان جدة بالكثير من الأمراض وكأن جدة كتب عليها ان معاناتها مع التلوث مستمرة إذ تحاصرها ادخنة مردم النفايات من الشرق وادخنة محطات تحلية المياه من الغرب ورغم ان وزارات الصحة في العالم بأسره تحذر من اخطار التدخين القاتلة.. وتنصح كل من اراد ان يحافظ على صحته بالإقلاع عن التدخين وتجنبه.. الا ان سكان جدة مع الأسف كتب عليهم ان تسد الادخنة انفاسهم وتملأ رئياتهم رغماً عنهم ودون اذن منهم.

غازات خطرة ومدمرة

الناطق الاعلامي بالأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني اشار إلى وجود غازات خطرة تتخلف عن ردم النفايات في المردم الحالي القريب من الاحياء والسكان ومنها غاز الميثان الذي يتخلف عن ردم المواد العضوية.. وهذا الغاز يحتاج إلى تصريف وفق طرق علمية لأنه إذا لم يتم التخلص منه فإنه يصبح قابلاً للاشتعال حتى من حرارة الشمس!!

وهناك مواد سامة جداً تنتج من البلاستيك وإطارات السيارات وما في حكمها.. وهذه المواد قد تسبب الاصابة بالسرطان لا قدر الله.

واكد ان الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قد خاطبت الجهات المعنية مثل محافظة جدة والأمانة ونبهت لخطر هذا المردم وبحيرة الصرف الصحي على الصحة العامة، وطالبت بعلاج المشكلة منذ سنوات.. ولكن المؤسف أن العلاج ونقل هذا المردم لم يتم حتى الآن رغم وجود مردم آخر يمكن الانتقال له دون إبطاء حفاظاً على الصحة العامة..
وقد انبرى اعضاء المجلس البلدي في اجتماعه الدوري الذي عقده مؤخراً بمطالبة الامانة بالانتقال إلى المردم الجديد بعد ان وقف على حجم الاخطار التي تصيب المدينة من الاستمرار في المردم القديم.
واوضح الدكتور طارق فدعق رئيس المجلس بأن المجلس سيعد خطة طويلة المدى مع الامانة لمعالجة جميع الاشكالات التي تعاني منها جدة.. ونأمل ان تحقق هذه الجهود حلم مدينة جدة بتنفس هواء طبيعي نقي خال من ادخنة النفايات، وروائح مياه المجاري؟!!


المصدر : جريدة الرياض
https://www.alriyadh.com/2008/01/15/article309167.html