عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-05-16, 12:23 PM
الصورة الرمزية نهاية الرحلة
نهاية الرحلة نهاية الرحلة غير متواجد حالياً
رحـال متميــز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 115
جنس العضو: غير محدد
نهاية الرحلة is on a distinguished road
افتراضي نيبال ... الرحلة الطويلة ... رحلة سير على الأقدام ... 63كم مع حمد العسكر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ... أما بعد


أهلا وسهلاً بكم مع الباحث الجغرافي والرحالة أخوكم حمد العسكر في رحلة جديدة من رحلاته
أنقلكم من خلالها إلى جزء من العالم انفرد بخصائص طبيعية وبشرية مميزة
( نيبال جبال الهملايا ... رحلة سير على الأقدام نحو قمة إفرست )
أخي القارئ حتى تلم بأبعاد هذا الموضوع يتوجب عليك أن تقرأ هذه المقدمة القصير
قراءة متأنية لتكون لديك مفاتيح عامة حول ما تقرأ وتشاهد
أخي القارئ هذه ليست دعوة مني للسياحة أو السفر بقدر ما هي عرض لمشاهداتي ورحلاتي
* * *
نيبال دولة من إحدى أفقر ثلاث دول في العالم لذلك قد تعجب من بعض الأمور التي ستقرئها
تغطي الجبال الوعرة أكثر من ثلاثة أرباع مساحة الدولة ، السبب في صعوبة المواصلات
هذه الدولة تحوي العديد من المناطق الطبيعية الجميلة ما بين جبال وأنهار وبحيرات
يدين أكثر سكان تلك الدولة الهندوسية ثم البوذية ونسبة المسلمين أقل من 5%
نظام الحكم بعد العام 2006م تحول من ملكي إلى جمهوري علماني
العملة الروبية وتساوي 78 روبية للدولار و21 روبية للريال السعودي
* * *
الموقع والحدود :
تقع دولة نيبال في قارة آسيا بين الصين والهند ... وتحدها الهند من الشرق والجنوب والغرب والصين من الشمال



موقع نيبال بالنسبة لشبه جزيرة العرب



خريطة توضح حدود نيبال وطبيعة السطح الجبلية وموقع أعلى قمة في العالم


السطح :
تغطي الجبال حوالي 80% من مساحة نيبال .. وتوجد بها أعلى سلسة جبال في العالم جبال الهملايا بها أعلى ثمان قمم في العالم أهمها إفرست يصل ارتفاعها إلى 8848م عن سطح البحر. وتوجد العديد من الأنهار سريعة الجريان التي تخترق البلاد من الشمال إلى الجنوب لتشكل سهول فيضية ضيقة جنوب البلاد ... وتتشكل العديد من البحيرات وسط البلاد نتيجة وفرة المياه القادمة من الثلوج التي تكسو قمم تلك السلاسل العملاقة.
المساحة والسكان :
مساحة نيبال حوالي 140.800كم2. وعدد سكانها حوالي 28 مليون نسمة . نسبة النمو تقدر بـ 2.26%ومعظمهم من الهندوسية ، ثم البوذية 5% والمسلمون الذي يشكلون أقلية صغيرة لا تتجاوز 4.5% .
ويشار إلى أن الهندوسية كانت حتى عام 2006، الديانة الرسمية في نيبال، حيث تم تعديل الدستور لينص على أن البلد "دولة علمانية". ويعود تاريخ الإسلام في نيبال إلى القرن الخامس الهجري حسب الدراسات التاريخية؛ إذ وصل الإسلام إليها عن طريق التجار العرب وغيرهم من المسلمين، والمسلمون هناك يتكلمون اللغة الأوردية، وتقدر نسبتهم بنحو 4.2% من عدد سكان نيبال البالغ 28 مليون نسمة، أما الهندوس فيمثلون أغلبية السكان ونسبتهم 90% ، والبوذيون 5%.
ويعيش غالبية المسلمين هناك في الجبال قرب حدود الهند، وحالتهم الاقتصادية متدنية؛ فهم بعيدون عن الأعمال التجارية والصناعية، ومعظمهم عُمّال أو أصحاب أراض زراعية صغيرة يعيشون عليها، وبعضهم موظفون صغار. ويعاني مسلمو نيبال الجهل والتخلف الذي أفقدهم حقوقهم كمواطنين، كما أن ثقافتهم الإسلامية محدودة، رغم حرصهم على الدين؛ حيث لا يوجد من يرشدهم ويعلمهم أمور دينهم من الدعاة والوعاظ والأئمة المتمكنين، فمنهم من لا يعرف عن الإسلام إلا اسمه الذي شوّهته البدع والخرافات.
* * *


رحلتي إلى نيبال
24 / 4 / 2009م
المرحلة الأولى
العاصمة والطريق إلى قرية لوكلا التي لا تصلها السيارات
كانت جبال الهملايا هاجساً في ذهني منذ الصغر ... وبعون من الله تمكنت من مشاهدتها والسفر إليها بعد أن جمعت بعض المعلومات من بعض المواقع الأجنبية لبعض الرحالة الذين زاروها ... ولاحظت أثناء بحثي عن تلك المنطقة أنها تفتقر إلى المعلومات والبيانات العربية التي تساعدك على جمع صورة واضحة عن تلك الوجهة ، حيث أن القليل من العرب الذين سافروا إلى نيبال لم يتطرقوا إلى الكثير من التفاصيل وخاصة عن الجبال ومنطقة الهملايا ، وقد ذكر البعض منهم في رحلات متفرقة معلومات عن مناطق مختلفة من أرض النيبال كالعاصمة كاتمندو وبكهارا وناغاركوت وغيرها ...
ومن هذا المنطلق أحببت أن أرسم من رحلتي هذه صورة واضحة مفصلة بالخرائط والشرح لتلك البقعة المجهولة التي طالما حدثت النفوس أصحابها عنها وعن السفر إليها ... وأسأل الله أن أوفق في ذلك وأن أنقلها صورة مبسطة لمن أحب السفر والإطلاع والدعوة إلى الله هناك.
بسم الله أبدأ
علمت من خلال ما قرأت أن المواصلات رديئة هناك وأن الكثير من المناطق القريبة من جبال الهملايا لا تصل إليها السيارة وأن السير على الأقدام واستخدام الدواب هو الوسيلة الوحيدة للمواصلات ... الأمر الذي شجعني كثيراً ودفعني بالتمرين اليومي والمشي لمدة شهرين من 6 كم إلى 12 كم كل يوم حتى كسبت اللياقة التي رايتها كافية لتكون عون لي بعد الله هناك ...
بحثت في الخطوط الجوية حتى وقعت على طيران البحرين الذي كان أرخصها كلفة والأقرب مني حين ذاك ... وحجزت تذكرتي بـ 1560 ريال عن طريق موقعهم في الانترنت.
كان وصولي إلى العاصمة كاتمندو الساعة 10.50ص ، وقد سرني وأدهشني رؤية ذلك الحائط العملاق الذي يقف شامخاً وراسياً حاجزاً بين نيبال والصين وأنا على ارتفاع 12.200م من نافذة الطائرة قبل الهبوط بنصف ساعة.



جبال الهملايا كما تبدو من نافذة الطائرة من ارتفاع 12.200م



صورة أخرى مقربة


هبطنا في مطار العاصمة المتواضع وكانت المقابلة لطيفة ومحترمة هناك والإجراءات لم تتعدى 5 دقائق وإذا بي في موقف سيارات الأجرة القديمة التي معظمها بين مديلي 60 - 70 ... استقليت سيارة أجرة ... وذهبت إلى فندق في وسط المدينة اسمه فندق KATHMANDU PRINCE بـ 10 دولارات لليوم الواحد ... مكثت فيه ليلة واحدة خلالها قمت بالتخطيط لرحلتي نحو جبال الهملايا



صورة للمطار توقف الطائرة



صورة للفندق الذي توجهت إليه واسمه KATHMANDU PRINCE


ولا أنسى أن أوضح للجميع بعض النقاط هنا
- يوجد في العاصمة العديد من المواقع التي يزورها السياح مثل معبد بوذا والطريق العجيب وغيرها لم تكن هدفاً لي من الرحلة
- بالقرب من العاصمة نحو الشرق بحوالي 30كم توجد منطقة جميلة يطلق عليها اسم ناغاركوت تستحق الزيارة
- يوجد نحو الشمال الغربي من العاصمة على بعد أكثر من 200كم مدنية بوكهارا الجميلة
- يوجد العديد من المناطق الأخرى مثل دهوليخل التي تتميز باطلالة فنادقها الجميلة وفافلو ولومبيني
وسوف أرفق على الرابط أدناه جدولاً بتلك المناطق وأسماء الفنادق التي تتميز بموقعها وسأقتصر بالحديث عن الهدف من الرحلة هنا
جدول يوضح أبرز المناطق والفنادق في نيبال


الهدف من رحلتي لم يكن تلك المناطق وإنما منطقة جبال الهملايا حول إفرست ... وقد علمت مسبقاً مما قرأت أن الوصول إلى تلك المنطقة يتعذر بواسطة السيارات ولا يوجد سوى وسيلتين إما السير على الأقدام لعدة أسابيع أو ركوب طائرة محلية صغيرة توصلك إلى أقرب قرية نحو جبال الهملايا ثم تكمل السير على الأقدام أو الدواب ...
أخذت جولة سريعة في العاصمة كاتمندو زرت خلالها أكبر مسجد جامع للمسلمين هناك للإطلاع على أحولهم التي صدمت لها كثيراً ... فجلهم من أشد الطبقات فقراً وجهلاً والله المستعان ... صليت الجمعة ثم قابلت إمام المسجد وقد أبدى لي مدى حاجتهم للمساعدة ظنا منه أنني موفد للنظر في حالهم وقد وعدته خيراً أن أنقل ذلك لمن يعنيه الأمر ولمن يحب الخير...



صورة للجامع الكبير في كاتمندو أثناء صلاة الجمعة


تجولت في بعض أرجاء المدينة دون زيارة المعابد هناك لضيق الوقت ... ثم ذهبت لإحدى شركات الطيران المحلية التي حجزت منها عبر الانترنت لتأكيد الحجز ودفع قيمته للسفر نحو قرية لوكلا LUKLA الواقعة في جبال الهملايا والأقرب إلى الهدف المنشود قمة إفرست ، وقد كان السعر عن طريق النت حوالي 226 دولاراً ... ولكن عندما وصلتهم خفض إلى 160دولاراً ... وعلمت أنهم يعاملون السائح الغربي بزيادة عن السائح الأسيوي وخاصة الهند وباكستان ، وقد أعجبني ذلك كثيراً.
بعض الصور أثناء تجولي في المدينة للتسوق

فاكهة طازجة ولذيذة الطعم لا تعرف الأسمدة



خضار متنوعة لمن يهوى الطبخ



البصل الذي أعتبره فلتراً طبيعياً للأنف يمنع من الإصابة بأمراض تغير الجو والاختلاط



بياع الورد لعشاق الجمال ومحبي الألوان



صورة عامة من العاصمة لأحد الشوارع



محدثكم في أحد الشوارع في مركز المدينة



أحد مكاتب خطوط الطيران المحلية الذي ابتعت منه التذكرة للسفر نحو الهملايا



في الصباح الباكر عند الساعة الخامسة توجهت نحو المطار ... وقد عجبت لأمر رحلاتهم الداخلية على طائراتهم الصغيرة التي أعتقد أن محطات الباص أكثر تنظيما ودقة منها... وأعجبني البعد عن التعقيد والتكلف ... فما يكاد أن ينزل ركاب الطائرة حتى يصعد المغادرون وتقلع الطائرة وكأنها سيارة تكس دون التقيد بالوقت أو جدول الطيران




صورة للطائرة المحلية التي ستقلنا إلى قرية لوكلا في جبال الهملايا



صورة للمطار قسم الرحلات الداخلية ونشاهد بعض طائرات النقل التجارية الصغيرة الأخرى


أقلعت بنا الطائرة بسرعة 360كم في الساعة وكان معي على متنها حوالي 15 راكباً كلهم من الجنسية الغربية وقليل من النيبالية وخلال 40 دقيقة هبطنا في أعلى مطار رأيته في حياتي في قرية لوكلا LUKLA التي ترتفع عن سطح البحر أكثر من 2880م ... وقد كان مدرج الهبوط قصير جداً لا يتجاوز 200متراً مما يبعث الخوف في داخلك... ولكنه يسمح بهبوط الطائرة بسرعة وكفاءة عالية بسبب انحداره الذي يجعل الطائرة بعد الهبوط تبدأ عملية الصعود التي تساعدها على سرعة الفرملة ولعل الصورة تغني عن الوصف...



الطائرة من كبينة القيادة



مدرج مطار قرية لوكلا القصير



يتسع المطار لأربع طائرة صغيرة فقط ويرتفع عن سطح البحر حوالي 2880م
يتوجب على الطائرة أن تقلع قبل أن ينتهي المدرج حيث هاوية أخدودية سحيقة نحو الأسفل



صورة للطائرة التي أقلتنا بعد توقفها في المطار


هبطنا من الطائرة في تلك القرية الصغيرة لوكلا ذات المناخ الرائع الذي يميل للبرودة بسبب الارتفاع ... وجدت العديد من الفنادق المحلية فذهبت إلى أقربها من المطار ملاصقا له حيث بدا عليه أنه الأرقى ... وقد استأجرت غرفة واحدة فيها سريرين ودورة مياه أدهشني سعرها الذي لم أتوقعه وهو 1.30 دولارا أي حوالي خمسة ريالات فقط لليلة الواحدة..
استرحت لبعض الوقت وتناولت وجبت إفطار مكونة من البيض والجبن والخضار والشاي في مطعم الفندق الرائع. بعد ذلك قسمت حقيبتي إلى قسمين قسم أبقيته في الغرفة التي سأودعها لعدة أيام ... وقسم وضعته في حقيبة تحمل على الظهر وهو عبارة عن معدات التصوير ثلاث كاميرات وعدسات تقريب .. وجهاز GPS وخريطة و بعض الملابس الشتوية خشية البرد ومجموعة من أصابع الشوكلاتة للتزود بالسعرات الحرارية أثناء السير.
استأجرت رجلاً نيباليا يجيد الإنجليزية لحمل أمتعتي الخفيفة ومرافقتي في رحلة السير الطويلة ... وقد كانت أجرته لليوم الواحد قرابة 5 دولارات ... وقد زدتها إلى العشرة كما سنعرف لاحقاً السبب ... وقد كان رجلاً طيباً وخدوماً وعلى درجة عالية من الاحترام والتقدير...



صورة للفندق من الخارج



صورة للفندق من الداخل مكان تناول الطعام



بعض مساكن القرية لوكلا بالقرب من الفندق


المرحلة الثانية
63كم سيراً على الأقدام من قرية لوكلا إلى أقرب نقطة نحو إفرست
ملاحظة : لا يمكن مشاهدة جبل إفرست والجبال ذات القمم العالية من قرية لوكلا ، وذاك هو السبب الذي دفعني إلى رحلة السير نحو قرية نامشي وما بعدها لكي أشاهد تلك القمم والمناظر الجميلة. حيث يتعذر رؤية إفرست وما حولها من هذا المكان أو غيره بسبب الجبال المعقدة والسلاسل التي تحجبها في الخلف ... لذلك لا مفر من رياضة السير على الأقدام لرؤيتها إلا بركوب الطائرة الهليكوبتر وذلك مكلف للغاية. وقد سألت عنه ووجدتها تكلف الساعة الواحدة 1.800 دولار.
الجزء الأول : من لوكلا إلى نامشي
قرية LUKLA الصغيرة
القرية التي لا تصلها السيارات هي أقرب قرية تعرف المواصلات الحديثة نحو إفرست حيث الطائرة فقط تصل إليها ... منها بدأت رحلة سيري على الأقدام عبر سلاسل جبلية وعرة وجداول نهرية جارية مسافة 63كم ارتفعت خلالها من علو 2880م إلى علو 4930م حوالي 2050م .
وسأبدأ معكم هذه الرحلة مصحوبة بالخرائط التفصيلية التي وضحت عليها مراحل السير ...
خلال طريق السير على الأقدام مررت بالعديد من القرى الصغيرة كان من أهمها قرية باكدين ومونجو ونامشي وتنقبوتشي ودينقبوتش ولوبوتشي التي اعتبرتها أقرب نقطة نحو إفرست تمكنت من الوصول إليها ... حيث أن الطريق بعدها يتعذر سلوكه دون اتخاذ احتياطات لازمة من معدات التسلق والثلج والتمرين الوقائي من صعود ونزول لعدة أيام حتى تتكيف رئتي الإنسان وجسمه على الأكسوجين القليل هناك .... ولأن هدفي الذي رسمته فقط كان الوصول إلى أقرب نقطة نحو إفرست وصولاً طبيعياً اكتفيت بجعل نقطة قرية لوبوتشي هي آخر نقطة أصلها على ارتفاع ناهز 5000م فوق سطح البحر ... استمتعت كثيراً برياضة السير على الأقدام ... وبما شاهدته من مناظر طبيعية وتدرج للغطاء النباتي حتى اختفى جله في علو4000م فما فوق ، وما أدهشني أكثر ما رأيته من تكيف السكان هناك وبأسهم وقوتهم وجبروتهم في حمل الأثقال على ظهورهم ...



خريطة تبين موقع قرية لوكلا بالنسبة للعاصمة ... وموقع إفرست بالنسبة لها



خريطة توضح خط السير من لوكلا إلى لوبوتشي وبعض أشهر القمم هناك



خريطة توضح مراحل السير خلال ثلاثة أيام حتى الوصول إلى لوبوتشي ... جميع القرى لا تصلها وسائل النقل الحديثة


بدأت بعون الله السير على الأقدام عند الثامنة صباحاً تقريباً ... برفقة جامجي النيبالي الذي يحمل أمتعتي من قرية لوكلا الصغير التي أشبه ما يقال عنها أنها عش طائر في قمة جبل ...



صورة من قرية لوكلا ويبدو السوق الشعبي في سطها



مجموعة من الأولاد يلعبون الكيرم وأم وطفلتها في المشراق



جميع منازلهم تبنى من الحجر وتسقف بالزنك وألواح الخشب

بوابة القرية عند الخروج منها ويبدو في الأعلى تمثال يعود لمعتقداتهم













منظر خارج القرية ونشاهد إطلالة المزارع في المدرجات الشاهقة












طريق السير على الأقدام .. في بعض المواضع يقومون برصفه بالحجارة خاصة عند مداخل القرى


سرت من قرية لوكلا باتجاه الشمال نحو قرية باكدين الموضحة في الخريطة ومررت بالعديد من المزارع الصغيرة والمنازل الحجرية والسكان المحليين الذين يرحبون بك ويطيلون النظر فيك كثيراً بطريقة ودية ...



مررت بهذا البيت الذي يملكه نيبالي متعلم يعمل طبيباً لديهم ... وقد أصر على جلوسي مع أبنائه وتناول كوب الشاي معهم وقد كانوا مندهشين لرؤيتي ، حيث أخبرني والدهم أنهم يقولون بأنني لا أشبه السياح الآخرين يقصدون الأوربيين والأمريكان.. فربما كنت مألوفاً لديهم ... وخاصة من معاملتي لهم عند مقابلتهم والتي حرصت من خلالها أن أنقل الصورة الحسنة عن نفسي وديني ووطني.


سألني والدهم بعض الأسئلة القليلة عني وعن بلدي ... وأجبته وعجب كثيراً عندما قال بأنه أول مرة يقابل عربياً من السعودية ... ولم يكن يتوقع ذلك وخاصة في تلك المنطقة وعند بيته... ودعته وواصلت المسير مع جامجي المطيع ...



في الطريق كثيراً ما تمر بمثل كومة الحطب هذه ... فالحطب مصدر الوقود الوحيد لأكثر السكان



محدثكم في الطريق نحو النزول تارة ثم الصعود تارة أخرى قرب قرية باكدين



خريطة توضح أسماء القرى على طريق السير



في الطريق مررت بقرية مونجو التي توقفت فيها نصف ساعة لتناول وجبة الغداء وشرب الشاي



بعد أن تناولت غدائي وشربت الشاي الذي أفضله وقد جلبته معي من بلدي


أردت مواصلة السير إلا أن مرافقي جامجي الذي يحمل أمتعتي يعجب من ذلك ويستاء كثيراً ... ولما ناقشته الأمر ... أوضح لي أنه اعتاد الناس أن يسيروا في اليوم الواحد ست ساعات فقط وإذا مروا بهذه القرية يقيمون فيها ليلة للراحة ثم مواصلة السير ... وأن كل من رافقهم لم يخرقوا تلك العادة ...
فقلت له اسمع يا صديقي وقتي محدود وأنا منذ شهرين وأن أسير كل يوم لجمع اللياقة لهذه الأيام ولا أعتقد أني سأقف قبل غروب الشمس ... فعجب وأخذ يحاول إقناعي أنه سيلحق بي تعب شديد وأنني غير معتاد على هذه التضاريس وقد أمرض كما مرض بعض الأوربيين ... فقلت له لا تخاف نحن نأكل التمر ونشرب اللبن وأنت تأخذ خمس دولارات لليوم وهاك عليها خمس أخرى ... فأخذ يسألني ليتأكد عشر دولارات قلت نعم شرط أن لا تسألني أن أتوقف ... فطار من الفرح ... وأصبح أكثر حماسة مني ... وفعلاً واصلنا السير ... ولكن ما لم يتوقعه صديقي هو أن - أمغطه - سيراً لأحد عشر ساعة خلال ذلك اليوم ... حتى وصلنا قرية نامشي الساعة السابعة مساءً بعد غروب الشمس...


الصديق وهو يحمل أمتعتي على ظهره بعد خروجنا من قرية مونجو
أترككم الآن مع بعض الصور والتعليق من قرية مونجو إلى قرية نامشي


انظر وعورة الطريق ما بين صعود وهبوط


تقوم النساء بغسل ملابسهم في مياه الجداول العذبة ... وتلك الغرف على الجداول لها حكاية


تستخدم هذه الغرف كمطاحن للغلال بواسطة حركة المياه التي تدفع المروحة الخشبية أسفل لتدور وبالتالي يتم طحن الحبوب داخل الغرفة


كثيرا ما نمر على هذه التماثيل التي يتبرك بها السكان هناك وفق معتقدهم الباطل


نهر Dudh Koshi Nadi الذي يبدأ من أعالي الجبال حيث الثلوج والذي سنسير قربه مسافة طويلة


محدثكم يجلس بالقرب من أحد الجسور المعلقة إلى الخلف للراحة بعض الوقت


أحد المنازل وحوله بعض الحظائر التي تستخدم لتربية الماشية


صورة لأحد الجسور المعلقة فوق النهر








مجموعة صور من أعلى الجسر لنهر Dudh Koshi Nadi

التوقيع:
عظمة الله تتجلى في خلقه
رد مع اقتباس