عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2006-03-20, 04:06 PM
الصورة الرمزية منصور المناع
منصور المناع منصور المناع غير متواجد حالياً

 

مؤسس الموقع

 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: تمـير
المشاركات: 3,921
جنس العضو: ذكر
منصور المناع is on a distinguished road
افتراضي رمال الصحراء حجبت العديد من الأماكن التاريخية في الربع الخالي

رصد مواقع أثرية تظهر خبرة جماعات العصر الحجري في صناعة الأسلحة



الربع الخالي- محمد الغنيم : تصوير - حاتم عمر
تواصل «الرياض» في الجزء الرابع من طرحها لخفايا صحراء الربع الخالي حديثها مع أعضاء الفريق العلمي المشارك في الرحلة الاستكشافية حول اكتشافاتهم وأبحاثهم في المواقع التي وقفوا عليها.. في هذا الجزء تحدث أستاذ الآثار د. عبدالله الشارخ عن تفاصيل الموقع الذي يعود للعصر الحجري وما تم اكتشافه فيه، الى جانب الحديث عن طرق القوافل التجارية القديمة التي مثل الفريق فيها الأستاذ عبدالله الشايع.. وفي هذا الجزء تفاصيل حول كيفية ممارسة غير السعوديين من المشاركين في الرحلة كيانهم في الصحراء واللحظات التي أدى فيها أعضاء الفريق صلاة الميت لأول مرة على رمال الربع الخالي.. ونبدأ غداً في الجزء الخامس طرح المزيد من الجوانب الخفية والمواقف الصعبةوالمشاهدات التي عايشها الفريق خلال الرحلة.




أدوات ما قبل التاريخ

أوضح الدكتور عبدالله بن محمد الشارخ استاذ الآثار المشارك بجامعة الملك سعود والمستشار غير المتفرغ بوكالة الآثار والمتاحف أن كثافة الرمال الكبيرة في الربع الخالي ربما حجبت العديد من المواقع التي قد تعود لفترات زمنية ماضية، إلا أنه أشار إلى أن الأجزاء الداخلية من صحراء الربع الخالي تحوي العديد من المواقع الأثرية التي تعلو الأودية الصغيرة حيث وجد الفريق العلمي خلال الرحلة بعد المعاينة الأولية أنها تحتوي على (أدوات حجرية) لفترة ما قبل التاريخ حيث كانت الجماعات البشرية تبحث عن أحجار (الصوان) الطبيعية هناك التي تقوم بتكسيرها وتشريطها وصنع أنواع مختلفة من الأدوات الحجرية لاستخدامها في أمور حياتهم اليومية حيث أن طبيعة هذه المجتمعات البشرية في فترة ما قبل التاريخ في الجزيرة العربية كانت قائمة على الصيد والتقاط النباتات والثمار والعيش بالقرب من موارد المياه الطبيعية بشكل رئيسي الأمر الذي يتطلب تنقلهم الدائم للبحث عن المصادر الغذائية سواء قطعان الحيوانات البرية أو الأماكن ذات الغطاء النباتي الكثيف.

وأكد د. الشارخ في حديثه ل «الرياض» أن العديد من الدراسات السابقة أظهرت وجود مجموعة من البحيرات القديمة التي يتراوح تاريخ وجودها ما بين 35 - 17 ألف سنة و10 - 5 آلاف سنة وأصبحت جافة في وقتنا الحاضر وتوجد الى جوارها عشرات المواقع التي تمثل أماكن وجود الجماعات البشرية في تلك المنطقة.




العصر الحجري

وعن تفسير وجود مثل هذه المواقع في منطقة جرداء أوضح د. الشارخ أنه وبناء على دراسة التغيرات المناخية التي كانت في الجزيرة العربية عموماً ومنطقة الربع الخالي على وجه الخصوص يتبين أنها كانت متغيرة ومرت بفترات مناخية مختلفة، مشيراً إلى أن الدلائل الأولية لأسلوب تصنيع الأدوات الحجرية ونوعيتها التي عثر عليها تظهر أنها عقود لفترة العصر الحجري القديم الأوسط، كما وجدت بعض الأحجار غير الصوانية التي توجد بها بعض الأنواع لأدوات حجرية تعرضت لعوامل تعرية شديدة جداً وتم جمع عينات أولية منها لدراستها بشكل متعمق والتأكد أنها من صنع الإنسان أو أنها أخذت شكلها بفعل عوامل تعرية الطبيعة.

وأكد الشارخ على أهمية دراسة المواقع التي تم العثور عليها دراسة مستفيضة والرفع بها لوكالة الآثار لتسجيلها ضمن قائمة المواقع الأثرية المعروفة لديها معرباً في هذا السياق عن أمله في عمل برنامج مسحي علمي لما قبل التاريخ في منطقة الربع الخالي لاسيما أن هناك أجزاء أخرى لم تتم زيارتها اضافة الى الحاجة لوجود فريق علمي أكبر ووجود تخصصات أخرى لمساندة أي دراسات ميدانية مستقبلية.

ويرى الشارخ أن إعداد دراسة مستفيضة لمواقع ما قبل التاريخ في الربع الخالي من الأمور الأساسية لأن هنالك العديد من المواقع التي فقدت أو لا يعرف مكانها أو تأثرت بفعل عوامل التعرية الطبيعية، مشيراً إلى أنه تم العثور على عشرات المجموعات لأدوات حجرية بعضها على مساحات شاسعة والتي يظهر من أسلوب تصنيعها خبرة الجماعات البشرية في صناعة الأدوات والأسلحة مما يوحي بوجود مواقع أخرى مبكرة في الربع الخالي.

وفي هذا الإطار قدم د. الشارخ شكره للمسؤولين في هيئة المساحة الجيولوجية على حسن اختيارها لعدد من الباحثين في عدة تخصصت للمشاركة في هذه الرحلة العلمية مما كان له دور في تلاقح الأفكار وأوجد فرصة للتباحث في الأمور المشتركة في المجالات العلمية المختلفة، متمنياً أن يكون فيما خرجت به هذه الرحلة من معلومات خدمة للمجالات والتخصصات العلمية المختلفة.




طرق القوافل

وحتى طرق القوافل التجارية القديمة ومسارها كان من ضمن الدراسات والتخصصات التي ركز عليها فريق الخبراء في رحلتهم العلمية، وكان الأستاذ عبدالله الشايع الخبير والباحث في طرق القوافل التجارية القديمة ومساراتها دائم البحث والسؤال طيلة مسار الرحلة عن ذلك وظهر له عدد من هذه الطرق القديمة التي كانت تعبر صحراء الربع الخالي ومن ضمنها التقاء حجاج عمان مع حجاج حضرموت على أطراف الربع الخالي حتى نجران وغيرها من الطرق التي ظهرت دلائل لها.

ويرى بعض أعضاء الفريق أن القوافل القديمة لا تمر ببعض المناطق في الربع الخالي لعدم وجود مياه عذبة على طريقها فيما يرى آخرون أن تواجد آبار مياه وسط الصحراء من الشمال إلى الجنوب دليل وجود مسار للقوافل التجارية القديمة حتى وإن كانت هذه الآبار ليست على خط واحد، وفي الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن كثافة الرمال في بعض المواقع وسط صحراء الربع الخالي قد تكون عائقاً أمام تلك القوافل إلا أن آخرين لا يرون أن كثبان الرمال حاجز أمام القوافل القديمة لأن الجمال تعرف طريقها جيداً بين هذه الكثبان.

إلا أن الأمر المهم لمثل ذلك هو آبار المياه التي تبحث عنها تلك القوافل خلال خط سيرها.

ويؤكد الشايع أن رحلة الفريق العلمي هذه حولت رمال الربع الخالي الى (جامعة متحركة) طيلة فترة ال 13 يوماً للرحلة.


حرس الحدود.. عيون ساهرة وسط الصحراء

قدم رجال حرس الحدود في جميع المراكز التي مر عليها فريق الرحلة جهوداً كبيرة لتسهيل مهمة الفريق طوال خط سير الرحلة.

ورافقت دوريات حرس الحدود في تلك المراكز الفريق من مركز الى المركز الذي يليه بالتتابع، كما ساهموا في إرشاد قافلة الفريق بالطرق الأقل وعورة ومساعدة السيارات التي تعلق في الرمال على الفور حتى لا تتعطل الرحلة.

جهود ضباط وأفراد حرس الحدود في جميع المراكز الحدودية في الربع الخالي كانت محل ثناءوتقدير جميع أعضاء الرحلة الذين أعربوا عن شكرهم لكافة المسؤولين في حرس الحدود وللضباط والأفراد المشاركين في الرحلة على ما قدموه اضافة الى حسن ضيافتهم واستقبالهم لأعضاء الفريق في عدد من المراكز التي مرت بها الرحلة.

اللواء الركن الدكتور عبدالعزيز العبيداء مساعد مدير الادارة العامة للمساحة العسكرية وأحد أعضاء فريق الخبراء المشارك بالرحلة أكد أن ما لمسه الفريق من جهود وحرص ومتابعة من كافة رجال حرس الحدود أعطى صورة ايجابية ومشرفة لرجل الأمن على وجه العموم ولرجال حرس الحدود الذين يؤدون مهامهم الوطنية بكل إخلاص وسط الصحراء، مشيداً في هذا الإطار بمعرفتهم وخبرتهم الكبيرة بالطرق وبتضاريس المنطقة على الرغم من صعوبتها، ومؤكداً أن هذه هي الصورة السائدة دائماً عن عيون الوطن الساهرة على أمنه.