(( الرمث / المرعى ))
شجرة الرمث تأكلها عموم البهائم وتعتبره حمض بمعنى أنه ليس وجبة رئيسة وكما يقال لفلان :: ــ
(( عطنا علومك خلّنا نحمض )) بمعنى الخروج عن السوالف المعتادة بحكايا خاصة ... والإبل تفضل أكل الرمث ولا يمكن أن تأكل من أشجاره إلا بعد اصفرارها حيث تجف المياه من الشجرة ويذهب لونها الأخضر فتتسابق الإبل وتقوم بحبّه والهيام بأكله وهذا ما لاحظته على الإبل في الصحراء ومناطق الرعي
(( الرمث / الحطب ))
ذكر الطبري في خلاصة سير سيد البشر (1/87) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره فأمر بإصلاح شاة فقال رجل يا رسول الله علي ذبحها وقال آخر علي سلخها وقال آخر علي طبخها فقال صلى الله عليه وسلم (( وعَلَي جَمْعُ الحطب))
لكن أهل المكاشيت وعموم تجّار الحطب من باعة وغيرهم لا يفضلون الرمث لأنه سلعة غير مربحة بسبب صغر جذوعه ونعومة أغصانه وبرودة جمرته وهذا هو رماد نار الرمث الشبيه بالطحين
========
ولهذا قليل ما يجلب حطب الرمث للساحات وعلى حسب نوعيّة السيّارة قد يتراوح سعر الشحنة ما بين الــ 150 ريال إلى الــ 300 ريال وهذه صورة من الحطب الذي كنزته في البيت
الرمث لا يقارن بحطب السمر والأرطى والغضا وللناس فيما يعشقون مذاهب ولا تستغربون إذا قلت لكم أن هناك أناس تفضّل (( حطب / جذوع الكين )) وتكنزه كما يُكنز التمر
إلا أن عموم الناس يجدون في رائحة دخان الرمث =الانتعاشة المتناهية حيث يقوم أحدنا بــ ((سعط )) دخانه ويخلّله بين ثيابه وقد يفضلها البعض على رائحة بعض العطور
(( الرمث / طريقة احتطابه ))
يستحسن أخي العزيز أن تأتي شجرة الرمث من الجهة الشماليّة بمعنى عكس تجمّع التراب
(((((((((( ولايصح الاحتطاب الجائر )))))))))))
وقد يسأل سائل :: ـــ لماذا تحذّر من الاحتطاب الجائر وأنت يالشيخ قوقل توضّح طريقة الاحتطاب ؟؟؟؟؟!!!!!
أقول وبالله الكريم :: ــــ لنفرض أننا خمسة رجال في البراري وانطلق أحدنا \ صغير سن أو ممن لا يعرف هذه الطريقة بمسحاته ليجلب لنا حطب من أشجار الرمث
تجده أخي العزيز يضرب يمنة ويسرة ولا يبالي بإبادة الموجود حولنا حتى أنه يقطع أكثر من 20 شجرة ليدفئ الجميع ...
أما بهذه الطريقة قد لا يجلب لنا إلا سبع شجيرات مبروكة وبهذا العدد متأكّد أنه سيسد الغرض وأفضل من الـ 20 شجرة التي جلبها
وبهذا الطريقة المُثلى تأكد لي عندما كان أحد الأصحاب معي أثناء حفرها وبعدما رأى هذه الطريقة قالها بعظمة لسانه (( أأأأأأأأوه كُنّا ضايعين ومخطين في طريقة الاحتطاب ))
أجدّد التحذير من لاحتطاب الجائر لأن الإسراف بكل شيء من المنهيّات التي حذّرنا منها الشرع
===========
=============
فتقوم بقطع شيء من أغصان الرمثة كي يسهل حفر الشجرة بجوار جذعها وشيء فشيء حتى يتّضح الجذع وانتبه للعقارب والدواب لأن الأتربة التي تحيط بشجرة الرمث عادة ما تكون سهلة الحفر من قبل الفأر والعقارب وتكون مأوى للزواحف وصغار الكائنات الحيّة
وبضربة واحدة من (( المسحاة )) أسفل الجذع تنقطع الشجرة وتسحبها على الموقد ولا تستغربون أن أحد الشباب استغرب من هذه الطريقة السهلة وقال :: ــ كُنّا نتعذّب من إخراج الجذع !!!
============
============
(( الرمث والقراد ))
كنت معاوناً لأحد الأصدقاء من رعاة الإبل الذين بذلوا جهودهم وأفنوا طاقاتهم سعياً وراء الإبل وقد مررنا بشجرة الرمث وسألته عن ما أسمع أن حيوان / القراد ينبت من شجرة الرمث ؟؟؟ قال :: ـــ (( نعم ينبت ويبيض في نفس الجذع ولذلك يتواجد القراد بين الرمث فعندما تأتي الناقة لتأكل من شجرة الرمث يتشبّث بها ليمتص من دمائها )) أخوتي أهل المعرفة وهل تتوقّعون أن المسألة مثلّثة الفائدة ((القراد , الرمث , الإبل ))
==========
لا تستغربون اخوتي أخواتي من هذا الأمر ولنا عبرة في (( عصى موسى )) عليه السلام وبـ كن يخرج الحي من الميّت والله على كل شيء قدير
(( الرمث / الأشعار ))
ويقول الأخ / الشاعر صالح بن حمد الزيد ضمن قصيدته
للنار كسّرنا من الرمث تكسير=منّا ومنّا ثم رصّه وشاله
رجلاً من رجالاً قروم ومناعير=شبّه وقرّب للكراسي دلاله
من ريحته جوه ضيوف ومسايير=وللي يجي للبر ينساح باله
(( الرمث / العلاج ))
ذكر الدكتور / جابر القحطاني في الطب البديل :: ـــ
يستخدم الرمث لعلاج الزكام والجروح، حيث يؤخذ رماد الرمث ويذر فوق الجروح فيبريها، كما يستخدم مسحوق النبات كسعوط لعلاج الزكام، كما يستخدم لعلاج الوهن والحمى ووجع عظام الجسم الناتج عن تغيير الجو أو نتيحة الانتقال من بيئة إلى أخرى كما يستخدم فحم النبات في معالجة الحروق والقروح المتقيحة، كما يستخدم بخار ماء الرمث لعلاج الروماتزم والطريقة أن تؤخذ الأغصان الخضراء وتغلى في الماء وتعرض أجزاء الجسم المصابة لبخار هذا المغلي
وقد أجريت تجارب على نبات الرمث بجامعة الملك سعود حيث جرب مغلي النبات لمرضى السكر في حيوانات التجارب وأعطى نتائج جيدة وهذا يعلل استخدام الرمث في الطب الشعبي لنفس الغرض من قبل مرضى السكر
ثم تنتهي دورة حياة الرمث المزهرة وفي الصورة كأن الرمثة لم تغنا في الأمس
وهذه هديّة لعيون أهل البراري