عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2013-11-28, 10:19 PM
نورالدين نورالدين غير متواجد حالياً
عـضـو فـعـال
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 153
جنس العضو: ذكر
نورالدين is on a distinguished road
افتراضي ظاهرة التصحر في وطننا العربي( ابداع)

ظاهرة التصحر في وطننا العربي


معضلة كاداء فهل من حل؟؟؟

تعتبر حالة زحف الصحراء على المساحات الزراعية و الخضراء وتغولها السريع من اكبر المعاضل الاقتِصاديَّة الجسيمة التي تنخِر في جسد اراضي وطننا العربي، ولاعتبار أنَّ الظَّاهرة دولية كذلك الامر، حيث أنَّ اغلبـــية الأراضي التي تقع تحت خط التعرض للتصحُّر واقعه في نطاق الدُّول النَّامية بشكل عام، والعربيَّة على وجه الخصوص؛ حيث تؤكِّد الارقام الصادرة عن المؤسسات البيئية أنَّ حوالي 350 الى 400 الف كم2 من الأراضي الزراعيَّة أو الصالحة للزِّراعة او: نحو 20% من مساحتِها الاجمالية ، والتي تقدر اثنان مليون كم2 - صارت في مرمى نيران الزحف الصحراوي. .

اسباب التصحر الرئيسية:-:

وقد قامت المنظمات الدولية المختصة بتعريف مصطلح التصحر، بأنَّه: عمليَّة تردِّي الأراضي في المناطق الجافَّة وشبه الجافَّة، والجافَّة شبه الرطبة، الناتج من عوامل متعدِّدة تتضمن الاختلالات المناخية والأنشـــطة البشريَّة.

وعليه فإنَّ أسباب التصحُّر ترجع إلى عوامل اهمها::

اولا: خاصٌّ بالمتغيرات المناخيَّة والبيئية.

ثانيا: ماهو خاص بافعال ونشاطات البشر على وجه البسيطة ،

ويلاحظ وقوع غالب دول الوطن العربي في النطاقات الجافَّة وشبه الجافَّة؛ حيث إنَّ 95% من الأراضي تَحصُل على أقلَّ من 400ملمتر سنويا من المطر ، ولكن هناك نسبة بسيطة 5% فقط من البلدان العربية مثل لبنان وشمال افريقيا يسقط فيها أكثر من 400 ملمتر سنويًّا.

وعلينا ان لا ننسى ان الامطار في معظم المناخات المتعرضه في الدول العربية تعاني من تذبذب كمية الامطار فهي سنة او اكثر من سنتين لا يكون هناك موسم شتاء مما يؤثر علة الغطاء النباتي ..

ولناخذ على سبيل المثال الاردن ، حيث أنَّ 65% من أراضيه يسودُها المناخ الصَّحراوي، خاصَّة في الجنوب والمناطق الشرقية، ويضاف عليه ان كمية الأمطار السنوية تكون بين100 - 200 م3، وبسبب الحكم التركي للمنطقة من القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين تم الجور والاعتداء على غابات الصنوبر و البلوط , حيث قطعها الاتراك من اجل استخدام الحطب كفحم لتسيير القطارات واهمها قطار الحجاز الواصل بين مكة و الاستانة.


وادى اندلاع الحروب في منطقة شرق الاردن بين الاتراك والثورة العربية و الانجليز من جهة إلى خراب البيئة الزِّراعيَّة، خاصَّة اشجار الزيتون والنبق والبلوط الَّذي يلعب دورًا بارزًا في التصدِّي للتصحُّر كاسوار وقاية للرياح والغبار والرمال، وتقلصت مساحته و أعداده ..

اما في العراق فقد تعرض الاخضر واليابس للدمار , بفعل الحروب الاهلية بين الاكراد والحكومة حيث دمرت غابات الصنوبر والسرو وخربت المراعي ,اما خلال دخول الاحتِلال الأمريكي فقد تراجعت اعداد اشجار النخيل وبالتالي انخفض التصدير من التمور , فبعدان كان العراق اول بلد في العالم من حيثُ عددُ أشْجار النَّخيل، وكمية إنتاج التُّمور، التي كانت تمثِّل 40 % من الإنتاج العالمي، ، أصبح في العام 2005 لا يتعدَّى 400 ألف طن.

كما انه خلال الحرب العراقية الايرانية بين 1980 - 1988 تم تجفيف مناطق الاهوار وسحب مياهها وتخللتها العمليات العسكرية, ادى كل ذلك الى جفاف الغطاء العشبي وتصحر المنطقة شرق شط العرب وغربه وزادت نسبة الملوحة في الارض.

وخلال استعراضي للاوضاع البيئية العربية في الاردن والعراق ليست باقي الدُّول العربيَّة الأُخْرى احسن حظا من حيث مشكلة التصحر،بل ان هناك منها ماهو أشدُّ فداحةً.

فنشاهد ان دول حزام الصَّحراء الكبرى، اي كلٍّ من مصْر وليبيا، وتونس والجزائر، والمغرب وموريتانيا - قد فقدت خلال الخمسين عاما بسبب سياسات الاهمال والاعتداء على البيئة مامساحته سبعمائه ألف كم2 من أراضيها تحولت الى صحارى جرداء..

اما في دولة السودان، فقد اصبح الزحف الصحراوي يتقدم بمعدل 90 إلى 100 كم في سنويا، خلال السَّنوات الأخيرة، ولي هنا تعقيب حول السودان فهو اكبر بلد عربي قبل انفصال الكيان المزعوم دولة جنوب السودان ففقد السودان عمقه الاخضر في الجنوب, حيث كان هناك غطاء غابات وحشائش موسمية حقيقية في الجنوب السوداني, ففقد السودان هذه الجنان الخضراء, وفي دارفور بسبب الحرب الاهلية و مشاكل التمرد المندلعه منذ عام2004 فقد دمرت الغابات وقتلت الحياة البرية حيث اختفت الاسود و الافيال من دارفور بسبب انتشار السلاح الاتوماتيكي.

لابد هنا من التنويه إلى الفارق بين التصحُّر والصَّحراء، حيث يتداخل المعنيان لدى العديد من القراء، حيث ان مفهوم الصحراء انها نظام بيئي، بيْنما التصحُّر ظاهرة تحْدُث نتيجة للإخْلال بين السكَّان والموارد الطبيعيَّة في أي منطقة، ويكون حدوثه في الغالب لكوْن الأنظمة البيئية في المنطقة العربية غير محترمة من قبل الجمهور او الدولة، حيث ان المواطن العربي لا يكترث لبئيته فتجده يلقي نفايته على جوانب الطرق.

ومن العوامل المؤثرة على زيادة التصحر في الاراضي العربية العوامل البشرية, اقصد النمو الديموغرافي حيث وصل تعداد سكان العالم العربي الى اكثر من 300 مليون نسمة, وهذا بسبب الانفجار السكاني للعالم العربي حيث ان ذلك النمو السكاني ادى الى التوسع في بناء المنازل والمدن وفتح الشوراع والمصانع والمطارات, وغيرها من عوامل البناء الحضاري وهذا سبب تقلص المساحات الزراعية والمراعي لتبنى عليها الخرسانه, و وادى ذلك الى اختفاء الغطاء النباتي و والحيواني وحلت الخرسانة.

الزيادة السكانية تؤدي الى تضاؤل نسبة الاراضي الزراعية, و ذلك بسبب اختفاءها وتحولها الى مدن وخرسانه ولذلك تكون المساحات المخصصة للزراعه قليلة وتكون بحود 10 الى 15 دونم ويؤدي ذلك الى ان يقوم المزارعون بتكثيف نشاطهم الزراعي على هذه التربة اكثر من دورة زراعية في العام بهدف الحصول على محصول اكبر وتحقيق اعلى المرابح وتغطية الانتاج المحلي, ويضطرون لاجل ذلك لاستخدام السمادات الكيماوية و العضوية والري المستمر مما يؤدي الى قتل خصوبة الارض بسبب الافراط في استخدام السماد وارتفاع نسبة التملح بسبب الري المفرط.

وخلال عدة سنوات ستتحول هذه الاراضي الزراعية الى اراضي قاحلة بسبب هذه التصرفات البشرية.

معطيات سلبية بليغة:-

من اثار التصحُّر انه يؤدي إلى عدد من الآثار البيئية والاجتماعية السلبية , وتشكل خطرًا كبير على الدول العربية؛ حيث يؤدي إلى هجرة اهل الريف والمناطق الصحراوية والبادية للمدن، يسبب ذلك ضغوط إضافية على الحكومات العربية، إلى جانب عدم التوازن في توزيع السكان، مما يحبط خطط التنمية.

ومن اثاره انه يهدد بصورةٍ كبيرة الأمنَ الغذائي العربي، حيث ان اختفاء الاراضي الزراعية بسبب العمران او التصحر يؤدي الى تدني كميات الانتاج الزراعي و الحيواني, مما يثقل كاهل الدولة العربية. وفي النتيجة تكون العواقب الاقتصادية وخيمة ممثلة بتراجع المساحات الزراعية وكميات الانتاج وتدني الدخل الزراعي والمردود,كما ان اختفاء غطاء النباتات من اشجار الغابات خاصة في المناطق الجبلية ادى الى سرعه حدوث انجراف التربة وحدوث الفيضانات المدمرة مما ادى الى انشاء سدود اخذت الكثير من ميزانية البلدان العربية..

العمل العربي المشترك:-

على الرغم من ان كل الدول العربية واقعه تحت التاثير المباشر لخطر التصحر ومن الدرجة الاولى وانها تدرك هذه المعضلة الا ان الجهود الرسمية العربية لم ترتقي الى المامول او جزء منه, حيث انهم فقط يعقدون هذه الندوات و المؤتمرات في ارقى الفنادق وتكون قرارات انشائية على ورق ولا تطبق.

يجب على الدول العربية الوصول الى خارطة طريق صحيحة لوقف التصحر تتمثل بحماية الغابات وتصدير قوانين تحرم قطع الاشجار ومنع الرعي الجائر وعدم تخريب الاراضي الزراعية, وهذه الخطة يجب ان تشترك فيها كل الجهات الرسمية والقطاعات الحكومية و الخاصة

خطط وسياسات لمواجهة التصحر:-

لقد المني ما وصلت اليه ظاهرة التصحر وتفاقمها عربيا , وخلال ملاحظتي ومراقبتي لعوامل التصحر والاعتداءالبيئي في بلدي الاردن توجعت لموت الطبيعه والغطاء الاخضر الباقي في عالمنا العربي , وهذه بعض الاجراءات
التي تساعد على الحد من ظاهرة التصحر وهي:

اولا: اقامة خطوط او سدود او اشرطة من الاشجار على حافات الصحراء, وعلىى جوانب الطرق الخارجية وتكون بمثابه مصدات وخطوط دفاع اولية ضد سرطان التصحر.

ثانيا: اصدار تشريعات صديقة ودفاع عن البيئة , حيث يمنع البناء من منازل او فتح شوارع داخل الريف وعلى المناطق الزراعية او الغابات او المراعي, وتعطى تصاريح البناء للمناطق التي يثبت الفحص انها غير زراعية او صخرية او جبلية, كما يمنع قلع الاشجار او ازالة الغطاء النباتي لاي غرض عمراني.

ثالثا: تقام المدن الجديدة او الصناعية الناشئة على اطراف الصحراء او في المناطق المتعرضة للزحف الصحراوي حيث ان وجود المدن ضمن نطاق التصحر يساعد على القضاء عليه بفعل نمو المدينة.

رد مع اقتباس