الموضوع: الـريـاح
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2006-03-19, 09:51 PM
الصورة الرمزية منصور المناع
منصور المناع منصور المناع غير متواجد حالياً

 

مؤسس الموقع

 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
الدولة: تمـير
المشاركات: 3,921
جنس العضو: ذكر
منصور المناع is on a distinguished road
افتراضي

الرياح نعمة ونقمة

"وتصريف الرياح والسحاب المسخربين السمآء والأرض لآيات لقوم يعقلون" .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها لا تسبوها ، واسالوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها ". رواه البخاري وأبو داود والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه .



ولقد قسم علماء الفيزياء الجوية – حديثا – الرياح إلى أنواع مختلفة حسب سرعتها، ولقد خص القرآن كل نوع منها بوصف إلهي في إعجاز علمي رائع كما يلي:

1) الرياح الساكنة: وهي الريح التي لا تؤثر حتى على دخان المصانع الذي يتصاعد رأسيا في هذه الحالة دون أن يميل ؛ وذلك لأن سرعة الريح الساكنة صفر فهي لا تكدر سطح الماء في البحار ، ولا تحرك السفن الشراعية حيث يصبح سطح البحر ساكنا هادثا وتظل هذه السفن رواكد على ظهره كما في قوله تعالى : " إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور " .

2) الرياح الطيبة: وسرعتها تتراوح بين 6, 1 إلى 40كم / ساعة وتتدرج بذلك من رياح هادئة إلى خفيفة إلى منعشة إلى معتدلة ، وتسمى نسيما يحرك أوراق الشجر وينشر الأعلام ويهز الشجيرات عند حد السرعة 40 كم/ساعة، فتجري الفلك بهذه الريح الطبية التي تبعث السرور والبهجة وتشجع الناس على النزهة في البر والبحر كما في قوله تعالى:"حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها" .

3) الرياح الشديدة: وسرعتها تتراوح بين 40 إلى 50 كم / ساعة ، حيث تهتز فيها فروع الشجر الكبيرة ويسمع لها صفير وكأنه نذير ، ويصعب مسك المظلات عند هبوبها وتهيج أمواج البحر باندفاعها الذي يبعث الخوف في نفوس راكبي السفن وسط هذا الريح العاصف كما في قوله تعالى:"جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ، فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق".

4) الرياح الحاصبة: وهي ريح تهب بسرعة تصل إلى 80 كم /ساعة وهي عاصفة تثير الرمال والحصى وتهز الأشجار بأكملها ويصعب السير ضدها بل ويتعذر خلالها المشي عموما
كما في قوله تعالى:" أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا".

5) الصـرصـر: وهي الرياح التي تصل سرعتها إلى 90 كم / ساعة ، فتصبح شديدة العصف تكسر المداخن والأشجار وتكون شديدة البرودة وعالية الصوت كما في قوله تعالى:" فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا" .

6) القاصفة : وهي الرياح التي تصل سرعتها إلى 100 كم/ ساعة وتقلع الشجر من جذورة وتهشم النوافذ وتغرق السفن كما في التهديد الإلهي بريح قاصف أشد ضراوة من الحاصب كما في قوله تعال: " أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا ، أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم" .

7) الصرصر العاتية: وهي الرياح العاصفة المتعدية و الزوبعة الهوجاء المتجاوزة لكل الحدود وتصل سرعتها إلى 120 كم/ساعةتتلف مساحات واسعة من المباني وتقتل البشر كما حدث في هلاك قوم عاد في قوله تعالى: "وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية ، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ، فهل ترى لهم من باقية " .

8) الأعاصير: وتعتبر من الظواهر الطبيعية الأكثر خطورة ورعبا، ويمكن أن يمتد أثرها على مساحات واسعة، وقد تستمر من بضعة أيام إلى عدة أسابيع وتنتج قوتها التدميرية من ثلاثة عوامل:

أ‌-الرياح العاصفة التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 500 كم/ ساعة.

ب‌-الأمطار الغزيرة المرافقة للرياح.

ت‌-الأمواج البحرية الزاحفة على شواطئ البحار والمحيطات.



ورغم أن عواصف الرعد تكون مصحوبة بالبرق والمطر لما فيه خير البلاد والعباد إلا أن الناس يخافون منها لأنها قد تكون مصحوبة بإعصار مدمر ، حيث يتدلى من السحابة الركامية قمع الإعصار، الذي يشبه خرطوم الفيل لأنه يتدلى من قاع السحابة ليصل إلى الأرض ، وقد يحدث في جدار القمع تفريغ كهربائي شديد ومدمر يجعله يبدو كأنما يشتعل نارا كما في قولــه تعــالى:" فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت " .



ولا يقتصر الأمر على إشعال النار في طريق الإعصار بل أن القمع يعمل كالمكنسة الكهربائية يكتسح معه كل شئ لأن الرياح تدور من حوله وتلف بصوت يصم الآذان وبسرعة بالغة تزيد على 300 أو 500 أو ربما 800 كم / ساعة وهي دوامة تهرع متسابقة إلى قلب الخرطوم حاملة معها كل ما على الأرض حتى المباني فيما عدا المساكن المسلحة. وترجع قوة الشفط في هذه الدوامة إلى وجود تيارات حمل شديدة صاعدة تدفع الهواء إلى أعلى قلب الإعصار بسرعة تصل إلى 300 كم/ساعة، فتلتقط كل ما يصادفها من الأجسام حتى الثقيل منا كالسيارات والماشية والخيل والناس وتحملها أحيانا عبر مسافات بعيدة . وقد تهبط بهم بعد ذلك ، علاوة على أن الضغط الجوى داخل قمع الإعصار ينخفض سريعا بالنسبة إلى الوسط المحيط فتنفجر المنازل والصوامع بجدرانها وأسقفها بفرقعة ناتجة عن فروق الضغط خارج وداخل القمع. ويسمى هذا النوع "تورنادو" حيث لا يتجاوز خط سير الإعصار عن طول قدرة 40 كم وعرض 300 متر في المتوسط، وقد يسمى "البارم" .