الجزء الثالث:
بينما كان أبو أحمد ينظر من خلف الزجاج المتكسر هاله منظر دكانه الصغيرة الذي تهدم بسبب الأمطار الغزيرة لم يستطع أن يتمالك نفسه حاول أن يجمع أنفاسه التي بالكاد يستطيع أن يسترجعها....
بدأ منسوب الماء يزداد شيئاً فشيئاً... أحس أبو أحمد بذلك... استرجع قواه وبدأ ينهض وأمسك مصباحه اليدوي متكأً بيده الأخرى على منضدة المطبخ.. وبدأ يتجه إلى السلم كي يصعد الطابق العلوي من منزله.. ومازال صوت العاصفة يزمجر والمنزل تتساقط من سقفه الأمطار ... بدأ الخوف يتملك أبو أحمد ... ها قد صعد أبو أحمد إلى الطابق العلوي ... متجهاً إلى غرفة النوم حيث ابنه أحمد وزوجته... وضع أبو أحمد يده على مقبض الباب وفتحه ... الحمد لله أولادي بخير.. (يقول أبو أحمد )
على خطوات أبي أحمد تصحوا أم أحمد فترى زوجها مرعوبا يرتجف من البرد.. نهضت من السرير مسرعة وأحضرت ملابس جديدة من الخزانة .. وأحضرتها لابي أحمد... وبدأت تسأله ..مالذي حصل بالله عليك ( تقول أم أحمد )
يقول أبو أحمد : لقد تهدم الدكان وأتمنى أن تبقى مشغولات الذهب والفضة فيه ولايجرفها الطوفان...ماذا ماذا (تقول أم أحمد )
هل .. تهدم الدكان يا إلهي...!!! بدأت أم أحمد بالبكاء بصوت عال... وأبو أحمد يحاول أن يهدأها ويقول الحمد لله أننا بخير وابننا بخير... ويفعل الله مايشاء...
مازال أحمد يغط في نوم عميق وأم تحتضنه ودمعات عينيها تنساب على خديدها وتتساقط أحيانا على خد ابنها أحمد ...
ينهض أبو أحمد متجهاً للطابق السفلي... لينظر إلى منسوب الماء في المنزل عله انخفض. حتى يذهب ليلقي نظرة في الخارج... وهو في طريقه للطابق السفلي ...
بدأت الأمطار تخف .. نزل أبو أحمد للطابق السفلي وبدأ في فتح الباب الرئيسي كي يحاول أن يخرج المياه من داخل المنزل.. أحضر مالديه من دلاء كي يستخدمها في إخراج الماء من المنزل...
في الطابق العلوي أم أحمد مازالت تحاول أن تحبس بكاءها.. خوفاً أن يستيقظ ابنها الصغير..وهي تحضنه وتمسح على رأسه وذهبت مخيلتها للأيام السابقة .. تذكرت كيف كانت تعد الساعات والثواني حتى تنجبه..ثم كيف كانت تداعبه وهو طفل رضيع.. كل تلك الصور عرضت أمامها في تلك اللحظة الخانقة...
أبو أحمد يمسك بدلو كبير ويخرج الماء ... ماهذا ؟؟ يقول أبو أحمد ماهذا ..!!!