للحفاظ علي غزال المها العربي من الانقراض
 

الإمارات تطلق غزلان المها في المحميات الطبيعية



دبي - علي القحيص:
غزال المها العربي من الحيوانات الوديعة الجميلة، والتي كانت تستوطن صحاري الجزيرة العربية بشكل قطعان، كأنها أسراب من السحب التي تلامس الأرض، لكثرتها ووضوح بياضها الناصع، وقد أوشك هذا النوع على الانقراض وأصبح من النادر وجوده إلا في الأمكنة المحمية، لكثرة الطلب عليه من الإنسان الجائع والحيوان المفترس، بالإضافة إلى الطلب على ندرة جلده لأغراض حاجات الإنسان من مأكل لحمه وحاجة جلده.


وأشهر ما يميز هذا الحيوان الفطري هو جمال عيونه السوداء، والذي تغزل فيه الشعراء القدامى والمعاصرون، وغزال المها هو من فصيلة الظبي الصحراوي من صنف الظلفيات الصحراوية، والمها العربية بيضاء اللون ذات جسم متناسق وعينين كبيرتين طالما تغزل الشعراء بجمالهما ورشاقة جسمها.

وغزال المها يسمى عند الأغريق (أوريكس) وتعني (المعول) أو الفأس ذات الرأس المدببة، وهذه التسمية لها علاقة بشكل قرونها الطويلة.

وغزلان المها مثل بقية الغزلان شديدة الحذر من القناص وكذلك الوحش المفترس، ويمتلك حاسة شم قوية يستطيع تحديد خصمه من خلالها، لذلك يتربص لها قناصوها في عكس اتجاه الرياح عند محاولة اصطيادها.

ويسمى الذكر منها "الثور" والجؤذر والأنثى (الشاة) وصغيرها "الخشف أو العضيضي" ومجموعة المها تسمى (الصور، والربروب، والآجل، والسرب، والحنظلة) وتختلف التسميات من بيئة لأخرى، والعمر الافتراضي للمها هو ما بين 13- 19سنة ويصل وزن البالغ منها 60- 90كغم وتكون جاهزة للتكاثر بعد 2.5سنة من عمرها، حيث تلد عجلها بعد فترة حمل تبلغ 8.5أشهر وتلد مرة واحدة في السنة، وتقطع 74كم في 12ساعة كل يوم.

وهذا الحيوان الجميل على وشك الانقراض تسعى الدول الخليجية في الحفاظ على الحياة البرية وإقامة المحميات الطبيعية في المملكة والإمارات والأردن، وهيأت هذه الدول لها محميات توفر لها ظروفاً مناخية ومعيشية لتكاثرها ومنع صيدها والاتجار بها.

وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي استوطن بها غزال المها بكثرة، وهي الدول الأوائل في المنطقة التي بادرت في الاهتمام بالمها العربية والحفاظ عليها من الانقراض، فتم إنشاء قسم للمحميات الطبيعية واتباع أحدث الأساليب العلمية المتطورة في الرعاية والتغذية والتزاوج مما أدى إلى تضاعف تكاثرها وخاصة في مدينة العين ولما وصير بني ياس.
وكمرحلة أولى تم إطلاق 29من المها العربية ضمن خطة لإطلاق 100من هذه الأنواع الفطرية بهدف الحفاظ عليها من الانقراض وإعادة توطينها في بيئتها الطبيعية في إطار مشروع يُعدُّ الأكبر على مستوى العالم العربي. وسيتم إطلاق أعداد أخرى سنوياً، مع مراقبتها بشكل دائم، من خلال أجهزة تتبع خاصة لمعرفة أماكن وجودها وحالتها ومدى تأقلمها مع حياتها الجديدة. وكانت المفاجأة الأبرز في الأيام الأولى، حدوث أول ولادة طبيعية للمها العربية خارج المحميات. وهو ما شكل فرحة عارمة لكل القائمين على الشارع.

وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي إطلاق عدد كبير من هذا الحيوان الفطري.
وقد حضر عملية الإطلاق التي أشرفت عليها هيئة بيئة أبوظبي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة، ومحمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي العضو المنتدب للهيئة، وماجد المنصوري الأمين العام للهيئة.

ومع المرحلة الأولى من إطلاق المها العربية إلى بيئتها الطبيعية، بدأ تاريخ جديد للمها العربية في منطقة الخليج العربي والعالم بعودة المها العربية أخيراً إلى موطنها الأصلي في الحياة البرية. وتعتبر هذه الخطوة تتويجاً لأربعين سنة من جهود الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في سبيل الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية.

وتوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 3500- 4000من المها العربية، في محميات وحدائق خاصة، أهمها صير بني ياس، وحديقة العين، والوثبة والجرف، إضافة إلى أعداد أخرى قليلة لدى هواة جمع الحيوانات النادرة. بذلك تمتلك الإمارات أكبر قطيع من المها العربية في العالم. ويعتبر هذا النوع هو الأكثر تهديداً بالانقراض.
ويهدف هذا المشروع إلى إعادة توطينها في محميات خاصة ضمن نطاق انتشارها التاريخي في إمارة أبوظبي.

وكانت الإمارة قد استضافت مؤتمر أبوظبي الدولي الأول للمها العربية في مارس 1999، لمناقشة المخاطر التي تهدد المها العربية بالانقراض، إضافة للتنسيق مع بعض الدول الخليجية التي تعيش فيها المها العربية. وتعتبر المها العربية الوحيدة التي تعيش في البيئة الأشد حرارة وجفافاً بين خمسة أنواع معروفة من المها.

وكان الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل، قد بدأ الاهتمام بالمحميات الطبيعية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، منذ الخمسينات، حيث لم يكن هناك سوى مئات من المها العربية المنتشرة في شبه الجزيرة العربية، وهو عدد كان مهدداً بالانقراض التام. فبادر الشيخ زايد بجمع قطيع صغير من المها العربية الموجودة في الإمارات، ووجه بتربيتها وإكثارها لتصبح نواة لأكبر قطيع من المها العربية في العالم.

وكانت قد نجحت قبل ذلك، تجربة الحفاظ على نوعين من الغزلان التي تعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، هما: الريم والدماني، وينتشر هذان النوعان حالياً في أنحاء الإمارات، حيث تكاثرت بشكل كبير، ولم تعد مهددة بالانقراض.
تقوم بتنفيذ هذا المشروع هيئة البيئة - أبوظبي، من خلال أكثر من 500شخص من الخبراء والأطباء والمتخصصين والمراقبين، في مشروع هو الأكبر من نوعه على مستوى العالم العربي، وواحد من المشاريع الكبرى في العالم. ولدى هيئة البيئة - أبوظبي مشاريع رائدة في الفترة القادمة، ويُعدُّ إطلاق قطيع المها العربية، جزءاً صغيراً مما تخطط له مستقبلاً. حيث يجري حالياً دراسة لإعادة تأهيل مناطق الإطلاق في أبوظبي، وهي دراسة تستغرق 3أعوام، من أجل إنشاء مراع خاصة للمها والظباء، بحيث يوفر لها الغذاء اللازم لاستمرارها والحفاظ على صحتها وضمان تكاثرها في الطبيعة. كما تخطط الهيئة لإنشاء أكبر محمية طبيعية مخصصة للمها العربية والظباء فقط على مساحة تقدر بحوالي 10.000كيلو متر مربع. ويخدم هذا المشروع مشروعات السياحة البيئة في إمارة أبوظبي. الجدير بالذكر أن هيئة البيئة - أبوظبي، تهدف بشكل أساسي إلى حماية التنوع الحيوي لإمارة أبوظبي، للمحافظة على التوازن البيئي بين الكائنات ومواطنها الطبيعية.


المصدر : جريدة الرياض
https://www.alriyadh-np.com/2007/11/0...cle291397.html

مشكور على الخبر

وعمل رائع من الحكومه الإماراتيه

الله يسلمكم على هذا الموضوع
والله ودنا نشوووفه على الطبيعه
مشكووووورين


سلام