شبكة البراري

شبكة البراري (https://www.albrari.com/vb/index.php)
-   منتدى الموضوعات العامة (https://www.albrari.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   الأساس الفكري لتسامح المسلمين (https://www.albrari.com/vb/showthread.php?t=58622)

كنك الخشيبي 2011-05-29 08:20 AM

الأساس الفكري لتسامح المسلمين
 
الأساس الفكري لتسامح المسلمين

أساس النظرة المتسامحة التي تسود المسلمين في معاملة مخالفيهم في الدين
يرجع إلى الأفكار والحقائق الناصعة التي غرسها الإسلام في عقول المسلمين وقلوبهم،
وأهمها:

1. اعتقاد كل مسلم بكرامة الإنسان، أيا كان دينه أو جنسه أو لونه.
قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم)
وهذه الكرامة المقررة توجب لكل إنسان حق الاحترام والرعاية.

ومن الأمثلة العملية: ما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله:
أن جنازة مرت على النبي صلى الله عليه وسلم فقام لها واقفا،
فقيل له: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي! فقال: "أليست نفسا"؟! ،
بلى ولكل نفس في الإسلام حرمة ومكان، فما أروع الموقف، وما أروع التفسير والتعليل!

2. اعتقاد المسلم أن اختلاف الناس في الدين واقع بمشيئة الله تعالى،
الذي منح هذا النوع من خلقه الحرية والاختيار فيما يفعل ويدع:
(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).
والمسلم يوقن أن مشيئة الله لا راد لها ولا معقب،
كما أنه لا يشاء إلا ما فيه الخير والحكمة، علم الناس ذلك أو جهلوه،
ولهذا لا يفكر المسلم يوما أن يجبر الناس ليصيروا كلهم مسلمين،
كيف وقد قال الله تعالى لرسوله الكريم:
(ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).

3. إن المسلم ليس مكلفا أن يحاسب الكافرين على كفرهم،
أو يعاقب الضالين على ضلالهم، فهذا ليس إليه،
وليس موعده هذه الدنيا، إنما حسابهم إلى الله في يوم الحساب، وجزاؤهم متروك إليه في يوم الدين،
قال تعالى:
(وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون)
وقال يخاطب رسوله في شأن أهل الكتاب:
(فلذلك فادع واستقم كما أمرت، ولا تتبع أهواءهم،
وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب،
وأمرت لأعدل بينكم،
الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، لا حجة بيننا وبينكم، الله يجمع بيننا، وإليه المصير).

وبهذا يستريح ضمير المسلم،
ولا يجد في نفسه أي أثر للصراع بين اعتقاده بكفر الكافر،
وبين مطالبته ببره والإقساط إليه، وإقراره على ما يراه من دين واعتقاد.

4. إيمان المسلم بأن الله يأمر بالعدل،
ويحب القسط، ويدعو إلى مكارم الأخلاق، ولو مع المشركين،
ويكره الظلم ويعاقب الظالمين، ولو كان الظلم من مسلم لكافر.
قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).

وقال صلى الله عليه وسلم: "دعوة المظلوم ـ وإن كان كافرا ـ ليس دونها حجاب".

إن سماحة الإسلام مع غير المسلمين سماحة لم يعرف التاريخ لها مثيلا،
وخصوصا إذا كانوا أهل كتاب، وبالأخصب إذا كانوا مواطنين في دار الإسلام،
ولا سيما إذا استعربوا وتكلموا بلغة القرآن.


روح التسامح عند المسلمين:
على أن هناك شيئا آخر لا يدخل في نطاق الحقوق التي تنظمها القوانين، ويلزم بها القضاء، وتشرف على تنفيذها الحكومات.
ذلك هو "روح السماحة" التي تبدو في حسن المعاشرة،
تتجلى هذه السماحة في مثل قول القرآن في شأن الوالدين المشركين
اللذين يحاولان إخراج ابنهما من التوحيد إلى الشرك: (وصاحبهما في الدنيا معروف

وروى الإمام أحمد عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة هذه الدعوات الثلاث:
"اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه، أنا شهيد أنك الله وحدك لا شريك له".
"اللهم ربنا ورب كل شيء ومليكه، أنا شهيد أن محمدا عبدك ورسولك".
"اللهم ربنا رب كل شيء ومليكه، أنا شهيد أن العباد كلهم أخوة".

فهي أخوة إنسانية عامة، والأخوة تتكون من عناصر ثلاثة
: المحبة، والمساواة، والتعاون.

وقد يقول بعض الناس:
إن الله تعالى يقول: (إنما المؤمنون إخوة)،
ورسوله يقول: "المسلم أخو المسلم" فاعتبر الأخوة بالدين والإيمان لا بغيرها.

ونقول:
إن الأخوة الدينية القائمة على الإيمان هي أخص أنواع الأخوة وأعمقها
، ولكنها لا تنافي وجود الأنواع الأخرى من الأخوة،
مثل الأخوة الوطنية والقومية، مثل قوله تعالى: (وإلى عاد أخاهم هودا)، (وإلى ثمود أخاهم صالحا)،
(وإلى مدين أخاهم شعيبا)، (إذ قال لهم أخوهم نوح: ألا تتقون)، (إذ قال لهم أخوهم لوط: ألا تتقون)،

فأثبت القرآن هذه الأخوة، بين هؤلاء الرسل، وأقوامهم، وهم مكذبون لهم،
متمردون على رسالتهم، لأنهم منهم، وليسوا غرباء عنهم، فهي أخوة قومية.


سفير الحيا 2011-05-29 08:28 AM


يعطيك العآفيه ياكنك الخشيبي

ام محمد 2011-05-29 01:23 PM

إن الأخوة الدينية القائمة على الإيمان هي أخص أنواع الأخوة وأعمقها

بارك الله فيك أخي الفاضل

طرح رائع جداً

ربي يجزاك بالخير ولا يحرمك الأجر والمثوبة

الوااا(بالله)اااثق 2011-05-29 09:40 PM

[CENTER][FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR="Blue"]
القول في تأويل قوله تعالى :

[COLOR="DarkGreen"]( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ر%

أحمد الحربي 2011-05-29 09:42 PM

بارك الله فيك

المزحمي 2011-05-29 09:57 PM

بارك الله فيك

ابو طلال الفيفي 2011-05-30 01:00 AM

طرح جميل وطيب
ملاحظة : نرجوا توضيح اسم السوره ورقم
الايه في الايات القرآنيه
ولقد طرحنا موضوع مثبت في اعلى
القسم بإسم " لكي لايحذف موضوعك "
او تجده في توقيعي الخاص
الله يعطيك العافيه اخي الفاضل كنك الخشيبي

كنك الخشيبي 2011-05-30 10:43 AM

شكرأ ع مروركم الكريم

ضيف الله ما أدري عن المعلومة هاذي تعرف جديد

بقآيآ .. حرف 2011-05-30 01:10 PM

بارك الله فيك
ونفع بك الاسلام والمسلمين

كنك الخشيبي 2011-05-31 08:26 AM

شكرأ ع مرورك يامحمد



الساعة الآن 02:37 PM

Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010